أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - احلام نبوية 2














المزيد.....

احلام نبوية 2


احمد الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5460 - 2017 / 3 / 14 - 14:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشاهد وقوع الواقعة وما حدث للارض والجبال ثم انقسام الناس الى فئتين اصحاب المشأمة واصحاب الميمنة حيث يطوف عليهم الولدان المخلدون بأكواب واباريق وكأس من معين ، تلك المشاهد تبرز تساؤل عن كيفية حصولها واين حصلت ؟
يمكن القول بان حصولها كان من سنخ الرؤيا او المكاشفة او الخيال ، ولا يتورع الكاتب من اطلاق صفة الرؤيا عن تلك المشاهدات ، لاسباب اهمها :
الحذرمن الابهام الذي قد يشوش ذهن القاري جراء الاستفادة من المصطلحات القديمة والفلسفية والميتافيزيقية احيانا .
وكذلك لانها مرتبطة بتجرية نبوية اكثر وضوحا ، اذ لا يوجد انسان لم ير مناما يعكس حالات معينة في حياته حلوها و مرها ، فكيف بالنبي او العارف والصوفي حيث تحصل لهم في مناماتهم حالات من المكاشفة والعيش في عالم المثل .
وكثيرا ما تجد في كتب العرفاء والمتصوفة عبارة " الكشف المحمدي التام " للاشارة الى حصول الاشراق والمعرفة فوق الحسية .
بالاضافة الى الحديث المروي في البخاري برقم 6989 والذي يوصف الاحلام الصادقة او الصالحة بأنها جزء من ستة واربعين جزء من النبوة ، وفي الرقم 46 ذكرهناك كلام طويل عريض بينهم لا فائدة مرجوة من الدخول فيه سوى انهم ذكروا ان الله اوحى الى نبيه في المنام ستة اشهر ، ثم اوحى اليه بعد ذلك في اليقضة بقية مدة حياته ، ونسبتها من الوحي في المنام جزء من ستة واربعين جزءا ، لانه عاش بعد النبوة ثلاثا وعشرين سنة .
وفيما يرتبط بقصة الاسراء والمعراج وبالمراجعة الى كتب المفسرين تجد انهم تحدثوا عن معراج النبي بأنه معراج روحي وليس جسدي ، وهذا يعني انه معراج سماوي ومشاهدات غير حسية في عالم الرؤيا ، ومن هؤلاء المفسرين محمد حسينن الطباطبائي في كتابه الميزان .
والمأثور التاريخي يحدثنا عن حالة من النوم العميق والتعرق الشديد المصاحب لنزول الوحي الامر الذي جعل بعض معاصريه يتهمه بالجنون او الصرع ...
كل تلك الشواهد وغيرها جعلت الدكتور سروش يطلق على الوحي بأنه من سنخ الاحلام النبوية .

