أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حمدى عبد العزيز - مواسم تجديد الخطاب الديني















المزيد.....

مواسم تجديد الخطاب الديني


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 12:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


( مولد سيدنا تجديد الخطاب الديني)

علي ماجرت عليه عاداتنا منذ 2011 فكلما حدث حادث نتحمس للقضايا التي يفجرها هذا الحادث
... ثم مع الوقت تعود الأمور إلي طبيعتها وكأن شيئاً لم يكن

تماماً مثلنا مثل حكوماتنا وسلطاتها المحلية التي تعلن حالة الطوارئ في موسم الأمطار وتبدأ في ترقيع مؤقت لماهو مهترئ في شبكات الصرف الصحي ثم ماان ينتهي الشتاء يتم إغلاق ملف تأثير الأمطار علي الطرق والبنايات والبني التحتية وكأن الأمطار قد حذفت من مفردات الطبيعة بانتهاء فصل الشتاء

بالضبط أصبحنا نتناول قضايانا وتترتب أولوياتنا وفقاً لرد الفعل الموسمي تماماً علي طريقتنا الشعبية في إقامة الموالد الشعبية
وباختصار وعلي نفس المنوال هذا ماحدث عقب التفجير الإرهابي الذي حدث في الكنيسة البطرسية
فقد انطلقت أناشيد الوحدة الوطنية المعادة
وعبارات العمائم الأزهرية أن الإسلام برئ من هذا العمل الإرهابي علي نفس طريقة حسن البنا عقب مقتل القاضي احمد الخاذندار عندما أصدر بيانه الشهير بعنوان (ليسوا إخواناً ولا مسلمين) ومن المؤكد وقتها أن هناك من همس في أذنه - أو كان يجب - قائلاً ( بذمتك .. طب عيني ف عينك كده ياشيخ حسن؟)

كذلك من يستمع اليوم لشيوخ الأزهر وهم ينشدون أناشيد (أن الإرهاب لادين له) ، وكل أناشيد التبرؤ من الأفعال الإرهابية بينما يتذكر خطاباتهم علي منابر المساجد أيام الجمع وفتاويهم التلفيزيونية وبعض ردودهم علي المستفسرات والمستفسرين سيردد في الحال (بذمتك يامولانا ... طب عيني ف عينك كده؟)

هكذا فالمولد تم نصبه بقصائد المدح في سماحة الإسلام ثم أضيف إلي ذلك نوع جديد من الانشاد الغنائي عبر الدولة الهمامة
ألا وهو
(( ضرورة تجديد الخطاب الديني))

إذن فلنجدد ياجدع
فيكتب السيد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مقالاً في الأهرام اليوم عن الوحدة الوطنية بعنوان :
((تجربة مصر الفريدة في التعايش السلمي))

يانهار أبيض !!!!
((التعايش السلمي)) !!!!
إذن الخطاب الديني المجدد قد بان من عنوانه
فعبارة(التعايش السلمي) هذه لم تستخدم إلا في أيام اشتداد الحرب الباردة في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي عندما كان الصراع علي أشده بين الكتلتين العالمتين المتصارعتين وهما كتلة الدول المسماة بالإشتراكية (أعضاء حلف وارسو) بقيادة الإتحاد السوفيتي (رحمه الله) وكتلة الدول الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية (حلف الأطلنطي أو الناتو) وكان بينهما عداء وصراع محتدم ويخشي العالم الإنزلاق لحرب نووية تقضي علي الكرة الأرضية قبل أن ينتصر أحد الطرفين فطرحت فكرة (التعايش السلمي) وهي تعني ضمناً التعايش مع حالة العداء بما يعني تحويل مجري الصراع من صراع العسكرة وإمكانية البدء في ضربة نووية من معسكر تجاه الآخر إلي صراع سلمي

ماعلينا
ربما كان جوهر المقال هو الأهم وأنت لاتدري
فلنقرأ ..

كلما توغلنا في متن المقال اكتشفنا أنه لاتجديد ولا جديد
يتحدث مولانا المفتي عن المزيد من التأكيد علي أن التجربة المصرية هي نموذج للتعايش بين المسلمين و(أهل الذمم من الديانات الأخري)

إذن يابدر لارحنا ولا جئنا
لازال المصريون من مسيحيي الديانة (أهل ذمة) ومازالت حمايتهم التزاماً علي (أهل مصر) وطبقاً للتفسير المنطقي لكلام مفتي الجمهورية فالمقصود ب(أهل مصر) هم طبعاً اصحاب الديانة الإسلامية
لنقرأ كلامه عن توفير الحماية من المسلمين لغير المسلمين
(( هذه لمسات انسانية راقية ومعالم حضارية زاهية قد جري علي مراعاتها المسلمون تشريعاً وممارسة عبر تاريخهم المشرف وحضارتهم النقية وأخلاقهم النبيلة............ إلخ إلخ ))

إذن فقد دخلنا إلي بيت القصيد
وهو أن هذا ( التعايش السلمي) قائم علي ((إلتزام اخلاقي)) و ((لمسات انسانية راقية))

لا يامولانا
لاهذا ولاذاك
فبني جلدتنا من المصريين أصحاب الوطن وترابه علي مر تاريخه تترتب حقوقهم بفعل المواطنة لا بفعل إلتزام طائفي اخلاقي أو بفعل من طائفي (بتشديد النون)

