أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - دردشة عراقية تحت المطر














المزيد.....

دردشة عراقية تحت المطر


علي فاهم

الحوار المتمدن-العدد: 5470 - 2017 / 3 / 24 - 12:33
المحور: كتابات ساخرة
    


بسرعة غريبة تغيرت الاجواء وبدأ الغيث يصب على رؤوس الناس صبا ولاذ الجميع بمسقفات المحلات فتذكرت ان الانواء الجوية قالوا أن هناك زخات مطر ، بعض النسوة ( الزائرات) يهرولن ويسألن شاب كان واقفاً تحت المطر (متباهي) عن سيارات ... لم أسمع وجهتهن ولكنه أشار اليهن بأتجاه ( الكراج ). ركضت باتجاه سيارات ( طوريج ) محتمياً بـ ( القمصلة ) الجلدية على رأسي حمدت الله أني لم أسمع كلام زوجتي التي أستغربت أرتدائي لها والجو كان معتدلا فقلت لها فيه ( كرصة ) برد وأنا سأعود في الليل وربما تمطر وفعلا كانت خير معين لي ، وقفت مع بعض الشباب منتظراً سيارات تذهب الى طويريج ولكن السيارات أختفت فجأة من الشارع كما هم المارة على غير عادتها وبدأ السواق ( يتعززون ) علينا بينما كانوا يتوسلون بنا الركوب وأصواتهم تبح من الصياح ونحن نتعزز عليهم ونختار السيارة الفارهة والحديثة على أن تكون ( فول مواصفات ) وننظر الى سائق سيارة السايبا أو الاوبل بأستعلاء فتذكرت السادة المسؤولين كيف يتوسلون بنا قبل الانتخابات وينسونا في الازمات!! خف قليلا سيل المطر فنزلت الى وسط الشارع وكأني المقدام والشجاع والقائد المبارز رغم أني قبل قليل لم أكن أجرأ على التقدم شبراً واحداً عندما كانت (السجينة حامية ) ، و السيارات كانت مازالت تمتنع عن الوقوف حتى وقفت سيارة أمامي وقال السائق الكلمة السحرية (طويريج) أدلفت جسدي في ( الصدر) كيف لا وأنا أول الراكبين السعداء وبعدي هجم الناس على السيارة وانا أسمع الصياح وكلمات حاجز وقبلك والسائق خائف على سيارته ،فأنشغلت بترتيب ملابسي التي شبعت من الماء ثم أغلقت الابواب وتحركت السيارة فسمعت صوت أمرأة عجوز ورائي تتكلم بصعوبة وهي تختنق وتتمتم بالتسبيحات والدعاء للسائق وللرجل الذي حجز لها ولكن ما تحركت السيارة بضعة امتار حتى صرخت المرأة بالسائق لاتمشي بسرعة يوليدي ( على كيفك) !؟ لم تكن السيارة مسرعة فالسائق لايمكنه الاسراع وسط المطر والزحام فكررت عباراتها وطلبها من السائق بعدم السرعة وان يمشي ببطء فقلت لها هل تخشين الموت ( حجية ) أي يمة خاف أموت أريد اموت على فراشي وليس في الشارع و(يظلون يتلاومون ) أي يلومون بعضهم .. من هم ؟ أولادي فهي ذاهبة الى أولادها بعد أن رأت المطر فقد يكون السقف ( خر) عليهم وغرق بيتهم هل اولادك صغار ؟ لا هم ( زلم ) لكن ما أن رأيت المطر حتى أتجهت الى السيارات وأعرف أنهم سيلوموني على مجيئي ولكني ( ما أگدر .. گلب والدة) أي رحمة ملتصقة لاتقبل الفتور وضعها الله في قلوبكن ؟ اعطى كل منا الاجرة ولكن تلك العجوز كانت تلوم نفسها : لقد أكلت حرام يا وليدي بقي سائق التكسي (يطلبني الف دينار شلون بية ) وين أعرفه وانطي الالف دينار ..( يمة انطي لاي فقير) وما أكثر الفقراء والشرفاء، ليسمعك من نهبوا المليارات وأكلونا (من الفج الى الفج )
كان المطر مازال يبلل زجاج السيارة والماسحات تمسح عنها الماء لتعيدها الى وضوحها الاول ثم يعود المطر ليشوه الصورة ويبهمها كأعلام بعض الفضائيات ، فلولا وجود هذه الماسحات لحصلت الكوارث ، كان صوتها مختنق وهي تبحث عن شيء وهي تقول (وين البخاخ .. أي هذا هو ) يمة هذا بخمسين بس اني ما أستعمله الا ( كلش ) منين أنجيب .. لا أعرف لماذا تذكرت ألعاب أحد المسؤولين الذي يباهى بأن طفله يستهلك مليون دينار شهرياً على ألعابه ، قبل وصولنا المدينة لم يكن هناك المطر واذا بالارض يابسة لم تمسها قطرة ماء فتذكرت زوجتي و الانواء الجوية وطويريج .



#علي_فاهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكشف البرلماني عن فساد
- السفينة الغارقة وسائقو الشاحنات
- قانون سانت بوكو
- لزكة خو مو لزكة
- عماد أني اعشق ولكنكم جاهلون
- الشگ صغير والرگعة جبيرة
- تاريخ الموصل لا يقبل التزييف
- خصخصة وطن
- التحالف الوطني على وشك الانهيار
- مستشفياتنا الى الوراء در
- القرضاوي يفجر نفسه في الموصل
- التطهير بعد التحرير
- رجال الشمس
- الموصل ترحب بالتحرير
- عندما يسقط الاعلام في وحل الطائفية
- وزارة التربية سز
- الحسين ليس ملكاً لكم
- كلما حرر شبر من العراق علا عويلهم
- طماطة عاشوراء
- لاتغتالوا حتى فرحتنا في القصاص


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - دردشة عراقية تحت المطر