أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - ابا عدنان ... بسمة تغيب كغروب الشمس














المزيد.....

ابا عدنان ... بسمة تغيب كغروب الشمس


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 11:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الغربة تربة فهي تحرمك حتى البكاء، لوداع صديق او رفيق فقدته، منذ الصباح والدموع محبوسة في عيوني وكأنها ترفض ان تصدق الخبر.
كتب احد الرفاق وداعاً أبا عدنان الى الخلد، وكتب آخر عن رحيل الرفيق فواز بشاره ونشر نعي الحزب الشيوعي له، رغبت بأن لا اصدق الخبر. البسمة لا تفارق ثغر أبا عدنان بأصعب أيامه، فهو المناضل الطيب الأمين الوفي الشيوعي الحقيقي كما كتبت احدى الرفيقات.
دخلت الى التعليقات فقرأت تعليقاً يقول وداعاً رفيق فواز المناضل الصلب والد المناضلة سهى بشارة، لم يعد هناك مجال الشك انه الثغر الباسم أبا عدنان "عمو فواز "، مات المناضل المثال يا ميت خساره عالرجال، تعب الفارس المقدام ها هو يترجل عن جواده ليترك لنا فراغاً ليس من السهل تعويضه.
احترت كثيرا كيف ومن أين أبدأ هذه السطور.. كيف لا وأنا أرغب التعبير عن غيض من فيض من المشاعر لرجل كان لرحيله أثر كبير في نفسي شخصيا وفي نفس أهله وذويه وأصدقائه وأحبائه ورفاقه وحزبه وكل من عرفه عن قرب .. إنه الرجل العصامي الذي اتخذ من الوضوح عنواناً لحياته وتعامله مع الناس، والحزم في آرائه والصدق ينبض بكل أفعاله. انه الرجل الكريم، صاحب النكته الحاضرة، والسفرة الممدودة، واللقمة الطيبة، كما كل آل بشارة، هو ببساطة والد من حوله وحبيبهم. إنه الرفيق فواز النقابي ذلك الرجل الذي لن يفتقده أهالي دير ميماس فقط، بل كل من لامسهم سخاء خلقه وكرم معشره وطيب مقصده في فترة ما من فترات حياتهم سواء قصرت أو طالت.
رحيله مؤلم، وقد عزيت نفسي قبل أن أعزي الأحبة آل بشاره، في هذا الفقد الكبير، والذي لا نقول فيه إلا ما يرضي فقيدنا، فأبا عدنان لم يتخلى عن مرحه وفكاهته بأصعب أيامه، سنودعه بابتسامة وان كانت تحبس داخلها الكثير من الدمع وإن كنا على فراق أبي عدنان لمحزونون.. حين سيوارى الثرى في ديرميماس، سينزرع كزيتونة صلبة في ارضها التي احبها ارض الجنوب التي كانت تطل على جنوب الجنوب على فلسطين، وسيودعه جمع غفير رافقه إلى أن بلغ مثواه الأخير من الدنيا، وحدي لن لكون هناك، لأقبل جبينه، واضحك معه الضحكة الأخيرة، وأودعه وازرع له زيتونة قرب قبره ليجلس في ظلها.
حين أسر العملاء، والاحتلال الحبيبة سهى، كنت امر لعنده لأطمئن عليها دون ان أبادره بالسؤال عنها، كنت اسأله عن كل شيء الا عن سهى حتى لا أحرك جرحه، وكان يعرف مدى حبي لها وتعلقي بتلك الرفيقة العزيزة، فكان يبادر من نفسه ويقول لي " سهى منيحة"، وكان يخبرني ما عنده من اخبار حينها فقط كنت ابتسم، واتحمس لشرب شراب التوت الذي تعده أم عدنان.
عزاؤنا جميعا أن صيت الرجل من البعيد قبل القريب مليء بالثناء والدعاء كلما أتى ذكره في مجلس محبيه، الذين لن ينسوه وقد وثقت سيرته بأحرف من ذهب في صفحات تاريخ أهل الخير والكرم والطيبة والمعاني الأصيلة والجميلة والمناضلين الحقيقيين .. رحمك الله يا أبا عدنان وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.
رحل جسدك الا ان بسمتك ستبقى مشرقة بيننا ...
غداً عندما تذهب الى هناك حيث سبقك الأحبة سلم على فرج الله الحلو، وابا انيس، وسهيل طويله، وخليل نعوس، وحسين مروه، وكل الأحبة، خذ لهم معك كمشة من تراب الجنوب، وكمشة من ياسمين الشام، احضنهم ولا تقل لهم أي كلام عن خاتمتنا الحزينة، وشقاقنا وفراقنا وشقاءنا ...
رح اقطف وراقك
منها اكتب حكاية
عن الناس اللي راحو
و عن العمر اللي جاية
سنديانة وزيتونة للرفيق فواز الصلب بصلابتهم، الأصيل المحب وداعاً.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاف السعودي الايراني و دور الكرد والأقليات الايرانية
- 2016 عام التخلي والهزيمة ... الأمل بأكراد ايران
- حزب الله ثقافة الموت واللون الأسود
- بشتونستان ... حلم يخنق بين باكستان وطالبان ... حكايات البحر ...
- حزب الله ... يعري الحريري وعون
- شيوعيو لبنان هزموا اسرائيل ... وسوريا ذبحت مقاومتهم
- تمام سلام وجبران باسيل ... وجهي العملة
- كرد سوريا ما بين الوحدة والبحر
- الإمامين الخميني والصدر ... علاقة شائكة لحد التخلي
- الحسكة هل تعيد رسم خريطة التحالفات
- حلب ... حرب الدولاب والطيران
- استيقظوا ... هو أبا محمد وليس محمداً
- خير أمة ... تستعرض بالقتل
- ناجي العلي ... حنظلة ... فلسطين
- اردوغان والسيسي ... وجهان لعملة واحده
- ليليان ... هي مصر وهي حريتها
- لرفاق جورج حاوي ... لا تخذلوه
- لسمير قصير ... انتفاضة في الانتفاضة
- بين مالي وإيطاليا ... صحراء وموت وامل
- قيادة بلا قلب وبلا عقل


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - ابا عدنان ... بسمة تغيب كغروب الشمس