أننا كمصريين نعيش جميعاً تحت سماء هذا الوطن وفوق ترابه علي أساس مبدأ المواطنة ..
لاميزة لأحد علي أحد
ولا من (بتشديد النون) من أحد علي أحد
وكلنا يجب أن نكون سواء أمام القانون
في دولة يجب أن تكون مدنية ديمقراطية لامذهب ديني لقانونها وأجهزتها ولا عرق ولا دين ولا جنس فالدين والجنس والعقائد والمذاهب حقوق مكفولة للبشر لاسلطان عليهم فيها لأحد ولامنحة لهم من أحد

وحماية الكنائس والمساجد والمعابد والأديرة ودور العبادة وكل حرمات البشر الدينية وغير الدينية هي واجب الدولة يعضدها فيه جميع المصريين طبقاً لمواقعهم من المسئولية الوطنية والوظيفية

أخيراً
فلنأتي إلي مولد (سيدي تجديد الخطاب الديني) الذي يتم نصبه عبر كل حادث إرهابي لينفض بعد الإستنفاد وباختصار :

أولاً : كشخص فقير إلي العلم والتجربة أري أن المشكلة لاتكمن بالخطاب الديني وإنما هي تكمن في صميم الفكر الديني الإسلامي الذي تراكمت عليه - عبر تاريخه - ركام من طبقات الكلس التي ساهمت صراعات وخصوصيات وثقافات بيئية مشوهة في صنعها وانتجت ماانتجت من فقه يؤسس لكل ماهو مشوه ومتخلف ومعادي لحركة التطور الإنساني ومحرض علي الاضطهاد والكراهية والعنف والقتل والحرق وتقطيع الأعضاء علي أساس الجنس والدين والمذهب والمحرض أيضاً علي إباحة التحلل من رابط الوطنية واستبداله برابط وحيد هو رابط الطائفة الدينية وهو كذلك المحرض علي تخريب الدول في سياج وهم كبير هو الحاكمية باأشكالها وشرائعها المتعددة
وبالتالي فنحن أمام إشكاليات تتعلق بالفكر الديني لا بخطابه

ثانياً: أن المسألة هنا عندما تمس الجانب الفكري للإنسان المنتج للفقه الديني فهي تخص طرائق التفكير
وبالتالي فإن الأمر يتعلق بإطلاق سياق لهذه العملية ينصب علي ضرورة ترسيخ التفكير العلمي وترسيخ ثقافة التسامح وإعلاء القيم الإنسانية
وهذا يرتبط بقضية التعليم منذ مراحله الإبتدائية وهو مايتطلب علي نحو خاص تغييراً في مناهج اللغة العربية والنصوص الأدبية وفنون الإملاء والتعبير وكذلك المواد الدينية وطرق ووسائل تدريسها بشكل انساني وحضاري غير مبني علي التمييز وضرورة إلزامية تدريس الفنون ومبادئ الإبداع

ثالثاً : إن أمر تجديد الفكر الديني يتطلب أن نتخلي عن فهمنا لعمائم ومشايخ الأزهر من جهابذة الفقه الديني (التشوه الركامي) باعتبارهم (علماء الدين) أو (علماء الفقه) فتلك ريشة وهمية لايصح أن يكونوا طرفاً في أي نقاش فقهي وهي علي رأسهم مقدماً وإلا فلا أمل في أي تجديد حتي ولو اقتصر ذلك علي مجرد (تجديد الخطاب الديني)

كذلك فلامعني لإن تدعم الدولة عبر السلطة السياسية احتكار هؤلاء للكلمة الفصل في أية محاولة للتجديد (ولو علي سبيل تجديد الخطاب الديني) إلا إذا كانت السلطة السياسية نفسها تصر علي أن يظل هناك خاتم ديني تمهر به خطابها وقت اللزوم ويحافظ علي تمثيل أطياف التكوين الطبقي المهيمن علي الحياة الإجتماعية منذ سبعينيات القرن الماضي وحتي الآن ومن هنا فإن المسألة إذا لم تقترن أيضاً بسياق إبداعي ديمقراطي مجتمعي يطلق إبداعات المثقفين العضويين ومثقفي النخب والكتاب والمفكرين في قضية تجديد ليس الفكر الديني فقط وإنما نحو تجديد الفكر الإنساني المصري وإطلاق منحاه الحضاري

رابعاً : أن البدء في عملية تجديد الفكر لن تبدأ في ظل تشريعات قامعة لحرية الفكر والإبداع من قبيل تلك التشريعات التي أصبحت كسيوف معلقة علي رقاب المفكرين والمبدعين وتهددهم بتهم (الحسبة) و (إزدراء الأديان) وبسلطات تبيح للمؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر) فرض رقابتها علي منافذ النشر ووسائل الإعلام المقرؤة والمسموعة والمرئية

حمدي عبد العزيز
16 ديسمبر 2016



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملتبس والمراوغ والمخادع في طرح شعار الإرهاب ليس له دين
- حول حادث الكنيسة البطرسية
- فلنفعلها في 11 ديسمبر القادم
- وداعا فيدل العظيم
- وداعاً كاسترو العظيم
- مرحباً إسلام بحيري
- في مسألة د. مني مينا
- هم لايتعلمون
- مع اللحظات الأولي لفوز ترامب
- مع النتائج شبه المؤكدة بفوز ترامب
- حسابات ومعادلات في الاستحقاق الرئاسي اللبناني
- ماذا بعد هزيمة الدواعش المسلحة ؟
- الخيار - عون
- من هذا المنطلق
- أحد تلاميذ مدرسة التكيف الهيكلي
- متلازمات الأزمة
- أولاند والإرث الإستعماري
- أياد ملطخة بدماء ناهض حتر
- الغرقي الذين لم تمتد إليهم يد الدولة
- آنين مسكوت عنه


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حمدى عبد العزيز - مواسم تجديد الخطاب الديني