أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - مصحفٌ من يد دميانة














المزيد.....

مصحفٌ من يد دميانة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 15:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علّ الجميعَ يعرفون اليومَ لماذا فِي كل أفراحهم أعايدهم، وسأظل أُعايدهم في بيوتهم وفِي كنائسهم، من أجل فرحي أنا، لا من أجل فرحهم. ذاك أن فرحهم لن يزيد بوجودي، أو ينقص بغيابي. فِي كل مآسيهم أواسيهم، وسأظل أواسيهم في بيوتهم وفِي كنائسهم، من أجل راحة قلبي أنا، لا من أجل راحتهم. ذاك أن راحتَهم لن تزيد بوجودي، ولن تنقص بغيابي. سأظل أشهد لهم بالفضل عليّ في تعليمي طفلةً صغيرة في مدارسهم وعلى يد مُعلّميهم المتحضرين. وأشهد لهم بالفضل عليّ فِي تطبيبي واهنةً عليلةً في مشافيهم على يد أطبائهم الأمناء وممرضاتهم الراهبات ملائكة النور والبياض.
سأظلُّ أمتنُّ لهم أنهم لا يقابلون الإساءة بالإساءة، ولا الحرق بالحرق ولا القتل بالقتل، بل يغفرون ويباركون لأنهم لا يعرفون إلا أن يغفروا ويُباركوا حتى نتعلم مثلهم درسَ المحبة المستحيلة حين تحب لاعنك وتُبارك مبغضك وتصلي من أجل من يسيء إليك.
سأظل أرصدُ الأحداثَ وأُشهد الزمان على حقوقهم المُهدرة في بلادهم وبلادي التي لا يليق بها ظلم من يحملون هويتَها القبطية في أسمائهم، من حافظوا على لغتها القديمة من الانقراض لولاهم، من يذوبون عشقًا في ترابها مهما قُتلوا وهُجّروا من ديارهم على أرضها. سأظل أكتب وأتكلم وأرفض حتى ينالوا تلك الحقوق، أو موتي دون ذلك. أفعلُ ما أفعلُ من أجل سلامي النفسي أنا، لا من أجلهم. ذاك أن سعيي وراء الحق يرفع شأني أمام نفسي وأمام أطفالي وأمام الله، ولن يزيدهم شيئًا أو يُنقصهم.
سأظل أحبهم وأعلن حبي لهم جهورًا ساطعًا كما هجير الضحى دون مواراة أو مواربة، وأدعو الكارهين أن يوقدوا مثلي شموعَ قلوبهم التي أطفأها الرماد، من أجلنا نحن، لا من أجلهم. ذاك أن الشمعة تُنير درب من يحملها، والحبَّ يُشفي قلوب صانعيه، ولن يزيدهم شيئًا أو يُنقصهم. أحمل مشعل الحب وهاجًا لا تخبو جذوتُه، من أجل سلام روحي أنا قبل أن يكون من أجل العالمين.
اتّصل بي عمُّها ليُخبرني بأن الفتاةَ الجميلة تودُّ أن تُهديني هديةً قيّمةً في أربعينها، وتدعوني أن أحضرَ ذكرى الأربعين، مثلما حضرتُ جِنازها ووقفتُ أمام نعشِها الأبيض الذي استقبله أهلُها وأقرباؤها وأصدقاؤها والمُعزّون بالزغاريد والورود البيضاء والوردية والشموع. وحين سألتُه وما الهدية؟ جرى الدمعُ من عيني، فقررتُ أن أختبر إبداع قرائي وطرحتُ السؤال على صفحتي بفيس بوك وتويتر.
"تُرى، ما هدية دِميانة لي؟ اتصل بي الآن الأستاذ ميشيل، عم دميانة أمير شهيدة البطرسية. أخبرني بأن أربعين دميانة يوم الأحد القادم. 
وأخبرني بأن والدة دميانة ووالدها أعدّا لي هدية لطيفة. 
أترككم تتخيلوا: ما هي الهدية؟
 ومَن يخمّن ويصِحُّ توقعُه؛ سيكون هو بطل العام في نظري.
