أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - وسطية الدين بين الانتصار والانكسار!! ج1














المزيد.....

وسطية الدين بين الانتصار والانكسار!! ج1


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 5440 - 2017 / 2 / 22 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وسطية الدين ، مشروع سلطوي سياسي ممنهج بامتياز، معني بتكريس ادارة المجتمعات والشعوب ، بغية السيطره على اهم مفاصل القياده والتوجيه . وأخضاع كل القوى والمكونات المختلفه تحت راية واحده لاجل تنفيذ القوانين الوضعيه للسلطه القائمه . وقد يمارس من خلالها مختلف الشعارات والعناويين الدينيه ، ومن دون الضروره العمل فيها حرفيا تلافيا لاستفزاز أو استنكار الطرف الاخر(الذي يحمل بعض الرؤى المخالفه) عندما سيعتبر بتحقيق الوسطيه انجازا اضافيا له مع بقية حقوقه على الارض . وقبل الخوض بغمارالموضوع لابد من المرور بأهم المصطلحات التي برزت على واقع ممارسة سياسة السلطه بغطاء الاسلام ، بالاختلاف والصراع ،وقبل ان يجري التفكير باختيار منطقة وسطى تسعى للتقريب من خلالها ،واتاحة القبول بالاخر لاستمرار التعايش بالزمان والمكان، وبدافع تسيير دفة السلطه السياسيه فحسب .
فالاسلام السلفي كعقيده راسخه مبني على الايمان بالفكره ويحرص على الالتزام بكل ما جاء به القرأن والسنّه من باب التأويل بالتفسير تحت عناويين المذهب الفقهي .
والاسلمه هي تلبس لرداء الاسلام بعيدا عن الاعتقاد الحقيقي بنفس النهج والسلوك نتيجة تبنى مسائل دنيويه لم تستطيع النفس البشريه مقاومتها او التخلص منها لتتماشى مع منهجية تعاليم العقيده السماويه المثاليه التي اتى بها الاسلام بعصر الدعوه .
واعتبارالوسطيه كمصطلح وكمفهوم يقوم على الفصل بين الايمان كتطبيق و الاسلمه كولاء نهاز ، وهو بالغ التعقيد منذ بداية اقامة دولة الاسلام ..ويجيز لنا القول بان اول تحقيق للوسطيه جاء مع التحول بالانفتاح وبتطبيق العلاقات الجديده بالصفح مع من كانوا اعداءا حقيقيين للاسلام ، حين حاولت سياسه دولة الاسلام بعشية فتح مكه وتحت عنوان المراجعه والاصلاح لاستيعاب اكبر عدد ممكن من اهل قريش ومن والاهم من القبائل بجزيرة العرب ، ومحاولة استمالتهم قسرا تحت سقف اكثر رحمه وموده ،بالعفو عما سلف، بعيدا عن الثأر والاذلال ، وكما في مخاطبة الرسول لاهل مكه عند فتحها : "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" ويا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم، قال: " اذهبوا فأنتم الطلقاء .. وقد اعتبر الكثير لهذا التحول اكراما وانجازا بل حلما كان بعيد المنال لسادات قريش ووجهائها قبل الاخرين ممن يشكلون السواد الاعظم بمكه وما حولها، و بالرغم من ارتكابهم لكثير من جرائم الاقصاء والترهيب والقتل للنبي وللمسلمين الاوائل قبل الهجره ،ولفترة طويله ،ولمجرد الاختلاف بالرأي والاعتقاد بفكر الدعوه لاصلاح الانسان .
وبمعاداتهم او بتخلفهم عن الالتحاق بالاسلام ، هو لعدم اعتقادهم اصلا بالفكر الجديد ، مما شكل هذا اول تراجع للسلطه الدينيه نحوهم انذاك ، ومن خلال اعادة الرؤيا بتقييم المسيره واعتماد استراتيجية توسعة دائرة الاستقطاب بالكسب على حساب الاصلح بالايمان . فصار عنوان المسامحه يشمل هذه الفئه الكبيره بالعدد والضلاله ، مما دعا الى تحريك هواجس اكثر الصحابه من المؤمنين ما في داخلهم من معطيات ومقاييس نحو اقرانهم الجدد ، وعملا بقوله تعالى ( لا يغير الله ما