ونحن نقف على أعتاب - أربعينية الرسامة- جنات- حروف نثر,وسطور لروحها

ستار الجودة

الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 23:35
المحور: الادب والفن
    

ستار الجودة
أين كنني تخفين كل هذا النقاء يا فيروزتي "جنات", أربعين من المساءات انطوت, ولا زال ربيعك "الخامس عشر" عبقا نديا في العيون , ثقيلة مرت الليالي, كل الزوايا تحمل أنفاسك, تنوح العيون حول سريرك , عربة يتيمة, لوحات حزينة ما باتت تضحك كالأمس, قلم ,فرشاة, اوراق, عصافير تحوم تبحث عن ابتسامة و أنامل قدم, أرى وجهك الندي في عيون نوارس الصباحات, وأنا طوي خطواتي البائسة لشارع المتنبي, أقف وسط جسر الشهداء, الرابط بين كرخ الفقراء و رصافة البؤساء, احدث نفسي بالغة الصمت واصرخ بـ" اه" دون كلمات, ترى أي وجع ينتظر لنقف عنده, ونجول ثناياه , بعثرتي شجون محبيك تعالي نتحدث بالغة الرسم, اعذري ضعفي, هكذا نحن الخائبين لا نحتفي ألا بمن يتوارى, نندب حضنا على خسارة الإنسان الفنان. الطفلة جنات الرسامة مميزة لأنها معاقة جسديا, لكنها متعافية فكريا وروحيا , أثبتت هويتها وحضورها كرسامة وإنسانة رغم كل التحديات وتركت لها بصمة عاشت بها الى ألان, ترسم بأنامل القدم منجزها الفني , لديها العديد من اللوحات المنوعة,. كسرت بشهرتها حدود المكان والزمان , خطفتها المنية من فرصة ذهبية كادت تحدث انعطافة في تاريخها,كانت تنظر تحقيق حلمها الوردي في أقامة معرض في اليابان بدعوى من إحدى المنظمات, رحلت كمن سبقها من الرموز الفنية بهدوء معيب لا يليق بفنانة إنسانة مميزة من ذوي الاحتياجات الخاصة كانت بمثابة إضاءة في وسط ركام السياسة, لم تطرق يد مسؤول باب بيتها يسال عنها وعن أحوالها,في بلد يتربع على مقدراته أدعياء الإصلاح, تقول الحكمة، "الصالحون يبنون أنفسهم، والمصلحون يبنون الأُمم", لولا الاستذكار من قبل المصلحين لضاعت ذكرها في غياهيب النسيان. تزاحمت حولها نقاء النفس وقدم البعض منجزهم الفني باسم هذه الفنانة الإنسانة كما فعل النحات الكبير " حسن العبادي" وأطلق اسم جنات على منجزه الذي قدمه مجانا لدار الأطفال, وساهم الكثير من أبناء الوسط الفني والإنساني بأحياء حفل التأبين, ورسم لوحات لها , , يوم بعد يوم يسقط رقم ويتوارى فنان ويسقط كسقوط أوراق الأشجار في خريف العمر, وسط صمت القرار الذي لا يقدر حجم المأساة الذي يمر بها الفنان والمثقف العراقي.

#ستار_الجودة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل