أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - دكتاتوريات اسطورية (2)














المزيد.....

دكتاتوريات اسطورية (2)


احمد الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 05:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذكرت في الحلقة السابقة حدود دائرة المرجع الديني والتي تتشكل من خلالها مهمته في الاساس كمرجع ديني وهي فهم النصوص الشرعية واعمال اجتهاده وابداعه في غير المنصوص منها ضمن مواقع فراغ النصوص؛ وتطبيق كل ذلك على واقع الحياة لايجاد الحلول المناسبة لما يطرء للناس من حالات في سلوكهم الديني .
هذه الدائرة التي يتحرك بها المرجع الديني وبحسب الاليات المتاحة له والتي قد توسع تلك الدائرة او تضيقها ضمن سياقاتها المذهبية.
ولكن من وضع نفسه في موقع المرجعية الدينية وسمَوا انفسهم علماء الدين او رجال الدين توسعوا في تلك الدائرة كثيرا ليشمل قطرها اعنان السماء وتخوم الارض .ولا تستغرب اذا رايت عنوانا طويلا يسبق اسم احد مراجع الدين في قم على غلاف كتبه الفقهي وبالخط العريض " آية الله في الارضين ".
وفرضوا على الناس او من يسمونهم بالعوام تقليدهم والرجوع اليهم في كل ما يعتقدون من امور الدنيا والدين .
وساقوا الادلة من العقل والنقل على هذه الفرية الكبيرة وجعلوها من المسلمات التي لا تقبل الشك .
ساستعرض في هذا المقال ما ذكروه من الادلة العقلية والنقلية على وجوب الرجوع اليهم ، وابتدء بالدليل العقلي باعتباره مممن تسالم عليه العقلاء ، بخلاف النصوص الشرعية التي قد يعتريها الشك من حيث ثبوت الطريق الى مصادر التشريع او الشك في دلالاتها على مدعياتهم .
عمدة ما ذكروه من الادلة تدخل في باب الرجوع الى اهل الخبرة او رجوع الجاهل الى العالم ؛ فالسبب في الرجوع الى المرجع الديني هو الجهل بمسالة عبادية كالصلاة او الحج مثلا او بمسالة معاملاتية كالبيع الربوي او الزواج، وبقية الاحوال الشخصية ..باعتباهم من اهل الخبرة في تلك المسائل او هم العلماء وعلى الجاهلين الرجوع اليهم ، وهو السبب نفسه الذي يدعوني للرجوع الى الطبيب وهو الجهل بمرض اعانيه ؛ فالرجوع الى الفقيه او الطبيب يكونان من باب واحد وهو رجوع الجاهل الى العالم.
لكن المراجع اعلى الله مقامهم جعلوا انفسهم علماء بالمطلق وباقي الناس جاهلون بالمطلق ، و واقع الحال انهم علماء بأمور الدين فقط وباقي الناس جاهلون بتلك الامور فقط ، فهناك تقييد للعلم والجهل ، وهذا يشكل شرخ كبير في تمسكهم بالقاعدة العقلية .
والقواعد العقلية التي لا يختلف عليها اثنان كليات غير قابلة للتقييد او التخصيص ، ومن الواضح ان قاعدة رجوع الجاهل الى العالم تنطبق على علمهم بأمور الدين فقط ، ولا يمكن تعديتها الى علمهم المطلق في كل شئ كما هو حالهم اليوم .
ومن خلال مراجعاتي لابحاث بعض مراجع الدين حول هذه القاعدة وجدت من لا يطمئن كثيرا لهذه القاعدة كدليل على مرجعياتهم كالسيد كاظم الحائري على سبيل المثال ، ويميل هذا السيد الى مصطلح اكثر قبولا من القاعدة العقلية وهو " الارتكاز " فالناس بحسب ارتكازاتهم الذهنية يرجعون الى العالم ، ومن هنا فالذي يعلم ببعض المسائل ليس جاهلا ومع ذلك يصح له الرجوع الى العالم بحسب الارتكاز الذهني ...
ولا احبذ الدخول في هذه المهاترات ومناقشتها لانها اشبه بالدائرة المفرغة ، والمهم المراد اثباته هوعدم تمامية ما اسموه بالدليل العقلي على ما صنعوه لانفسهم من المقام الشامخ كسلطة عليا للدين وما على الناس الا الخضوع لهذا السلطان .
يضاف الى ذلك ان بعض الخطابات الشرعية ارجعت الحكم الى الشخص نفسه ومن دون الرجوع الى الفقيه وذلك في اثبات رؤوية الهلال وبالتالي وجوب صوم شهر رمضان . فلكل دائرته التي يتحرك فيها.
اما ان يراد من الناس اتباع المرجعيات خارج تلك الدائرة كالرجوع اليها لانتخاب هذه المجموعة او تلك او اصدار الفتاوى في مسالة سياسية ما..او ان يتمادي في فرض سلطته الفكرية على الناس فيكفر هذا ويثبت الايمان لذاك ... فهذه امور خارجة عن دائرة سلطة المرجعيات .
الا ان الاتساع في مفهوم السلطة الدينية ليشمل تحديد المصالح والمفاسد في جميع مرافق الحياة ليس بالامر الذي يقف عنده البعض ويصفه بالظاهرة الفريدة والجديرة بالاهتمام فالاجدر من ذلك ان نقف امامها لئلا تتمدد وتذهب بعيدا ..
وهذا ما اسعى جاهدا لاثباته من خلال هذه الحلقات ...
يتبع ...



#احمد_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتوريات اسطورية (1)
- الموقف من الشريعة
- التحدي المقدس
- ايكارت تولي 2
- Eckhart Tolle
- حق الخصوصية
- الدجل الديني ...الاستخارة
- صور من دجل الرواة 2
- مهزلة الجزية
- رسائل السلام
- اضواء على خطبة الخليفة (رض)
- خيارات ما بعد الازمة
- الفدرالية الحقيقية .. ماذا تعني ؟
- الحاجة الى اعادة هيكلة التفكير
- المرأة والتدين .. وجهة نظر سوسيولوجية دينية
- الوجه الاخر للشراكة الحقيقية
- انتخابات الخارج والدعوة الى الغائها
- امثال مقدسة : الجمل وثقب الابرة
- المرجعية الدينية والموقف المزدوج من الانتخابات
- منهج الجابري في فهم النص ..عرض و تقييم (3)


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - دكتاتوريات اسطورية (2)