أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال ابو لاشين - العراق اقتتال طائفي أم صراع دولي















المزيد.....

العراق اقتتال طائفي أم صراع دولي


جمال ابو لاشين
(Jamal Ahmed Abo Lasheen)


الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق اقتتال طائفي أم صراع دولي

بقلم / جمال أبو لاشين

في الصورة الصغيرة لما يدور في العراق يبدو ظاهرا للعيان أن هناك اصطفاف طائفي ( سني – شيعي ) خصوصا وأن تحالف العشائر ومن معها من داعش , وقيادات بعثية تتمدد غرب العراق , وشمالها حيث الأكثرية السنية مع قليل من التركمان .
وما يوضح الصورة أكثر ما يطرحه الإعلام من أسباب قادت لهذا الاصطفاف ومنها :

1. انتزاع رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) كل المناصب من القادة السنة , والتضييق عليهم لدرجة فرار نائب الرئيس السابق طارق الهاشمي من البلاد .
2. انقسام البرلمان العراقي حول منح المالكي صلاحية إعلان الطوارئ نظرا لشكهم في كيفية استغلاله تلك السلطة , خصوصا وأنه استغل من قبل قانون ( الإرهاب ) للتخلص من معارضيه السياسيين , وقانون ( المساءلة والعدالة ) الذي حل مكان قانون ( اجتثاث البعث ) في مطاردة وتهميش سياسيين بارزين من السنة .
3. تعامل المالكي مع الاحتجاجات السلمية التي بدأت في الرمادى , وتوجب بالسيطرة على الفلوجة باعتبارها إرهابا وعدم سعيه للوحدة الوطنية في العرق خصوصا وأن ائتلافه فاز بشكل هزيل في انتخابات 17 . 4 .2014 مما يفسره البعض مؤامرة من رئيس الوزراء يفرض من خلالها حالة طوارئ تحمي مسمى ( الإرهاب ) سعيا للفوز بولاية ثالثة في العرق .
4. تشكل مجالس عسكرية مكونة من قوات العشائر وعدد من أفراد الجيش العراقي السابق وبقايا جماعات المقاومة العراقية اثر تفجر الأوضاع في الأنبار والفلوجة والرمادى وعدم التوصل لحل سياسي يرضي جميع الأطراف ويحافظ على وحدة العراق .

مع هذه الانتفاضة السنية التي أشعلها نور المالكي يبدو من الجهة المقابلة أن مخرجه من تقهقر قوات النظام بات في يد المراجع الشيعية التي دعت للتطوع في القتال خصوصا التيار الصدري الذي جابت قواته المد ججة بالسلاح مدينة الصدر شرقي بغداد في استعراضات للقوة العسكرية , وهذا تكرر في مدن أخرى كالنجف , والبصرة والكوت , كما دعا مقتدي الصدر لتشكيل وحدات أمنية بالتنسيق مع الحكومة العراقية تحت اسم ( سرايا الإسلام ) .
ولتعزيز الطائفية أكثر تعرض المرجعيات الشيعية أسبابها لهذا الاصطفاف دفاعا عن المراقد والمزارات الشيعية المهددة .
في الوقت نفسه تبرز ( داعش ) دونا عن باقي مكونات الجماعات المسلحة لطبيعتها السنية وارتباطاتها فكريا بالقاعدة , حيث يخاطب المالكي الإعلام العالمي بأن ثمة إرهاب في العراق وجب محاربته .هذا هو الوضع الداخلي في العراق في صورته المصغرة ينذر بحرب أهلية في العراق ذات طبيعة دينية طائفية .
أما في الصورة الأوسع فقد تلاقت ثلاثة مؤثرات دولية معا , وكان الأمريكان وإيران , وإسرائيل , وسوريا والفلسطينيين ينتظرون نتائج تلك المؤثرات والتي حصرها ( ميزان الأمن القومي الإسرائيلي ) تحت مسمى تحديات العام 2014 بالتالي :
1. الاتفاق المؤقت 5+1 الذي وقعته إيران والقوى الكبرى في جنيف في 11 / 2013 كخطوة أولى نحو حل المسألة النووية وحلول نتائجه مطلع صيف العام 2014.
2. تفكيك الأسلحة الكيماوية السورية والمقرر إتمامها صيف 2014 بالتزامن مع عملية محتملة لانجاز تسوية ما بين الأطراف المتحاربة في الحرب الأهلية
3. فترة التسعة شهور المخصصة للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والتي تنتهي في أواخر ابريل / 2014 .
الملفت للنظر هنا أن هناك انهيار في المفاوضات وتصعيد إسرائيلي غير مسبوق بحق الفلسطينيين تزامن مع انتهاء تفكيك الأسلحة الكيماوية في سوريا , وتفجر الأوضاع في العراق ما بين سنة وشيعة أدى لتعاون أمريكي إيراني في ضبط الأوضاع في العراق وهي التي تستعد لاستكمال جولتها الثانية في الحوار حول برنامجها النووي أي الفترة التي يجب عليها فيها أن تحبس الأنفاس في انتظار الإقرار بالتزامها بالاتفاق على صفقة معقولة ترضى الأمريكان وإسرائيل , وهو ما سيرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران .
فالوضع الملتهب في العراق في نفس التوقيت خصوصا وأن قوات النظام لم تقاتل بل تنسحب باستمرار وتترك مساحات للقوات من عشائر وخلافه للتمدد يقودنا إلى آمرين :
1. إضعاف قوة المهاجمين من خلال تبعثرهم جغرافيا على مساحات واسعة
2. تعزيز التدخل الإيراني في العراق خصوصا وأن رئيس الوزراء المالكي مقبول جدا في إيران ولدى الأمريكان .
مما يعزز فرضية أن ما يحدث لا يعدو كونه زوبعة في فنجان الهدف منه غض الطرف مرحليا عن المشروع النووي الإيراني , خصوصا وأن الإعلام بمجمله يركز على داعش كقوة مسيطرة هذا إذا ما أضفنا السيطرة على الحدود مع سوريا والاقتراب من الأردن إلى جانب التحكم في بيجي أكبر مصافي النفط في العراق والتي تنتج نصف حاجة البلاد من المشتقات النفطية البالغة 600 ألف برميل يوميا , الأمر الذي سيتحرك من أجله الأمريكان وهو ما حدث فعلا .
وقد تزامن هذا مع انتهاء سوريا من تسليم مخزونها الكيماوي مما يعني بداية أنها لن تهدد جارتها إسرائيل , وعلى الأقل باتت مقلمة الأظافر , وهنا قد نجد أن هذه نقطة تحسب أيضا لايران لدى الأمريكان , في نفس الوقت تخفف الضغط على سوريا بحيث ينتقل جزء من داعش إلى شرق العراق , وهو ما يعني حلحلة في الوضع السوري قد يحمل في طياته اتفاق قادم .

