رابح عبد القادر فطيمي
كاتب وشاعر
(Rabah Fatimi)
الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 15:00
المحور:
الصحافة والاعلام
لو فتحت الأبواب لشعب سوريا للهجرة ،لما بقي أحدا في البلاد ،ليس بسبب الحرب الجارية هناك ،الحرب سبب ومبرر سبقته عدة أسباب خلقت قبل الأزمة جعلت من سوريا بيئة طاردة الأبنائها ،وقد عرف السوري هجرة الى ليبيا ،ودول مجاورة مثل لا ردن ولبنان ودول الخليج للعمل كون أنّ الوطن لم يستطع أن يوفر للمواطن أدنى احتياجاته في العيش الكريم .فكان أول مايفكر فيه المواطن الهجرة وهكذا بنيت الطبقة الوسطى في البلاد مما وفرته في بلاد المهجر ،وبقيت الطبقة الغير المهاجرة تعيش تحت خط الفقر بمبلغ 8000 ليرة سوري وهو مبلغ زهيد جدا أي أنه لا يتجاوز 125 دولار .وبخاصة أنّ السوري كان محروم من نقابة تدافع عنه وتدعو لتحسين أوضاعه وتحرضه لضغط على الحكومة لتراجع عن قراراتها كما نشاهده في بعض البلدان المجاورة والتي كسبت هامش من الحرية ،كون ذلك يدرج في مفهوم السلطة معادات لدولة ولذلك حرم المواطن في العقود لاربع الماضية حق لا ضراب والتظاهر وكان رضيا مما تقدمه السلطة هذا التزاوج القصري الغريب العجيب ،دفع السوري دائما ال التفيكر بالهجرة لما تدر عليه من فائدة لمستقبله حين العودة الى الوطن. وهذه الهجرة الجارفة ليست وليدة فراغ فهي حلم قديم راود السوري عقود وحين وتته الفرصة لم يتوانى حتى المغامرة بأبنائه واليس بالقليل الذي دفع بأبنائه الى جوف البحر وليس آخرهم تراجيديا الطفل السوري ايلان كردي.،ولا السوري أسامة عبد المحسن الذي تعدت عليه المصورة الهنغارية وهي تركله على مؤخرته’.وتته الفرصة لاخراجه من العشوائيات المقرفة ،والاحوال المادية المهترئة ،والحياة السياسية الخانقة التي عكرت المزاج السوري وخلقت جيل معقد مغلق على نفسه .لا أرى أنّ السوري وحده مسئول مما حدث له في السنوات الأخير لكنه يتحمل حتما جزء من المسئولية في تضيع نفسه وبلاده والركض نحو الهجرة ولم الشمل هي الثقافة الجديدة التي دخلت المفردات السوري.يتحمل المواطن جزء من المسئولية بسكوته طيلة العقود الماضية وترك الدولة تسير بمزاج فرد الى أن فقد تدريجيا حق المواطن ،أو صفة المواطن وذهبت سوريا بعيد في منطق العبثية بعيدة عن المراقبة وأطلق العنان للفرد يتصرف كيفما شاء ,وحين حاول السوري استرجاع حقه في المواطنة وجد أنّ الوقت قد فات .
#رابح_عبد_القادر_فطيمي (هاشتاغ)
Rabah_Fatimi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