 وبعد وصول تخميناتكم للعدد 100 سأخبركم بالهدية، أغرب هدية في التاريخ، ثم أنشر لكم صورة الهدية.
 افتحوا خيالكم على اتساعه وأمطروني بإبداعكم.”
وهالني إبداعُ المصريين والعرب من القراء الأحباء. كثيرون قد أحسنوا التخمين، وعرفوا الهدية، وكثيرون اقترحوا هدايا أخرى جميلة. فكتبت لهم ما يلي مع نشر صورة الهدية المدهشة. مصحفٌ فخمٌ مُذهَّبٌ هائلُ الحجم.
"حينما أخبرني عمُّ الشهيدة دميانة بالهاتف أن والدتها ووالدها جلبوا لي مصحفًا مع صورتها هدية لي في أربعينها، ارتبك الكلامُ فوق لساني وسكتُّ ولم أجِب. وحينما تمالكتُ نفسي قلت له: أيُّ بشرٍ أنتم! من أي نفس كريمة قُدّت نفوسُكم الطيبة؟! هل هناك بشرٌ أرقى من أولئك؟ هل تعرفون عمق تلك الهدية ومغزاها؟ تأملوا معي لكي نزداد رقيًّا وثراء. سامحونا أيها المسيحيون الطيبون على كل ما يفعله معكم بعضُنا من سخافات وترويع بسبب فتاوى الكارهين أنفسهم، الكارهين الله. يومًا ما سنتعلم أن نكون راقين كما كان آباؤنا وأجدادنا. آمين. أشكر كل من خمّن الهدية، وأشكر المبدعين الكثيرين الذين أبدعوا في تعليقاتهم واقترحوا هدايا أخرى رائعة لم تصلني أبدًا مثل: كراسة من كراسات دميانة، أو خصلة من جديلتها، أو مِزقة من الثوب الذي صعدت روحها الطيبة فيه إلى السماء، أو الكتاب المقدس مع القرآن الكريم، أو لعبة من لعب دميانة الطفلة الجميلة التي صدّعتها شظايا الغدر وهي لم تُكمل عامَها الرابع عشر، أو صورة لي مع دميانة لم تُلتقَط أبدًا. ما أجمل عقولكم وما أرقى إبداعاتكم ما أثرى خيالكم الجميل. حبي لكم جميعًا.”
علّ قرائي يعرفون اليومَ لماذا أحبُّ أشقائي المسيحيين حبًّا جمًّا، وأعتزُّ بهم وأفرح بوجودي معهم على أرض مصر، ووجودهم معنا. علّ الجميع يعرفون لماذا أُثمّن إثراءهم مصرَ بفيض غزير من الحب والغفران والتسامح ومقابلة البغضاء بالحب، والعداء بالسلام، والرصاص بالغفران ثم بالمباركة والصلاة من أجل المسيء.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد عبد الوهاب طاووس الشرق
- تحية احترام للبابا تواضروس
- عزيزي ربنا …. ممكن أعرف عنوانك؟
- أطرقُ باب بيتٍ لا يعرفُ الحَزَن
- المعاصي سرُّ الغلاء .... يقول الإمام
- إنهم يصنعون المستقبل في الإمارات
- المرأةُ العفريت … المرأةُ الصقر
- المعاصي سرُّ الغلاء
- لستُ متسامحة دينيًّا
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (5)
- الأقباط ليسوا بحاجة إلى بيوتنا بل إلى بلادهم
- فيس بوك من دون زجاج
- امنعوا بناتكم من التعلّم!
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (6/6)
- إنهم يصنعون المستقبل
- تكفير داعش مسألة أمن قومي
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (4)
- طارق شوقي … نراهن عليك في رحلة -النكوص-
- ابسطوا قلوبكم مرمى للسهام
- احنا فقرا قوي!


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - مصحفٌ من يد دميانة