أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى عبد العزيز - سيد حجاب














المزيد.....

سيد حجاب


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


كان يستهل مكالمتي معه أو مكالمته معي بعبارة
(صديقي الحقيقي)
وينهيها بعبارة
(سلملي ع الورثه الشرعيين)

كنت كعادتي منذ أكثر من خمسة عشرة عاماً اتصل به حينما لانتقابل لمدد طويلة
لم نكن نتناقش في الشعر إلا ماندر حين تذاع له قصيدة أو عمل ما جديد
انما كانت غالب النقاشات حول مايحدث علي الصعيد السياسي الدولي والإقليمي والداخلي وهو كان بعيداً عن كونه شاعر فذ أسهم في تأسيس الجيل الثالث لشعر العامية المصرية وكان له الفضل في إدخال الأغنية المصرية إلي عالم الشعر والمعاني والدلالات الوجدانية العابرة للموسيقي
وله وللابنودي يرجع الفضل في أن تصبح تترات المسلسلات عاماً إبداعياً في حد ذاته رحباً ومفعماً بالزخم الجمالي والتعبيري
بعيداً عن ذلك كان يملك عقلاً تحليلياً سياسياً غاية في الترتيب والعمق الوافر بالعلم والرؤي الحادة البصيرة
وهو المناضل السياسي اليساري الوطني الذي لم يكن يغيبه عالم الشعر والتأليف الغنائي عن مشاركاته في أي أحداث أو فاعليات سياسية فتجده في حماس شاب لم يتجاوز العشرين بقليل وعقل سياسي ناضج وملهم لمن حوله

قال لي في عزاء المرحومة شاهنده مقلد (وكان يبدو عليه يومها الإرهاق والتعب) أنا باقرالك كتاباتك وعاجباني وهانتكلم في التليفون عشان عندي كلام عاوز اناقشه معاك

كلمني بعد أن عاد من فرنسا في رحلة علاجه من مرضه الذي فاجأنا جميعاً

لم يكن مهتزاً ولامضطرباً كمريض بمرض خطير
هو قال لي
- أنا مؤمن بالعلم وبالقدر
عشان كده مش قلقان
ثم سرعان ماينصرف عن الحديث عن المرض ليعلق علي مااكتبه مفاجئاً أياي بحرصه علي متابعة وقراءة مايكتب شخصي المتواضع (وهذا مااعتبرته شرف لا أعرف هل استحقه أم لا... ) كان يبدأ الموضوع بعبارة [احنا قاريين علي شيخ واحد ] وكان معني هذا أنه راض عما أكتب مبدئياً من حيث الجوهر ثم يبدأ النقاش وكأنه كان لايحب أن يستمر السؤال والحديث حول مرضه علي حساب الحديث عن هموم الوطن ومايمر به من أحداث

في آخر النقاشات دار الحديث حول تيران وصنافير ومنه إلي الدور السعودي في المنطقة
هو أول من نبهني إلي ضرورة تتبع تحركات المملكة السعودية في جنوب باب المندب والحبشة بالتوازي وربما بالتنسيق مع جهد اسرائيلي في إطار محاولة الضغط علي مصر انطلاقاً من محاصرة حصتها في المياه

وظللنا نتحدث بشكل دوري يعقب جلسات العلاج الكيمائي
في مرضه كان يعطيني ثقة قوية بأنه سيتجاوز تلك الأزمة
لم يكن يشكوا من أية الام
كان يتحدث عن جلسات العلاج الكيميائي التي حددها له الطبيب الفرنسي كما لوكان يتحدث عن ذهابه الاسبوعي للحلاق أو آدائه لبعض التمارين الرياضية
لذلك لم يكن لدي ذرة شك في أنه سينجو من هذا الخطر

اتصلت به آخر اتصال
لم يرد
وبعد خمس دقائق وجدت رسالة منه علي تليفوني نصها
( أنا كويس لكن صوتي متحاش مش هااعرف اكلمك..)

أيقنت أنه يمر بمرحلة صعبة
ولكن كان لدي أمل كبير في أنني سأعود لاسمع ترحيبه بي ( صديقي الحقيقي ... أهلاً اذيك..)

ولم اتصور ابداً أنني سأقرأ يوما ما عبارة
( رحل سيد حجاب)

وداعاً يااستاذي وياعمي وعم جيلي
وياصديقي الذي منحني شرف صداقته
وكان نعم الصديق والصدوق

انعي جزءاً عزيزاً من عمري
ومكوناً هاماً من مكونات ثقافتي وخبرتي بالحياة
وانعي الشاعر الذي علم اجيالاً بكاملها كيف تكتب شعراً صادقاً مهموماً بقضايا الإنسانية علي غير افتعال خطابي منذ ان ظهر ديوانه الأول (صياد وجنيه) إلي أن غنينا معه في أرابسك
( وينسحب من بين ايدينا الزمان
كأنه سحبة قوس ف أوتار كمان)

ليه كده بس ياعم سيد ...

قولي هوه مين اللي اختار يوم 25 يناير
أنت ولا الموت؟

حمدى عبد العزيز
25 يناير 2017



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبية الرئيس
- أبو تريكة والتأسلم السياسي
- بعد الحكم بمصرية الجزيرتين
- أنا والشعر والتكوين
- ثلاث نصوص ذاتية
- آل سعود وبدايات فاشية التأسلم السياسي في القرن الماضي
- علي هامش مقتل السفير الروسي في تركيا
- مواسم تجديد الخطاب الديني
- الملتبس والمراوغ والمخادع في طرح شعار الإرهاب ليس له دين
- حول حادث الكنيسة البطرسية
- فلنفعلها في 11 ديسمبر القادم
- وداعا فيدل العظيم
- وداعاً كاسترو العظيم
- مرحباً إسلام بحيري
- في مسألة د. مني مينا
- هم لايتعلمون
- مع اللحظات الأولي لفوز ترامب
- مع النتائج شبه المؤكدة بفوز ترامب
- حسابات ومعادلات في الاستحقاق الرئاسي اللبناني
- ماذا بعد هزيمة الدواعش المسلحة ؟


المزيد.....




- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى عبد العزيز - سيد حجاب