أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شودان - تبخيس الثقافة














المزيد.....

تبخيس الثقافة


محمد شودان

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 17:12
المحور: الادب والفن
    





تبخيس الثقافة
تعيش الثقافة في مجتمعنا حالة من العطالة طويلة الأمد، ويقصد بالثقافة هنا مستوياتها المختلفة عامة وكل ما يتعلق بالإنتاج الفكري والعلمي سواء العلوم الإنسانية أو العلوم البحثة وغيرها، وفي المقابل تم الإعلاء من شأن الفنون الفرجوية والأشكال المائعة من الفن خاصة الاتجاه الرديئ من الغناء.
لا تقوم قائمة لأمة ما لم تكن الثقافة قاعدتها الصلبة ولبنتها الأساسية، لأن الثقافة تضم كل الأنشطة الذهنية والإنتاج الإنساني الذي يعبر به الإنسان عن رقيه الفكري والحضاري، وهكذا فإن التنافس الحضاري بين الأمم يقوم على زادها الثقافي وعطائها الفكري. وهكذا يتحدد المستوى الحق للأمم والحضارات بإنتاجها الفكري الثقافي. والحال أن أمتنا العربية عموما والمغربية خصوصا ـ في الواقع ــ تكاد لا تنتج إلا ناذرا، بل وحتى لا تستهلك إلا القليل من قشور المعرفة.
ليس السؤال هو لماذا، فنحن في غنى عن تحديد المسؤولية لأن هذه الأمور كلها غدت واضحة، والأكثر وضوحا هو تورطنا جميعا ـ شعوبا وقادة ومستعمرين ـ في كل ما نحن فيه من تخلف وتضعضع. لكن السؤال الحق هو إلى متى؟ إلى متى سنبخس الثقافة الحقة حقها من برامجنا، ولماذا هذا الإصرار في تجهيل الشعوب وتعميتها وقتل ذوقها الفني؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة ستفضي إلى فضح المسؤولين المستفيدين من تردي الوضع الثقافي، الفئات والطبقات التي تجني من غبائنا وجهلنا ذهبا ومالا وفيرا، أولائك الذين يستنزفون الميزانيات في الريع الثقافي والسياسي. والمستفيد ليس بالضرورة المستعمر الإمبريالي، لأنه هذا الأخير يرغب في تأمين الأسواق/الدول وقد أدركت ضرورة تمكن شعوب هذه الأسواق من مستوى ثقافي لا بأس به، ولكن هذا ليس هو رأي الحاكم المستبد عميل الغرب بالوكالة على السوق الوطنية، والمتمثل في البورجوازية الوطنية التي تشكل في الأساس الطبقة الحاكمة، والمستفيدة من الريع السياسي والاقتصادي والثقافي.
إن الطبقة المسيطرة على السوق/الشعب/الأمة تشكل سمسارا لا يستفيد بل ولا يتحقق وجوده ونفوذه إلا في ومِن جهل الشعب وغبائه، وهكذا، وللحفاظ على الوصاية المطلقة على هذا الشعب لزم هذه الطبقة المسيطرة ألا تسمح للطبقات المسحوقة بالتفكير خارج إطار الخبز والمطالب الغريزية، وقديما اقترح أحد مستشاري الحسن الثاني أن يعيش المواطن على الحديدة كأفضل حل لمواجهة غضب الشارع وطمس مطالبه.
ولكن، مقابل ازدراء الفن الراقي، وإهمال الإنتاج الثقافي وتبخيسه نلاحظ تسويقا مفضوحا للفن الرديء والغناء الساقط وكل ما من شأنه الحط من مستويات التذوق الفني للمواطن، وضرب القيم الأصيلة للمجتمع، وذلك عبر بث الأغاني الخليعة والساقطة عبر القنوات الإعلامية التي تمولها جيوب المواطنين قسرا، وتبجيل فئة معينة من المغنيين، ومنحهم الأوسمة الملكية وتسليط الضوء عليهم...والأخطر من ذلك جميعا تخصيص ميزانيات ضخمة لذلك، وتمويل برامج تعمل على خلق نجوم الغناء، هؤلاء النجوم التي يتم تقديمها كشخصيات نموذجية يحتدي بها الشباب.
إن هذا الوضع في غاية الخطورة على مستقبلنا الثقافي والحضاري، ويهدد كياننا كأمة بين الشعوب، وإن الحل الوحيد يبقى في يد مثقفي الطبقات المقهورة والمقصودة بالتهميش والتجهيل. لا بد من خلق أنوية تعمل على تشجيع الشباب ـ أمل المستقبل ـ على معانقة الكتاب وتقديس الفكر والثقافة وعدم الانخداع لرغبة العدو الطبقي المستغِل، لا بد من إطلاق شرارة ثورة ثقافية حقيقية.

بقلم محمد شودان



#محمد_شودان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الإسلامية والديمقراطية
- الخمار قيد في رأس المرأة
- الحمار العربي
- عربي أنا
- سيناريوهات تشكيل الحكومة المغربية
- نار تحت البرقع
- انتهى الكلام,,, إلى مزبلة التاريخ
- حربائية بنكيران
- مشروع متحف
- النظرية الثورية عند امرئ القيس
- مارطون تشكيل الحكومة المغربية
- نبوءة الشاعر
- شرارة شباط
- الدين والفلسفة
- في ظلال ما قبل الإسلام
- حلب وإعلام البيترودولار
- الحاجة إلى الوعي بالذات الجماعية
- ملامح المستقبل، نظامنا التعليمي إلى أين؟
- -اللغة العربية في منظومة التربية والتكوين- تدريس المؤلفات، ا ...


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شودان - تبخيس الثقافة