|
الصندوق المدفون – قصة قصيرة
حسين علي غالب
الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 09:49
المحور:
الادب والفن
أحفر أنا و أخي بجانب الشجرة الكبيرة ..!! لكي نتمكن من غرس شجرة الزيتون الصغيرة التي اشتريناها منذ فترة في الأرض. ينظر أخي إلى الحفرة و يتوقف عن الحفر و يقول لي : توقف أن الأرض صلبة و كأننا نضرب شيء ..؟؟ توقفت عن الحفر و وجهت أنا أيضا أنظاري إلى الحفرة و قالت له : هل من الممكن أن تكون حجرة كبيرة ..؟؟ يرد أخي قائلا : قد يكون هذا و لكن دعنا نحفر بأيدينا الآن لنعرف ما الذي يوجد في هذه الحفرة فأرد على أخي قائلا : ماذا تتوقع أن نجد كنزا في هذه الحفرة ..؟؟ فيرد أخي قائلا : كلا أنا لا أومن بهذه القصص التافهة و السخيفة و التي تروى للأطفال…!! بدأنا بالحفر بأيدينا و توقفنا عن الحفر أنا و أخي و يدانا ترتجف فلقد وجدنا صندوقا حديديا في الحفرة ..؟؟ فأقول لأخي : يبدو أن القصص التي لا تؤمن بها أصبحت واقعية بالنسبة لك ..؟؟ فيرد أخي قائلا : اللعنة ما هذا الصندوق و ما الذي يحتويه ..؟؟ فأرد قائلا لأخي : دعنا ننادي جدي و نجلبه إلى هنا فقد يكون يعلم بهذا الصندوق ..؟؟ فأصرخ بأعلى صوتي قائلا : جدي جدي تعال هنا . و بعد لحظات جاء جدي الذي يبلغ من العمر الثمانين عام فقال أخي له : جدي لقد وجدنا صندوقا هنا ..؟؟ فيرد جدي قائلا : صندوق أخرجوه من الحفرة و اجلبوه لي الآن ..!! فأمد كلتا يداي و أمسك بالصندوق و أخرجه من الحفرة و كان الصندوق ثقيلا و أتقدم أنا و أخي متجهين لجدي و عند وصولنا لجدي أرتبك جدي عندما وجه أنظاره للصندوق و قال لي بصوت مرتفع : أترك الصندوق على الأرض و أنا ذاهب قليلا و سوف أعود…؟؟ و يتوجه جدي داخلا للبيت و يقول لي أخي : يبدو أن جدي يعرف ما الذي يحتويه هذا الصندوق ..!! فأرد قائلا : نعم يبدو أن كلامك صحيح . فيتقدم جدي و يخرج من البيت و هو ممسكا بمفتاح كبير و من ثم جلس بجانب الصندوق و قال : يا أحبائي أن هذا الصندوق عمره سبعين عام و مرتبط به قصة طويلة ..؟؟ فأرد قائلا : عمر الصندوق سبعين عام و ما هي قصته يا جدي …؟؟ فيرد جدي قائلا : عندما كنت بالعاشرة من عمري كان لي شقيق توأم . فيرد أخي قائلا لجدي : و لكن أنا لا أعلم بأنه لديك شقيق يا جدي ..؟؟ فيرد جدي قائلا : نعم فلقد توفى بسبب مرضا أصابه و هو صغير فأرد على جدي قائلا : و ما دخل الصندوق بالموضوع يا جدي..؟؟ فيرد جدي قائلا : كنا نحب شراء الكتب بما نملكه من مال نجمعه من ما يعطيه لنا أبي من مصروف يوميا و كان أبي يغضب دوما من شراءنا للكتب و كان يمزقها فقرر أخي أن يحفظ الكتب الجديدة التي نشتريها في صندوق صغير و أن يخفي الصندوق بمكان معين حتى أنا لا أعلم به لكي نحافظ على الكتب و عندما أريد الكتب لقراءتها هو يجلبها لي و لكن أخي توفى بعد فترة بمرض أنتشر حينها أجهل أسمه . و صمت جدي و بدأت الدموع تنهمر من عينيه فقال أخي لجدي : لا تبكي يا جدي و أمسح دموعك . فمسح جدي دموعه بيده و قال لي و لأخي : أن هذا الصندوق فتح ذكريات قديمة كانت منسية في ذاكرتي و الآن هو من نصيبكم أنتم الاثنين. فقال أخي لجدي : شكرا يا جدي . فمد جدي يده و أعطاني مفتاح الصندوق لكي أفتحه فأخذت المفتاح و حاولت فتح الصندوق حتى تمكنت من فتحه فوجه أخي أنظاره للصندوق و قال: أن الكتب ملفوفة بقطعة قماش وهي بالتأكيد ذات طبعات قديمة إذن فنحن الآن نملك ثروة لا تقدر بثمن و هذا الصندوق أصبح بالنسبة لنا كصندوق مليء بالكنوز .
#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلام لا يقبله عقل ولا منطق
-
صحف و مواقع انترنيت – قصة قصيرة
-
بين المحافظة و التطوير على ما نملك
-
السفر أصبح الحل لمشاكل العراقي
-
العراق و وصوله لمرحلة الإدمان على المخدرات
-
مجرد حالة تعبيرية
-
عربة الخضراوات – قصة قصيرة
-
القبر – قصة قصيرة
-
شعب محروم و ثروات كثيرة
-
السارق – قصة قصيرة
-
الديمقراطية تلك التجربة الجديدة
-
فرانس فان آنرات و بداية النهاية
-
العرب السنة و معادلة الأكثرية
-
الطريقة القانونية و اجتثاث البعث بشكل كلي
-
الأوجه الثلاث لسوق العمل
-
حسابات لا تدخل ضمن اهتمام المواطن
-
القطاع النفطي و القطاعات الأخرى
-
الحافلة و الموت – قصة قصيرة
-
أخيرا أدركوا أهمية العملية السياسية
-
لجان و مجموعات حكومية بلا فائدة
المزيد.....
-
روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي
...
-
طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب
...
-
الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو
...
-
الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض
...
-
الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة(
...
-
شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و
...
-
في وداعها الأخير
-
ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
-
عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني
...
-
شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|