أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شودان - حربائية بنكيران














المزيد.....

حربائية بنكيران


محمد شودان

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المتتبع لسلوكيات عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابقة، والمكلف بتشكيل حكومة ما بعد انتخابات سبعة أكتوبر 2016 لا يمكنه إلا أن يدرك أنه شخص حربائي، لا تحدد تصرفاته قناعات سياسية ولا يتمتع بأدنى معايير الأخلاق السياسية، يتقن الانبطاح للاقوياء والعواصف، ولا مثيل له في التعجرف على البسطاء، رجل لا يمكن تحديد معاييره في مسائل كالتحالف والوطنية والسياسة.
أيام كان حزبه في المعارضة، كان يدعو إلى الإضرابات المطولة، ولما قاد المحكومة سن الاقتطاع من رواتب الموظفين المضربين. حين ظهر حزب الأصالة والمعاصرة "سَيَّق" بدموعه المغرب كله باكيا التحكم ومستبكيا، داعيا الشعب إلى رفض الحزب والانتصار إلى "الخيار الديموقراطي" وقذف دكاكين الأحزاب... لكن، ما إن هبت رياح الربيع العربي على المغرب، ولاحظ أنها حملت أحزابا وتيارات إسلامية إلى سدة الحكم، كما حدث مع الإخوان في مصر والنهضة في تونس، وأخبره حدسه أنه موعود بقطعة من كعكة السلطة التي طالما حلم بها، رأيناه كيف أعلن الطلاق من الشعب والشارع ودعا أتباع الحزب والحركة التابعة له إلى التمسح بأهذاب عالي الهمة و/أو الاعتكاف في منازلهم، وزم أفواههم السليطة، ودعا كبار شخصيات الحزب إلى الاهتمام بوضع اللمسات الأخيرة على موقع الحزب من الحكومة المرتقبة، خاصة بعد الخطاب الملكي الشهير. وقد لاحظنا أن ريقه قد سال على السلطة حتى منعه من الحديث عن الدستور وما رافقه من نقاش قانوني، ولسان حاله: "المهم أننا وصلنا إلى السلطة، فلنغنم ما وسعنا ذلك"، والحقيقة أن السلطة قد غيرت صباغة "مناضلي" الحزب تغيرا واضحا، "داروا لا باس، وبان عليهم الخير".
بنكيران رجل طريف للغاية، سن منهجا غريبا، إذ كلما حصل خير فبفضله، وكلما "قفرها" (قال لي سيدنا) وهكذا إلى أن ضاق به صبر الملك فتبرأ منه في خطاب موجه إلى الشعب، إن هذا النبذ "وهو يستحقه" يليق به، ذلك انه رجل لا يمكن الوثوق به، إنه يدور مع مصلحته 360 درجة، ووده لحليفه باق ما دام به مصلحة، وربما حزب الاستقلال هو أكبر حزب لدغ من جحر بن كيران، لأن الكل يعلم أن شباط حزب الميزان قد عاهد بن كيران ووافاه الحلف عندما تخلى عنه حزب السنبلة والحمامة، ولكن بنكيران لما ضاق حبل تشكيل الحكومة على خناقه قد أبدى استعداده التخلي عن شباط حفاظا على حقه/نصيبه من تشكيل الحكومة، ربما حتى يستطيع إتمام تأثيث بيته الذي لم تسعفه "المانضة" السابقة من إتمامه.
ربما إن باقي الأحزاب قد فهمت أنه لا يمكن المغامرة بالركوب في مركب بن كيران المهترئ والاحتراق ب"لامبة" الحزب دون ضمانات، ومن هنا يمكن فهم كل الشروط التي وضعها أخنوش، فهذا الأخير رجل محنك لا يمكن أن يقامر بشخصيته وحزبه لسواد عيون بنكيران، الرجل الذي لا يمكن الوثوق به.



#محمد_شودان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع متحف
- النظرية الثورية عند امرئ القيس
- مارطون تشكيل الحكومة المغربية
- نبوءة الشاعر
- شرارة شباط
- الدين والفلسفة
- في ظلال ما قبل الإسلام
- حلب وإعلام البيترودولار
- الحاجة إلى الوعي بالذات الجماعية
- ملامح المستقبل، نظامنا التعليمي إلى أين؟
- -اللغة العربية في منظومة التربية والتكوين- تدريس المؤلفات، ا ...


المزيد.....




- السعودية في معرض فرانكفورت: تحد لصورة نمطية لكن بأي شكل ومحت ...
- بايرن يلحق الهزيمة الأولى بدورتموند.. ولايبزغ يرتقي للوصافة ...
- -خسرنا ثقة القطريين-...ويتكوف يشعر بـ-الخيانة- حيال هجوم إسر ...
- فايننشال تايمز: بهذا رد البرغوثي على بن غفير في فيديو المواج ...
- البرهان: مستعدون للتفاوض بما يصلح السودان ويبعد أي تمرد
- الداخلية السورية تفكك خلية لتنظيم الدولة في ريف دمشق
- نتنياهو: الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة ...
- فيديو منسوب للبرهان بشأن مفاوضات تسوية النزاع بالسودان.. هذه ...
- الصليب الأحمر يسلم جثامين 15 فلسطينيًا من إسرائيل إلى غزة
- كيف يمكن للهرمونات أن تتحكّم بعقولنا؟


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شودان - حربائية بنكيران