أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - برلمان التشوهات السياسية














المزيد.....

برلمان التشوهات السياسية


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5448 - 2017 / 3 / 2 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كل الإحترام للشعب المصري سواء من انتخب منهم نواب هذا البرلمان أو من انتخب غيرهم ولم يدخل البرلمان أو من لم يشارك أصلاً في العملية الإنتخابية الإجرائية التي ترتب عليها وجود هذا البرلمان ،
وكل الإحترام لإرادة منتخبي نوابه أياً كان رأينا في الغالبية الساحقة في أعضائه وفي كتلته الأساسية التي تعكس مدي الخواء والهشاشة التي وصلت إليها الحياة السياسية المصرية وغالب أحزابها الإصطناعية كنسخ مبتثرة من الحزب الوطني المنحل وكتشكيلات تنظيمية لجماعات مصالح وشلل سياسية تلك التي استطاعت بثرائها المالي وفقرها السياسي أن تحدد نوع المعروض المترشح للبرلمان لتنحصر اختيارات الشعب في هؤلاء النواب سواء من أسقطت عنهم العضوية حتي الآن (فهم ليسوا أفضل حالاً من الباقين) أو الغالبية الساحقة من الأعضاء الحاليين

ولايمنع هذا أحداً من أن يطالب أو يعمل علي أو يناضل من أجل انتقاء أفضل للنواب من قبل الشعب المصري في سياق النضال المستمر للمناضلين ضد قوي تزييف الوعي الشعبي

كل الاحترام للإجرائية الديمقراطية العرجاء التي انتجتها الرأسمالية المصرية المشوهة بنخبها التي تعكس ذلك الواقع الموضوعي والتاريخي لهذا التشوه وهذا احترام نابع من احترامنا للدستور

ولكن أن تصل درجة الأداء المتدني للبرلمان المصري علي هذا النحو الذي نشهد فيه تصرفات وأقوال لاتتصف بالكياسة ولاحتي اللياقة السياسية لرئيسه بما يتبعها من أزمات ،
وكذلك أن يتدني الأداء البرلماني لمستوي أن يقف نائب ليطالب بأوداج منتفخة وحماس جدي بأن يركب رئيس البرلمان أفخم السيارات وأن تتكرر حالات رفع الأحذية تحت تلك القبة التي يريد لها البعض قدسية تشبه القدسيات البطرياركية وغير ذلك من تعدد حالات السباب بين نواب من هنا وهناك

بل وأن يصل التدني في الأداء السياسي إلي درجة التصويت علي تقديم بلاغ ضد صحفي بشخصه - أياً كان التقييم لهذا الصحفي وأياً كانت درجة الإختلاف أو الإتفاق مع أفكاره أو حول آدائه المهني

وأن تصل الفجاجة السياسية لأن يتصور نواب البرلمان وأن يحاولوا ترسيخ ثقافة برلمانية جديدة وتقليد جديد يودون فرضه الشعب المصري وفئاته المثقفة وهو أن أي تناول بالتقييم أو النقد أيا كان درجة هذا وذاك هو مساس بقدسية البرلمان علي اعتبار أن هذا البرلمان قد انتخبه الشعب وهو حق يراد به باطل فمنذ متي كانت البرلمانات أصناماً مقدسة وكهنوتاً لايمس وهي وإن كانت تعبيراً عن اختيارات الناخبين من الشعب فهي تعبير تاريخي نسبي محدد بظروف المكان والزمان والوعي والمزاج والمرحلة وطبيعة تجلياتها
ثم كم تمثل نسبة المنتخبين إلي غير المنتخبين من الشعب المصري لنتحدث عن تمثيل البرلمان - بتلك الدقة وذلك الإطلاق - عن الشعب المصري ؟

والحديث الصحيح هو الإحتكام الدائم المستمر للشعب المصري مصدر السلطات وصاحب الحق الأصيل في انتخاب النواب ليمثلوه تحت قبة البرلمان في حدود التمثيل لا أن يختزلوه في أنفسهم ليصبح أي انتقاد أو حتي تعرض للبرلمان هو مساس بقدسية الشعب ، ومن ثم فإن ركوب رئيس البرلمان لأفخم السيارات هو بمثابة ارتقاء بمكانة الشعب

المسألة بهذا الشكل لاتعني فقط أن أداء البرلمان المصري قد يعاني من انخفاض وفقر أداء ربما لم تشهده البرلمانات المصرية في تاريخها اللهم في برلمان 2012 الكئيب

وانما المسألة بهذا الشكل تطرح السؤال الصعب حول تشوه وهشاشة وفقر الحياة السياسية المصرية التي أسهمت الدولة عبر تاريخها الحديث بالدور الأكبر في هذا التشوه إلي جانب تشوهات النخب المصرية التي ولدت من ضلع برجوازيات مشوهة بحكم ظروف النشأة والتطور والإستزراع السلطوي والإرتباط الوظيفي الهيكلي بهيمنة المستعمر الأجنبي والطابع الذي صبغ حركتها بناء علي ذلك

حمدى عبد العزيز
الأول من مارس 2017



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظني.. أخطأت فاطمة ناعوت
- زينب الغزالي وأوهامها
- مراجعات علي الطريق الصحيح
- مشبوهية حركات الإسلام السياسي المعاصرة
- جووووووول
- قناعات حول قوى التأسلم السياسي المصرية
- فاشية لاتستحق فرصة ثانية
- رفعت السعيد (الأروبة) ، وحسن البنا (المخادع)
- إندلاع شعبي مجيد لم يؤد إلي انجاز ثورة
- سيد حجاب
- شعبية الرئيس
- أبو تريكة والتأسلم السياسي
- بعد الحكم بمصرية الجزيرتين
- أنا والشعر والتكوين
- ثلاث نصوص ذاتية
- آل سعود وبدايات فاشية التأسلم السياسي في القرن الماضي
- علي هامش مقتل السفير الروسي في تركيا
- مواسم تجديد الخطاب الديني
- الملتبس والمراوغ والمخادع في طرح شعار الإرهاب ليس له دين
- حول حادث الكنيسة البطرسية


المزيد.....




- إيران توجه تهديدا لأي -طرف ثالث- يعتزم التدخل في الصراع مع إ ...
- كيف تجهل عدد سكان بلد تريد الإطاحة بحكومته؟-.. جدال حاد بين ...
- بيسكوف: الكرملين لا يعدل أجندته لتناسب الغرب
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد وحدة الصواريخ المضادة للد ...
- نتنياهو يعلق على تأجيل حفل زفاف ابنه
- ترامب: تعطيل منشأة -فوردو- الإيرانية أمر ضروري
- إيران تعلن تفكيك شبكة جواسيس إسرائيلية تشغل طائرات مسيرة في ...
- مقتل 76 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع ...
- -ميتا- تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين
- أمنستي تناشد الهند وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئي ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - برلمان التشوهات السياسية