أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جمال ابو لاشين - ترامب درس فى السياسة














المزيد.....

ترامب درس فى السياسة


جمال ابو لاشين
(Jamal Ahmed Abo Lasheen)


الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 09:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


ترامب درس فى السياسة
بقلم / جمال ابو لاشين
ان إحجام الولايات المتحدة عن استخدام الخيار العسكري في الأزمات الإقليمية بشكل جدى والتركيز على الإجراءات الدبلوماسية (وبعضها إشكالي) فرض تحدياً استراتيجياً على إسرائيل، فتقرير الامن القومي الاسرائيلى لعام 2014 أشار لتراجع صورة القوة الأمريكية وقدرتها على ممارسة نفوذها في المنطقة وأي مكان آخر في العالم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأكد البعض أن ذلك (ضعف حقيقي) ، فيما رأى آخرون بأن الضعف محل النقاش هو بشكل أساسي مسألة "صورة" وأنه في الواقع سلمت الولايات المتحدة بكل بساطة بمحدودية قوتها التي لطالما كانت موجودة، ولكن لأن الصورة مهمة أيضاً نجد الصورة الضعيفة تقوض نفوذ الولايات المتحدة على حلفائها في الشرق الأوسط.
لقد أدى هذا الجدل أن يُسمع من بعض الدوائر في إسرائيل أنها بحاجة للبحث عن حلفاء آخرين للحلول محل الولايات المتحدة كداعم استراتيجي ولكن الاستنتاجات العملية تقول أن ذلك لا أساس له في الواقع إذ لا يوجد قوة دعمت إسرائيل في الساحة الدبلوماسية الدولية على مدار ما يقارب 60 عاماً مضت، أو عارضت على الدوام القرارات المناهضة لإسرائيل في الأمم المتحدة ، ولا منحت إسرائيل أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنوياً على شكل مساعدات عسكرية مثل امريكا، ولا يوجد قرين مماثل لمجموعات الضغط القوية والنافذة والداعمة لإسرائيل خصوصاُ (الإيباك) والولايات المتحدة مدركة جيداً أن الفشل في التعامل مع مشاكل الشرق الأوسط سيكون تدميراً للذات وحلفائها، لذلك ترى إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار كيف تقوي الموقف الأمريكي في الشرق الأوسط حتى لو كلف هذا الأمر الكثير.
وبمجىء ترامب الرئيس الأمريكي الجديد فرض تهديدات وآمال وتوقعات عدة لكل دول العالم التي تنظر للقوة الأمريكية ضمن معيارين ومنهم الدول العربية المعيار الأول بصفتها مدافعة عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان والمعيار الثاني صورة رامبو والفتوة ذات النزعة التدخلية والتي تتعارض مع الأولى وباتت تلك الدول تقيس معاييرها بحجم المشاكل التي تواجهها و رد الفعل الامريكى عليها.
لقد انتقل جدل القيم الذي فجره ترامب لأوروبا التي تابعت حملته بقلق شديد بمجملها استشعرت عداءً في خطابه الانتخابي، وانتقاداته المبكرة للاتحاد الأوروبي، وتحمسه لنتيجة الاستفتاء البريطاني على الخروج منه فامريكا منذ بداية الألفية الجديدة سعت لاستخدام تفوق نفوذها، وقوتها التفاوضية كي تحصل على ما يمكن من الامتيازات القومية من حلفائها، وأصدقائها، وزبائنها، وهذا ما سيتبعه الرئيس ترامب وما ستثبته التطورات اللاحقة من أزمات وتوترات سببها الأساس إذا ما تمعنا فيه سيكون لجوء الأمريكان لتعديل النظام الدولي بشكل يتماشى مع مصالحهم، فإما سيحتوي البعض من خلال الحوار أو سيجابه البعض الآخر كقوة صاعدة، وذلك ما سيدفع السياسة الأمريكية القادمة، وممثل سياستها الرئيس الأمريكي ترامب.
ولن يكون الحل لتلك المعضلة بالتطابق مع الموقف الامريكى فالنتائج التي حصدتها إسرائيل ولا زالت من معارضة اتفاق الأمريكان مع إيران تفوق أي مكاسب ممكن أن تتحصل عليها في علاقتها بالعالم العربي لو وقفت في تطابق مع الموقف الأمريكي، فعدم قبولها الاتفاق أدى لفتح علاقات مع دول الجوار، ومع دول كثيرة سنية ما لم تكن تحلم به يوماً، وأصبح عداؤها المكشوف لإيران نقطة جذب كبيرة لمد جسور العلاقات، والمشاورات مع عدد من الدول العربية، وما كان يجري في الخفاء صار يجري جهراً وعلانية، لا سيما وأنه قد تم فك العلاقة بين تطور الموقف الإسرائيلي مع القضية الفلسطينية، وبين تطور علاقتها مع العرب بحيث أن هذا الفصل أغرى إسرائيل بتهميش القيادة الفلسطينية لصالح البحث عن حلول مع العرب، ليس هذا فحسب، بل أنها تدرك تماماً أن العرب اليوم ليسوا في وارد التقدم على المسار الفلسطيني الإسرائيلي ويفضلون مراوحته في مكانه فالأولويات تغيرت لديهم لأن التحديات المحيطة بهم باتت أكبر وأكثر عنفاً وفي جميع المجالات، وما يسهل على إسرائيل الأمر أن العرب لا يمكنهم استعداء الأمريكان بالنظر لها كقوة عظمى، ونظراً لعدم قدرتهم على فتح جبهات معها، وباتوا يجدون في إسرائيل العدو اللدود قارب الإنقاذ والمعين لهم في اتخاذ قراراتهم فيما يتعلق بتطورات المنطقة.
هذه هي الخطة الإسرائيلية التي أعلنها أفيغدور ليبرمان عندما كان وزيراً لخارجية إسرائيل قبل أن يتولى حقيبة الجيش التي ترتكز على فكرة الخروج بتسوية سياسية تعتمد على ترتيبات إقليمية مع تهميش السلطة الوطنية الفلسطينية.
وليسهل تنفيذها يدير نتنياهو الصراع راغباً في كسب الاعتراف بإسرائيل دون اتهامها بالاحتلال، ولا يرى اشكالاً ببقاء الانقسام والتعامل مع غزة تحت حكم حماس ضعيفة ، وأنه لن تكون لديه مشكلة في نشوء تقسيم وظيفي ثابت في غزة، بناء على معادلة السلطة في الأطراف أي (المعابر) وحماس في الوسط كسلطة في غزة وهذا يتضمن إبقاء الوضع القائم بأقل الخسائر السياسية والأمنية لإسرائيل، لذلك على السياسة الفلسطينية عموماً أن تكسر هذا المخطط بالمصالحة، وأن تتحمل إسرائيل لوحدها تبعات الأفق السياسي الإقليمي الذي يتحدثون عنه، وأن يتم كسر معادلة الأطراف، والمركز في العلاقات الفلسطينية في غزة تحديداً .
ترامب يهدد ويتوعد إيران وإسرائيل يخرج نتنياهو رئيس وزرائها ليغازل الإيرانيين فى خطاب متلفز للمرة الأولى ، وكأنه يقول لهم انا هنا منقذكم ومخلصكم وسبيلكم لدخول البوابة الأمريكية ، وحتى يبقى كل الخيوط بيديه يوجه حديثه للشعب الايرانى ، هذا النوع التكاملى فى تحقيق الأهداف الأمريكية الإسرائيلية أثبتت نفسها لسنوات ، وكسبت اسرائيل من خلاها العديد من العلاقات والتحالفات ، وهو درس على العرب والفلسطينيين تعلمه .
هذا هو نوع الحكم الجديد الذي من المقرر أن يهز العالم، ولا يمكن لأحد حتى الآن أن يدعى أنه صديق لأمريكا، أو أن الرئيس ترامب في جيبه.