أما على الساحة الفلسطينية فانهيار المفاوضات وما تبعها من اتهام دولي لإسرائيل بانهيارها كان متوقعا لدى الطرف الاسرائيلى لذلك مع أولى خطوات المصالحة تفجرت الأوضاع في وجه الفلسطينيين وجاء ت قضية اختطاف الثلاثة مستوطنين لتدخل إسرائيل في حالة من التشنج ظاهرها البحث عن المخطوفين الثلاثة ولكن حقيقتها هو حلحلة التضامن الدولي مع الفلسطينيين ، وكسر حدة المقاطعة الدولية لإسرائيل خصوصا في موضوع الاستيطان ، والتي أولى أدواتها أن تبتعد أمريكا عن القضية الفلسطينية في تلك المرحلة وهو ما نلمسه في الأيام الأخيرة مع دراستها لخيارات منها الانسحاب من طرف واحد أو مواصلة المفاوضات مع توسيع الدائرة بانضمام حركة حماس للعملية التفاوضية حتى ولو كشريك صامت .
لذا باتت الساحة العراقية ليست فقط تصعيدا للحالة الطائفية التي يؤججها المالكي بل تدور بموجبها صراعات دولية وعربية ، لذا على الشعب العراقي بكل طوائفه التصدي لحالة الاستقطاب الطائفي والعودة للوحدة الوطنية سبيلا للحل ومن أجل عراق واحد وموحد .



#جمال_ابو_لاشين (هاشتاغ)       Jamal_Ahmed_Abo_Lasheen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسرى والسلام المفقود
- إسرائيل وحكومة الوفاق الوطني
- منظمة التحرير الفلسطينية نصف قرن من الشرعية
- المخيمات الفلسطينية في سوريا والذكرى 66 لنكبة فلسطين
- عيد العمال .. والثورات العربية
- حَلْ السلطة الوطنية الفلسطينية .. البدايات والنهايات
- الأرض والمقاومة الشعبية00 وكي الوعي الإسرائيلي
- الشعب الاسرائيلى و معركة الحرب والسلام
- عيد المرأة العالمي ووعي المرأة
- الأغوار الفلسطينية والحل الأمني
- إسرائيل اليهودية ... تكسب الأعداء
- العلاقة الأردنية الفلسطينية .. بين الوصاية والسيادة
- غزة تغرق ورواتب موظفيها
- عبد الله الحوراني ذاكرة الانقسام .. والحرب على غزة
- انتفاضة الأقصى والمفاوضات
- مخطط برافر... بين صمود أهالي النقب وخفايا أمن إسرائيل
- سنة أولى إخوان
- التسوية السياسية ...الطريق المسدود
- نكسة حزيران...التحول الكبير
- نكسة حزيران ... التحول الكبير


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال ابو لاشين - العراق اقتتال طائفي أم صراع دولي