أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - إنسانية الفرد أبقى له من دينه ومَذهبه وعِرقه!














المزيد.....

إنسانية الفرد أبقى له من دينه ومَذهبه وعِرقه!


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 5472 - 2017 / 3 / 26 - 03:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أثبتت التجربة الإنسانية بأن لا شيء في هذه الدنيـا يستحق أن يعتز به المَـرء أو يفتخر سوى الإنسانية، فكون المَرء إنساناً شائت الأقدار والصُدَف أن يَحيا ويعيش في هذه الدنيا، هي ربما الحقيقة الوحيدة التي تستحق العيش لأجلها والدفاع عنها والإستمتاع بها، دون تضييع ثانية منها في الإهتمام بمفاهيم إفتراضية إخترعها البشر وجعلوها مُسَلّمات، مثل الدين والمَذهب والعِـرق. لذا ينبغي على المَرء أن لا يشغل نفسه أو يُضَيّع وقته بها، وأن لا يُعطيها أكبر من حَجمها الإفتراضي. كما أنها مُتغيرات نسبية تتحكم بها عوامل ظرفية، لذا تتغير مكانتها وأهميتها بتغير المكان والزمان والمجتمع الذي وُلِد المَرء ونَشأ وعاش فيه.
إذا أردنا أن ننهض بمجتمعاتنا علينا أن نبدأ بتبني هذه الحقيقة كما فعلت غيرنا من المجتمعات، التي سبقتنا في طريق العلم والتحضر والإنسانية، فيما لا تزال مجتمعاتنا غارقة في وحل الصراعات الدينية والطائفية والعِرقية الذي غادرته المجتمعات الغربية وطَهّرت نفسها منه منذ قرون. وأبسط طريقة نبدأ بها هذا الأمر إذا كنا بالفعل جادين في مسعانا لإصلاح مجتمعاتنا ودفعهـا للأمام، هو أن ندعوا يومياً ودوماً مثـلاً بحياة مباركة لكل الإنسانية، وليس بجمعة مباركة للمسلمين فقط، التي يرددها ويرسلها غالبية المسلمين لبعضهم البعض عبر مواقع وبرامج التواصل الإجتماعي، في نفس الوقت الذي يقف فيه شيوخ الدجل على منابر مساجد ضرار وخلفهم ملايين المسلمين المُوامنة ليدعوا بالموت والثبور على باقي البشرية!
من يعتقد بأن الجمعة مباركة، وبأن هذه الثمرة مباركة، وبأن تلك الرقعة من الأرض مباركة، هو بالتأكيد يعتقد ويظن ذلك لأسباب دينية، أي لإيمانه بالله الخالق، وما دام كذلك فهو إذا يؤمن بأن الله هو خالق كل شيء في هذا الكون كله وليس في كرتنا الأرضية وبلداننا فقط. بالتالي عليه من باب أولى أن يعتقد بأن كل ما بهذا الكون مبارك، لأن الله خلقه وخلق مكوناته المادية والحسية بالتساوي، ولم يفضل خلقاً على خلق، لأنه سبحانه عدل مطلق. وهو ما سيقودنا منطقياً الى نتيجة أن لا جمعة المسلمين هي فقط المباركة وعلى رأسها ريشة كما يظن المسلمون. ولا سَبت اليهود هو فقط المُبارك وعلى رأسه ريشة كما يظن اليهود. ولا أحّد المسيحيين هو فقط المبارك وعلى رأسه ريشة كما يظن المسيحيون. بل أن كل أيام الله مباركة، كما أن الحياة والدنيا والبشرية كلها مباركة، لأنها كلها من إبداع الخالق العظيم.
ستنهض مجتمعاتنا، وستخرج من ظلمتها، وسيغير الله من حالها، متى ما قررت أن تغير ما بأنفسها من عقد وأمراض، ومتى ما قررت أن تخرج من عالَم الدين أو المَذهب أو العِرق الضيق الذي تحبِس شعوبها فيه، والذي لا وجود له سوى في مخيّلتنا الإشكالية.


مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفورجاك.. فتى بوهيميا الذي أبهَر العالم الجديد فأبهَره
- يوم الروما وحقوق المواطنة!
- أزمة الوعي العراقي.. (4) الوعي العراقي ونزوعه للإستبداد
- مصطلح حَواضِن الإرهاب في العراق، والكيل بمِكيالين!
- كونشيرتو الكمان الأول لماكس بروخ.. أوبرا بلا كلمات
- اليَسار العراقي.. الدَور الخطأ في الزمان الصَح، والدَور الصَ ...
- أزمة الوعي العراقي.. (3) الوعي العراقي ونصب اللاحرية
- الموسيقار التشيكي سميتانا.. قلب بوهيميا النابض
- العراق يَمضي الى زوال لولا نسيم الجبال!
- أزمة الوعي العراقي.. (2) الوعي العراقي وقطبيته المعكوسة في ت ...
- المالكي والعبادي بين شَخصية المُعارض وشَخصية رَجل الدولة
- لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي
- جوزيف جونغن ساحر الأورغن وإيقونة بلجيكا الموسيقية الأبرز
- هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!
- أزمة الوعي العراق.. (1) الوعي العراقي وإجترار الماضي
- الكسندر بورودين من كيمياء الطب الى كيمياء الموسيقى
- لولا العَم سام لما أزيح المالكي ولما أسقِط صدام!
- يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد
- هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟
- فريد الأطرش.. أمير النغم الجميل والطرب الأصيل


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - إنسانية الفرد أبقى له من دينه ومَذهبه وعِرقه!