#جمال_ابو_لاشين (هاشتاغ)       Jamal_Ahmed_Abo_Lasheen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر والسعودية أمل الامة
- الأطماع الصهيونية في الضفة الغربية الأراضي المصنفة (ج)
- النكبة: مقولات وحقائق وأرقام في الذكرى 68 للنكبة
- خريف الغضب الفلسطيني
- الهبة الفلسطينية ووسائل الصمود الفلسطينى
- وعد بلفور والدور البريطانى
- الانتفاضة الجماهيريه والمقاومة الشعبية
- فى الذكرى ال 67 للنكبة.. العدوان على قطاع غزة 2014 واعادة ان ...
- العراق اقتتال طائفي أم صراع دولي
- الأسرى والسلام المفقود
- إسرائيل وحكومة الوفاق الوطني
- منظمة التحرير الفلسطينية نصف قرن من الشرعية
- المخيمات الفلسطينية في سوريا والذكرى 66 لنكبة فلسطين
- عيد العمال .. والثورات العربية
- حَلْ السلطة الوطنية الفلسطينية .. البدايات والنهايات
- الأرض والمقاومة الشعبية00 وكي الوعي الإسرائيلي
- الشعب الاسرائيلى و معركة الحرب والسلام
- عيد المرأة العالمي ووعي المرأة
- الأغوار الفلسطينية والحل الأمني
- إسرائيل اليهودية ... تكسب الأعداء


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جمال ابو لاشين - ترامب درس فى السياسة