أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - ثلاث نصوص ذاتية














المزيد.....

ثلاث نصوص ذاتية


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 22:39
المحور: سيرة ذاتية
    


1 - ((كلام في اذن المقربين فقط ))

طالما أنني لم أصبح بعد
روحاً عارية
لاترتدي شيئاً
سوي بضع أجنحة ملونة
بالأزرق والأحمر
( ومابينهما من تدرجات ومشتقات لونية)

وطالما أنني
لم أحصل بعد
علي وظيفتي كلاعب باليه التزلق علي الجليد
ولم أحصل بعد
علي الباتيناج المناسب
للذهاب به إلي مقر عملي
حيث تكون للموسيقي الكلمة الفصل
فيما افعل

كطفل بارع في تسلق السحب والمجرات الموسيقية

طالما لم يحدث هذا
فهناك ثمة شك في واقعية هذا الكون

21 ديسمير 2016

______________________



2 - (( كطفل طيب وحنون))


اقسم بالله العظيم
أنني لم أمسك بذيل قطة ما
أو ذيل قط
أو ما الي ذلك من قبيل الفأل السيئ
لكي تظل روحي علي صراخها الذي لايسمعه أحد سواي
علي أثر تلك الحروق الداخلية
التي لم تندمل بعد
عندما كانت جدتي البيضاء لأبي الأسمر
تكشر عن وجهها التركي
الذي لم يكن ينتمي لعالمنا كريفيين

كانت ذات عينين خضرواتين كورقتي برسيم
غاضبتين لدرجة
أن يبتل بنطالي من الهلع أمامهما

تمسك بقبضة يدها اليمني
(والتي كنت أري علي ظهرها وشم
بثلاث سمكات خضر)
ملعقة الطعام
وتضعها علي نار وابور الجاز
حتي تقترب من الإحمرار
ثم تضعها علي فخذي
عقاباً لي
علي عدم سماع كلامها
حينما كانت تأمرني دائماً
ألا ابدأ في وضع الطعام علي فمي
إلا بعد أن انطق بسم الله الرحمن الرحيم
وبعض التمتمات التي لم أكن أفهمها
حتي لاتأكل معي الشياطين
(حسبما قالت هي)

في حين كنت أرغب - كطفل طيب وحنون - ألا تظل الشياطين جوعي
طوال الوقت


24 ديسمبر 2016
_________________________



3 - (( كزرع بصلة))


ياأبي العزيز
كلانا يجهد نفسه دونما جدوي

أنت تكتف قدمي
ثم تمسك بي كزرع بصلة
(وهذا يحتاج منك إلي جهد كبير)
كي ماتنتصر قسوتك علي مقاومتي وتوسلاتي الصارخة
- كطفل لاحرج عليه أن يبكي، ويصرخ
علي غرار صراخ النسوة في المآتم
وأن أردد بصوت عال
- حرمت
، حرمت والنبي
دونما أن أكون صادقاً بالطبع

تستنزف طاقتك كل مرة
في ربط ساقي
بإحدي قوائم سريرك النحاسي الكبير
لأظل معلق القدمين في الهواء
ورأسي علي الأرض
في وضع البصلة المنزرعة
حتي تنقطع أنفاسي تماماً
في حين تتهدج انفاسك أنت
علي أثر الحركة الصاعدة والهابطة لذراعك اليمني
وهي تهوي بخرطوم المياه
أو بحزام بنطالك
علي باطن قدمي
هكذا
حتي تتأكد من اكتمال احمرارهما ،
وتورمهما تماماً
وتظل علي هتافك العتيق
المنضبط علي إيقاع الضرب علي الأرجل
- ياأبن الكلب
وأنا علي هتافي الخالد
- حرمت

كل مرة
لا أفعل شيئاً
سوي أنني عندما ترسلني إلي بائع الفول والطعمية بقروشك المعدنية
أجد أولاداً يلعبون الكرة الشراب
فأقف حتي أعرف نتيجة المباراة
ثم أكمل طريقي
فأجد قطة تبخ في وجه كلب
فأتابعهما حتي يذهب كل منهما إلي حال سبيله

وكان ضرورياً بالنسبة لي
عندما أجد قطعة من ورق الجرائد أو المجلات المصورة
ملقاة في الطريق
أن ألتقطها
لأشاهد صور الممثلات والمطربات والمطربين ولاعبي كرة القدم
وأقصقص ماهو هام
لأدسه في أحد جيوبي

هكذا
كل مرة
إلا من بعض التغييرات الطفيفة
كوقوفي أحياناً حين يتصادف وجود عرض لأحد الحواة
وهو يفك نفسه من الحبل الذي كتفه به أحد الفتوات
أو عندما يقدم قرده - بناء علي أوامره -
استعراضاً مفصلاً لنوم العازب
ثم عجين الفلاحة

أو كوقوفي في أيام الآحاد
لمتابعة عمال السينما القريبة
وهم يلصقون آفيش فيلم الإسبوع التالي
الذي يبدأ عرضه من الاثنين
ثم الوقوف وقتاً آخر
لتأمل الآفيش
وخلطات الألوان والظلال
المكونة لوجوه أبطال الفيلم
كي اقلدها حين أعود إلي البيت
بألوان الشمع علي ورقة من كراسة الرسم
وألصقها
بغراء النشا
علي حائط صالة المنزل
مفسداً طلاء البيت
وهذا سيضيف سبباً فرعياً جديداً - فيما بعد -
لكي تنزع حزام بنطالك
أو تنزع أحد أرجل المقعد القديم
وتجهد نفسك في عقابات أخري متنوعة

فقط هذا ماكان يحدث
كل مرة
في طريق الذهاب إلي بائع الفول والطعمية
وفي طريق العودة
بكوز الفول المدلدق
وقرطاس الطعمية الذي بردت سخونته
وحزمة الجرجير المجهدة تماماً
كما تجهد أنت نفسك معي كل مرة
وتتساقط حبات عرقك علي وجهي
وتستهلك أحزمتك وقطع خراطيمك
وأرجل مقاعدك الخشبية القديمة
واستهلك أنا حنجرتي ودموعي المالحة الطعم

في كل مرة تحتضن فيها ساقي هذا الصبي المشاغب الملعون
الذي تلفته غواية المعرفة
وشغف التعلم


31 ديسمبر 2013




#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آل سعود وبدايات فاشية التأسلم السياسي في القرن الماضي
- علي هامش مقتل السفير الروسي في تركيا
- مواسم تجديد الخطاب الديني
- الملتبس والمراوغ والمخادع في طرح شعار الإرهاب ليس له دين
- حول حادث الكنيسة البطرسية
- فلنفعلها في 11 ديسمبر القادم
- وداعا فيدل العظيم
- وداعاً كاسترو العظيم
- مرحباً إسلام بحيري
- في مسألة د. مني مينا
- هم لايتعلمون
- مع اللحظات الأولي لفوز ترامب
- مع النتائج شبه المؤكدة بفوز ترامب
- حسابات ومعادلات في الاستحقاق الرئاسي اللبناني
- ماذا بعد هزيمة الدواعش المسلحة ؟
- الخيار - عون
- من هذا المنطلق
- أحد تلاميذ مدرسة التكيف الهيكلي
- متلازمات الأزمة
- أولاند والإرث الإستعماري


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - ثلاث نصوص ذاتية