أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - -فصل- النهضة التونسية














المزيد.....

-فصل- النهضة التونسية


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستظل "الثورة" التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، أحد أهم علامات مرحلة فارقة في تاريخ المنطقة العربية، والتي لم تسلم من تداعياتها حتى اللحظة، حيث مازالت المنطقة ملتهبة، من أقصاها إلى أقصاها، بل إن تأثير تلك "الثورات" العربية امتد ليطول مناطق مختلفة من العالم، حيث مازالت دول الشاطئ الآخر من المتوسط تعاني إرهابا مرة، وموجات لجوء أخرى، ما ترك أثرا عميقا في نفس الشخصية الأوربية، حدت به أن يُصَعِّد اليمين المتطرف، المناهض للأجانب على وجه العموم وللمسلمين على وجه الخصوص والعرب على وجه التحديد والدقة.

ولقد كان من آثار تلك " الثورات" العربية صعود تيار الإسلام السياسي في أول الأمر، وكما كانت تونس هي أولى الدول الغربية التي ضربتها عواصف التخريب، كانت حركة النهضة الإسلامية الإخوانية التونسية، هي أول من اعتلى الحكم في المنطقة، تبعتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مُنْذِرَة بتقلدها لمقاليد الحكم في المنطقة بأسرها، ولكن كان للشعب المصري قول آخر، فعصف بالجماعة، ليعيد لتونس عدوى التقليد، فتثور على النهضة، التي كشفت عن برجماتية، لم نكن نظن أن بإمكانها أن تأتي بها، حيث تخيلنا، نفس عنَتِ الجماعة في مصر، وفقدان البصر والبصيرة، فحافظت النهضة على قدر لا بأس به لتواصلها في الشارع التونسي، حيث أنها تعلمت، في حالة نادرة، من أخطاء الأم؛ جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

لقد طالب قطاع كبير من الغيورين على الإسلام بفصل العمل الدعوي عن العمل السياسي، مؤكدين أن الدين أطهر وأنقى وأرقى من ألاعيب السياسة وحيلها، معتبرين دخول الدين لحلبة الصراع السياسي، إنما يضر بالاثنين ضررا بالغا، وأن العزف على وتر الدين " المقدس" من أجل مكاسب مادية ودنيوية، إنما هو من أكبر الجرائم، ولاقى هذا القطاع، جراء هذه الدعوة نقدا كبيرا، وهجوما شرسا، ولم يتورع منتقدوهم من النيل منهم بكل الوسائل، التي ربما وصلت لحد التكفير، ما جعلهم في حالة المدافع عن إيمانهم بالله والرسول والدين الحنيف.

ويأتينا اليوم مرة أخرى من تونس الشقيقة قرار مجلس شورى حركة النهضة " الإسلامية"  "فصل" العمل السياسي للحزب عن الأنشطة الدعوية، وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي إن النهضة ستتحول إلى حزب يعمل في الحقل السياسي فقط.

وهذا " الفصل " لا يستطيع أمثالنا فهمه، من خلال تلك الكلمات المقتضبة، والتي لا تسمن ولا تغني عن جوع، إذ كيف يتسنى لنا أن نقتنع، هكذا وبضربة واحدة، أن تتخلى النهضة عن تلك الشعارات التي يدغدغون بها مشاعر العامة، والتي كلها دينية، وهل يمكن لهم أن يقدموا لنا شعارا غير " الإسلام هو الحل " وأن " الإسلام دين ودولة"، و " ولن يصلح حالى آخر الأمة إلا بما صلح به أولها"، وكيف يمكنهم أن يوفِّقوا بين تلك الشعارات التي هي سبب وجودهم، والسبب الأول  في التفاف البعض حولهم وحول دعوتهم، وبين دخولهم المعترك السياسي بعيدا عن الدعوة.
 
تؤكد الحركة أن هذا الفصل لا يعني بالضرورة أن الحزب سيتحول عن هويته الإسلامية وأفكاره الإسلامية إلى فضاء آخر ومساحة أخرى كما يقول البعض، وكأن الحركة ستصبح علمانية، وهذا  التأكيد ما يجعل ما قامت به النهضة يظل لدينا في إطار المناورات السياسية، بعد أن فقدت الكثير من تأثيرها في الشارع من ناحية، ومن ناحية أخرى نظن أنه مقدمة للانفصال والتخلي عن جماعة الإخوان، ولو ظاهريا، وهو فعل يظل لدينا، كما فعلها الأول، برجماتيا، نجد في داخلنا الكثير من الشك في تقبله قبولا حسنا، حيث أن التاريخ يؤكد عدم مصداقية هذه الحركات، وإن تمنينا مخلصين، أن يتحلوا بالصدق في القول والعمل.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمصر ...أزمة نقابة الصحفيين تكشف أزمة أعمق
- الجزيرة والقرضاوي ومجازر حلب
- دلالات رفع علم السعودية في ذكرى تحرير سيناء! !
- بالنمسا ..- تيران وصنافير - تركية سورية
- ألا يكفيني عقابا أني لست إسرائيليا!!؟
- احتفالات لا مظاهرات في ذكرى تحرير سيناء
- قُبْلَة .... قصة قصيرة
- فراشة .. قصة قصيرة
- مخطط صهيوني بالنمسا يستدهف وزير الأوقاف المصري
- حق الأكراد أصيل
- أحداث بن قردان التونسية ما بين الرئيس المصري السيسي والقادة ...
- احفظوا ماء وجوهكم ..حل الأزمة السورية يلوح في الأفق
- مع العربية السورية ضد النزق التركي
- في ضرب عكاشة - بالجزمة - رسالة محددة
- ادعاء خرق وقف إطلاق النار في سوريا
- نظرة على خطاب السيسي
- مساحيق تجميل الوجه الأمريكي القبيح
- الرؤية المصرية للأزمة السورية والفصل الأخير
- البلطجة التركية ..آخر أوراق التوت تسقط عن الأرعن أردوجان
- نظرة على التخوف أوربي من المهاجرين واللاجئين


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - -فصل- النهضة التونسية