رسالة الاحلام :
بعد تلك المقدمات التي اوردها سروش كنماذج للوحي وشواهد على ان النبي كان ناقلا لمشاهد رأها في عالم الرؤيا ، يفتح نافذة جديدة لفهم الوحي من خلال ما ورد في القران، فيقول ان القاري للقران يتناسى انه يواجه " رسالة احلام " او " كتاب احلام " و ان اللغة المستعملة في تصوير المشاهد هي ليست لغة اليقضة وانما هي في الحقيقة لغة احلام ، نعم هي لغة بشرية عذبة لكنها في الوقت ذاته هي لغة احلام .
ومن هنا يدعي سروش ان هناك مغالطة كبرى حصلت للمفسرين للقران حيث جعلوا لغة القران معادلة للغة اليقضة وهي ليست كذلك، ومن الاخطاء المهلكة التي وقع بها المفسرون هي الخلط بين الحقيقة والمجاز واستنتاج الوجوب من الحال " بايد" از "است "
وهذا الاستنتاج مرتبط بمعادلة منطقية يعتبرها الدكتور سروش مقدمة غير منتجة وكان قد بحثها بشكل تفصيلي في كتابه " دانش وارزش " ومن غير المناسب الدخول في هذا المبحث لان فيه خروج عن الموضوع .
وبناء على ما تقدم فلفظة النار والشمس والغضب والرحمة والماء والميزان وما الى ذلك مما ورد في القران اصطلاحات معروفة لدينا لكن هذه الاصطلاحات شوهدت في عالم الرؤيا والخيال فكانت لغة ورمزا لاشياء بعيدة كل البعد وغريبة عن لغة اليقضة .
وحينئذ نقرا اذا الشمس كورت ونفسرها بذات الشمس الموجودة في السماء ونقول يأتي يوما وهو يوم القيامة يحصل للشمس كسوفا وكذا يحصل لذات النجوم وللجبال والبحار ... ومن المفترض ان تفسر كل تلك الاجرام وما يحدث لها في عالم الرؤيا بما ترمز اليه في اليقضة ، تماما كما حصل للشمس والقمر التي رأها يوسف في منامه حيث فسرسجودهما اليه بلقاءه بابويه واخوته ، وكذلك الاحلام التي كانت تروى ليوسف وتفسيرها بالواقع برموز واشارات لتلك التي حدثت في عالم الرؤيا كسبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات ، حيث فسرت بسنين القحط التي اجتاحت مصر وكيفية التخطيط للخروج من ازمة القحط هذه بأقل الخسائر .
هكذا يصور الدكتور سروش القرأن ويصفه بانه " كتاب الاحلام " واللغة التي تصور مشاهده لغة احلام ومن غير المنطقي تفسير لغة الاحلام بلغة اليقضة اذ لا سنخية بين اللغتين وانما هي رموز واشارات الى الواقع .
هذه النقطة بالذات اجد من الضروري الوقوف عليها مليا لانها بحاجة الى استقصاء تلك المشاهدات وكيفية تفسيرها بالطريقة الرمزية المتوقفة على اختلاف اللغين ، ولعل المقارنة بين رمزية احلام يوسف ورمزية احلام محمد قد لا تكون من سنخية واحدة وقد تصدق هناك ولا تصدق هنا ، ولعلها تصدق في موارد ولا تصدق في موارد اخرى .
ومن المحتمل جدا ان تكون لغة التهويل والترهيب هو الدافع لتصوير مشاهد الرعب في القيامة حتى وان خالفت المرتكزات العقلية ، وهذا الاحتمال قد يبعد حالة الرمزية في تفسير الوقائع بين لغة الخيال ولغة اليقضة ، ولو كان كسوف الشمس في القيامة حالة رمزية اذن ماهو المشار اليه في الواقع والى ماذا يرمز ، وما الى ذلك من الاحتمالات ...
ثم ينتقل الدكتور سروش الى الحالة الرمزية ويشير الى انها اكثر ثراءا في القصص والامثال ، وقصص القران ليست ببعيدة عن تلك الرمزية ، كما في قصة الخلق المذكورة في التوراة والقرأن المتمثلة بالثلاثي ابطال القصة ادم وحواء والشيطان المشابهة برمزيتها بقصة الملك والجارية المذكورة في مثنوي جلال الدين الرومي والتي ترمز الى العقل والشهوة ، والمشابهة ايضا للالفاظ التي جاء على ذكرها الشاعر حافظ الشيرازي مي وجنك ورباب والحاجب والزلف اذ كل ذلك انها كنايات واستعارات لحقائق مختلفة ، فالحاجب كما قيل هو كناية عن صفات الحق ، وكذلك الحال في معاني الالفاظ مثل الميزان والقلم فهي غير منحصرة بالمصاديق المتبادرة الى اذهاننا للوهلة الاولى ، والحالة نفسها تنطبق على بعض الاخلاقيات والمناسك كالذبح في مراسم الحج فهي تعبيرات مجازية وكنايات واستعارات ...
نعم قد لا تشبه لغة الاحلام لكنها بالتأكيد ليست هي ذاتها الموجودة في الواقع .
للحديث تتمة ...



#احمد_الكناني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام نبوية (1)
- اشرف الابوين
- دكتاتوريات اسطورية (5)
- دكتاتوريات اسطورية 4
- دكتاتوريات اسطورية (3)
- دكتاتوريات اسطورية (2)
- دكتاتوريات اسطورية (1)
- الموقف من الشريعة
- التحدي المقدس
- ايكارت تولي 2
- Eckhart Tolle
- حق الخصوصية
- الدجل الديني ...الاستخارة
- صور من دجل الرواة 2
- مهزلة الجزية
- رسائل السلام
- اضواء على خطبة الخليفة (رض)
- خيارات ما بعد الازمة
- الفدرالية الحقيقية .. ماذا تعني ؟
- الحاجة الى اعادة هيكلة التفكير


المزيد.....




- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - احلام نبوية 2