أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - عن منتخب مصر.. الخسارة المحزنة والفوز المفرح.. نظرة تحليلية!














المزيد.....

عن منتخب مصر.. الخسارة المحزنة والفوز المفرح.. نظرة تحليلية!


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك خلط للأمور في الكثير من الأحايين، والعديد من المواقف، متعمدا في بعضها، وعدم فهم لطبيعة هذه المواقف، وتلك الأمور، في بعض آخر.

ومن الخلط الشديد، والذي هو الأظهر في هذه الأيام، ربط فرحة أو حزن شعبنا بانتصارات منتخبنا أو هزيمته في المباراة النهائية في البطولة الأفريقية، بما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، والادعاء أن فرحة شعبنا المصري بهذه الانتصارات تأتي عوضا عن إخفاقات في مجالات أخرى، أو حزننا بأنه استمرار لهذه الإخفاقات، حيث أنه ادعاء لا يستطيع أن ينهض على قدمين، حال الوقوف لمناقشته.

ودعونا نعترف أن هناك فئة من "شعبنا" لا تتمنى لنا النصر، ليس فقط في المجال الرياضي، بل في أي مجال من مجالات الحياة، وذلك راجع ببساطة لفهم سقيم لمفهوم الوطن، فضلا عن مرض أصاب القلوب فأعماها، وهذه الفئة، تسعى جاهدة لإفساد أية فرحة، والانتقاص من أي إنجاز، سواء كان رياضيا أو غير رياضي، وهؤلاء الذين يمثلون هذه الفئة لا نناقشهم هنا، ولا نستهدفهم في هذا المقال، حيث أن الجسور بيننا وبينهم مقطوعة، والشرايين التي يمكن أن تربطنا بهم مسدودة، ولكننا هنا نريد أن نصحح مفهوما، وأن نفسر حالة، هي تلك الفرحة العارمة أو الحزن العميق، التي تنتاب شعبنا، وغيره من الشعوب، حال حقق أبناؤه انتصارا رياضيا أو أخفق فيه.

إن العالم قد ابتكر المنافسات الرياضية لتكون نموذجا راقيا للتنافس بديلا عن الصراع الذي هو أحد جوانب النفس البشرية، ومن هنا تأتي قيمة الروح الرياضية التي تقبل الهزيمة كما تقبل الفوز، ومن هنا تظهر قيمة أن تمد يدك مصافحا للمنافس بعد المباراة أيا كانت النتيجة.

وتكون الفرحة كبيرة لدى الفريق المنتصر، وهو ما نشاهده لدى الشعب المصري بعد كل انتصار، وهذه الفرحة العارمة ليس مصدرها كما يحاول أن يصوره بعض البسطاء، هروبا من واقع أليم، لأن مصدرها نابع، من أن هؤلاء اللاعبين وهذا الفريق، وغيره من الفرق، يمثل الوطن، ويرتدي شارات علم البلاد، وحقق نصرا باسم هذا الوطن، ومن هنا تكون الفرحة مصبوغة بشعور وطني، يشترك الشعب المصري مع غيره من الشعوب، والتي منها شعوب لا تعاني مشاكل، ولا تمر بأزمات، وتكون فرحتهم، مثلنا، عارمة حال فوزهم ببطولة، كما هو الشأن مثلا مع الشعب الألماني أو الإيطالي، اللذين كليهما في حالة متطورة من الحياة السياسية والعلمية والاجتماعية والثقافية، ومع ذلك تكون فرحتهم عارمة، وحزنهم عميقا، لأن مجموعة من اللاعبين ارتدوا زيا يمثل رمز البلاد وحققوا انتصارا رياضيا، أو لم يحالفهم التوفيق، ولا يقال في ذلك الوقت انهم يهربون من واقع أليم إذ أين ذلك الواقع الأليم! هنا؟ وإذا كانت الفرحة الهائلة بانتصار منتخب ما بالفوز هرباً من واقع، فكيف يفسر لنا أصحاب هذا الادعاء حالة الحزن الشديد أثناء الخسارة التي يُمْنَى بها فريق أو منتخب، إلا حزنا على خسارة كان فيها هناك رمز للوطن المعشوق الأول لهؤلاء المؤمنين بقيمة الأوطان.

ولنضرب مثلا واقعيا لأحد أبناء الشعب النمساوي الذي نستطيع أن نصنفه، طبقا لقياسات عالمية، شعبا متقدما، لا يعاني المشكلات التي نعانيها في مصر، حيث كان زميل عمل لي يقوم بتشجيع فريق بايرن ميونيخ الألماني وكان هناك مباراة هامة في دوري الأبطال، وطلب صديقي، الذي استطيع ان أؤكد أنه يحيى حياة مرفهة، إجازة لمشاهدة المباراة، والتي خسر فيها فريقه المفضل، وإذا به يحضر للشركة التي كنا نعمل بها، وعانقني باكيا بكاء مرا حزنا على فريقه، الذي خسر مباراة، وكان علىّ أن أواسيه وقد فعلت.

إذاً حالة الفرح الهائلة وكذلك الحزن العميق، في حالتي النصر أو الهزيمة، في منافسة ما، ليس مردها ذلك التفسير السطحي، بل هناك أسباب أعمق تعبر عنها.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يشهد مطار القاهرة قداس صلاة!؟
- قداس صلاة بمطار القاهرة الدولي!
- أزمة الدولار في مصر ومبادرة النائبة غادة عجمي
- النادي المصري بفيينا يستعيد القمة!!
- عبر الحوار المتمدن ... دعوة لنواب المصريين بالخارج للم الشمل ...
- حول مستشفى مجدي يعقوي .. سؤال يعكس عمق الأزمة!!
- -فصل- النهضة التونسية
- بمصر ...أزمة نقابة الصحفيين تكشف أزمة أعمق
- الجزيرة والقرضاوي ومجازر حلب
- دلالات رفع علم السعودية في ذكرى تحرير سيناء! !
- بالنمسا ..- تيران وصنافير - تركية سورية
- ألا يكفيني عقابا أني لست إسرائيليا!!؟
- احتفالات لا مظاهرات في ذكرى تحرير سيناء
- قُبْلَة .... قصة قصيرة
- فراشة .. قصة قصيرة
- مخطط صهيوني بالنمسا يستدهف وزير الأوقاف المصري
- حق الأكراد أصيل
- أحداث بن قردان التونسية ما بين الرئيس المصري السيسي والقادة ...
- احفظوا ماء وجوهكم ..حل الأزمة السورية يلوح في الأفق
- مع العربية السورية ضد النزق التركي


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - عن منتخب مصر.. الخسارة المحزنة والفوز المفرح.. نظرة تحليلية!