بقوم الا ان يغيروا ما بانفسهم ) فبمجرد استسلامهم المفاجئ تحت الضغط والانكسار وقعت اسلمتهم، وليكونوا لكل عاقل، مصدر شك وريبه من نواياهم، بل اخطر حتى ممن سبقهم بالموالاة لسلطة الاسلام من الاعراب ،وهم الاحرار الطيعون الا بما كانوا يعترضون عليه بخجل وكتمان بعيدا عن الشجاعه والنبل .. حتى صاروا متهمين بالانتهازيه والنفاق وفقا لاحكام الاية 14من سورة الحجرات.. (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ، قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ ،وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).
فمن هنا اصبح الباب واسعا بدخول الاسلام تحت راية الاستسلام جبرا وكراهيه لتحقيق مصلحه دنيويه او الحفاظ على عدم تطيير الرؤوس من فوق الاعناق ، بعيدا عن الايمان الحقيقي .حين التحق العديد من طوابيرالاعراب الجديده من داخل مكه واطرافها ، ليّولدوا ارهاصات معقده كادت ان تميد الارض بمن فوقها ،لولا حكمة وقوة قيادة الرسول الاعظم ، ولكن بالرغم من كل ذلك لم يمنع من حدوث التململ، وتحسس المواضع لزلزال مؤجل، بانت اول نتائجه لاول مره بالفتنه الكبرى بين المسلمين بعد مقتل الخليفه الراشد الثالث عثمان بن عفان ،ولتستمر الى يومنا هذا بالاستئثار الدنيوي والطائفي والعنصري ،وتحت عنوايين فضفاضه باسم الاسلام .
ورب من يريد ان يؤكد بان كل هؤلاء الطلقاء ، ومن بعد ان جاء نصر الله بالفتح ، ودخلوا بدين الله افواجا، فهذا عظمه وعزه للاسلام ،ولكن حقيقة المنطق تؤكد بان الذي يؤخذ على حين غره بفكره ومعتقده ، لايمكن ان يتغير بين ليلة وضحاها وبنفس الدرجه والقياس من الايمان مع كل الذين سبقوا طوعا واعتقادا ، اوالتخلي من كل رواسب عقله الباطن وسلوكياته التي تأصلت فيه ، ويبقى مابطن اعظم ،ويحتاج لفترات اطول وعقود، لا بل اجيال للتنفيس عما كان يكتنف الانفس. .. ومن فم التاريخ تاتي الادانه لما حاول ان يتهم ويجرِّم باكثر من مناسبه لكل الحركات الباطنه بمسيرة سياسة السلطه الاسلاميه عبر الحقبات .
ومن هنا يمكننا القول: حين جاءت الوسطيه بدون شرط او قيد لاول مره كمشروع اصلاحي ظاهره الانتصار لسلطة الاسلام . لتبقى مكامنه الحقيقيه، بمحاولة السيطره والهيمنه لمنافع سياسيه. حتى صارت كل الاجيال اللاحقه تأن من نتائجه . وخصوصا بعد ان اصبح كل الاعراب من الانتهازيين و المنافقين ممن نزلت فيهم صورة الحجرات، وممن جاءوا مع طلقاء فتح مكه من بعدهم ،اسياد قوم،وحكام سلطه ، وامناء على مسيره كل الاجيال ، وهذا مما يدعوا للاسى .((البقيه في الجزء الثاني))



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتوته زغننه جداً !!
- نرجسية عُلْجوم !! (هايبون)
- يَعلْو هُبلْ !!
- لماذا أنتِ يا كراده ؟؟
- طريق الفناء !! (هايبون)
- وأد الأنثى من جديد !!
- خيبه و إلتماس !!
- خيبه و التماسْ !!
- ثقافة الازهار و الورد بتراث الشعوب ..
- ج4 صرعات الحجاب والسفور بالعراق الحقبه الثالثه من ( 1980 200 ...
- عشق فراشه !!
- من يوميات نحله ج2
- عقدة رجل طفل !! (قصه قصيره)
- أصنامهم مُهرّبه جيئت بها البعران !!
- من أعماق الرغبه!!
- تحتَ أزيز ألدبابير
- صرعات السفور والحجاب بالعراق (الجزء الثالث )
- صرعات السفور والحجاب بالعراق (((الجزء الثاني )))
- أعرابهم مُستعربه
- صرعات السفور والحجاب بالعراق ((الجزء الاول))


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - وسطية الدين بين الانتصار والانكسار!! ج1