أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال ابو لاشين - خريف الغضب الفلسطيني














المزيد.....

خريف الغضب الفلسطيني


جمال ابو لاشين
(Jamal Ahmed Abo Lasheen)


الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 10:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



هذا العنوان استوحاه البروفيسور الإسرائيلي (يورام ميتال) رئيس مركز حاييم هيرتصوغ لدراسات الشرق الأوسط في وصف الحالة الفلسطينية، وخريف الغضب عنوان لكتاب أصدره الكاتب الصحفي (محمد حسنين هيكل) في وصف سيرة السادات وصعوده للرئاسة والأسباب التي أدت لاغتياله.
كتب يورام ميتال قبل أيام يقول "الإسرائيليون يتجاهلون أسباب التصعيد، ويعتبرون أن القوة وحدها ستوقف خريف الغضب الفلسطيني" .
فأسباب التصعيد الذي تشهده الأراضي المحتلة كما يراها البروفيسور الإسرائيلي ليست مقتصرة على اقتحامات الأقصى فحسب لأن تلك هي الشرارة التي أشعلت الأحداث، إنما ما يحدث تعبير عن يأس حقيقي من احتلال جاثم على الأراضي الفلسطينية رأى سكانها ان كل محاولات الخلاص منه باءت بالفشل، ولا يبدو في الأُفق أمل قريب بأي إنجاز على الأرض.
هذا الوصف للحالة الفلسطينية يبدو مقارباً جداً للواقع الفلسطيني، وأصاب في تشخيصه على عكس العديد من الكتاب الإسرائيليين المتعامين عن رؤية واقع الأحداث التي تجري في الأراضي المحتلة.
(فيعقوب عميدرور) كتب في صحيفة إسرائيل اليوم في 28 نوفمبر يقول "لا يوجد على ما يبدو سبيل لمنع الإرهاب الذي ينفذه أفراد يقرون في الصباح قتل يهود في الظهيرة، وحتى دوافعهم لم تعد واضحة في معظم الحالات وأكثر من أي شيء آخر يدور الحديث عن أجواء (بمثابة موضة فلسطيينة لأعمال القتل) ".
كيف لكاتب أن يرى حقيقة ما يجري بهذا التشخيص؟ وكأنه يقول أن الفلسطيني ليس سوى ماكينة للقتل فكثير على الكاتب أن يعترف بإنسانية من يقاوم الاحتلال، فالشهداء أكثرهم ولدوا في ظل عملية السلام، وكبروا وهم يراقبون وينتظرون نتائجها ولأن إسرائيل تلاعبت بالفلسطينيين وزادت من الاستيطان والحوجز، وانتهكت المقدسات، وأحرقت الفلسطينيين أحياء، ودمرت القطاع في ثلاثة حروب أدرك الفلسطيني أن لا جدوى من سلام مزعوم، ولم يعد يقبل بالحياة القاسية التي يعايشها يومياً وبكم الذل والمهانة التي يتعرض لها شعبه، ولم تعد لغة السياسي تقنعه، وهو يرى هذا القتل اليومي لأبنائه فحرر نفسه من كل القيود، ومضى ليعيد الاعتبار لنفسه وقضيته وهذا كان نتيجة الاستهتار الإسرائيلي بعملية سلام حاولت على الدوام إطالة أمدها وكأنها ستقف على جيل هو الآن قارب الخمسين أو الستين من عمره وربما أكثر.
أما الكاتب الإسرائيلي (ناحوم برنياع) فقد كان أقل هجوماً على الفلسطينيين فقد كتب في صحيفة يديعوت أحرنوت أواخر نوفمبر يقول: "القاسم المشترك لدى جميع منفذي العمليات هو اليأس، فاليأس يحيط بالجميع، إسرائيل، والسلطة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن، وجميع التنظيمات".
هو يتحدث هنا واضعاً الضحية والجلاد على نفس المستوى، و رغم مجانبته الصواب إلا أنه كما الآخرين لا يتحمل مسئولية احتلاله ولا يطرح حلاً سوى البكائيات التي لم تعد تجدي.
في استطلاع لمعهد (مدغاميم) و(القدس للعدالة ) حول تفشي العنصرية والكراهية بين الإسرئايليين أظهرت النتائج التالي:
أ. نسبة 75% من المشاركين عنصريين.
ب. نسبة 33% يكرهون اليهود المتدينين (الحريديم) واليساريين والعرب.
جـ. الحريديم وهم (خمس الإسرائيليين) يكره 78% منهم المتدينين الليبراليين، و54% يكرهون العرب، و48% منهم يرفضون العلاج عند طبيب عربي.
نتائج الاستطلاع صادمة، وتظهر إسرائيل كدولة موبوءة يصعب فيها التنفس بسبب الأجواء المسمومة والمشحونة بالكراهية، وفقدان التسامح .
لذلك في تلك الهبة الشعبية لا تزال إسرائيل تشغل نفسها بكيفية لجمها بالعنف الذي لا ترى سواه لكسر شوكة الفلسطينيين دون أي بادرة سياسية حقيقية، وهذه حقيقة الإرهاب والعنصرية الإسرائيلية ، وهو مادفع الصحفى جدعون ليفى فى محاضرة له فى واشنطن منذ ايام بوصف السلوك الاسرائيلى فيما يتعلق بانتهاك حقوق الانسان والقانون الدولى كشخص مدمن للمخدرات يثنى عليك ان ساعدته على الحصول على الجرعات ويتصرف كمجنون ان اخبرته انه بحاجة لدخول مصحة للتعافى .
أما الفلسطينيون فلا يزالوا في حراك، ولم يحسموا أمرهم بعد فيما يخص تلك الهبة الجماهيرية، قد يكون هناك أسباب موضوعية إقليمية ودولية خلف ذلك، أوذاتية كالانقسام وما حمله من مناكفات ، أو خبرات سابقة جعلت من درجة الهبة بمستواها الحالي دون الوصول للحافة .
ورغم هذا كله ستبقى تلك الهبة فى ضوء المتغيرات الدولية الموجودة خيار لا بد منه لوقف التغول الإسرائيلي الذي يرى في الوضع الإقليمي والدولي نافذة فرص للمزيد من تمييع حل الدولتين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدير الدراسات بمركز عبدالله الحورانى للدراسات والتوثيق



#جمال_ابو_لاشين (هاشتاغ)       Jamal_Ahmed_Abo_Lasheen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهبة الفلسطينية ووسائل الصمود الفلسطينى
- وعد بلفور والدور البريطانى
- الانتفاضة الجماهيريه والمقاومة الشعبية
- فى الذكرى ال 67 للنكبة.. العدوان على قطاع غزة 2014 واعادة ان ...
- العراق اقتتال طائفي أم صراع دولي
- الأسرى والسلام المفقود
- إسرائيل وحكومة الوفاق الوطني
- منظمة التحرير الفلسطينية نصف قرن من الشرعية
- المخيمات الفلسطينية في سوريا والذكرى 66 لنكبة فلسطين
- عيد العمال .. والثورات العربية
- حَلْ السلطة الوطنية الفلسطينية .. البدايات والنهايات
- الأرض والمقاومة الشعبية00 وكي الوعي الإسرائيلي
- الشعب الاسرائيلى و معركة الحرب والسلام
- عيد المرأة العالمي ووعي المرأة
- الأغوار الفلسطينية والحل الأمني
- إسرائيل اليهودية ... تكسب الأعداء
- العلاقة الأردنية الفلسطينية .. بين الوصاية والسيادة
- غزة تغرق ورواتب موظفيها
- عبد الله الحوراني ذاكرة الانقسام .. والحرب على غزة
- انتفاضة الأقصى والمفاوضات


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال ابو لاشين - خريف الغضب الفلسطيني