أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رابح عبد القادر فطيمي - خربشات سورية /1














المزيد.....

خربشات سورية /1


رابح عبد القادر فطيمي
كاتب وشاعر

(Rabah Fatimi)


الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 17:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


الحلقة لأضعف في كل ما يجري على أرضه هو بتأكيد المواطن السوري ، لأضعف في سلسلة الصراع الدموي الجاري منذ مارس 2010 هذا المواطن المعزول في أعالي مدينة الرستن والحولة بمدينة حمص وجبل الزاوية بإدلب وجاسم والشيخ مسكين بدرعا والزبداني والغوطة بريف دمشق بالإضافة الى الميادين والبو كمال في دير الزور والحكسة القامشلي شمال شرقي سوريا مناطق اذا ما نظرنا اليها بعين الناقد فهي مناطق مهمشة اقتصاديا وثقافيا كثر فيها الفقر والأمية المواطن في تلك المدن نشأ على الالتزام بإيحاءات السلطة والخضوع لشعارتها تحول التوجه العام ضمن أطر مرسومة ومحددة فتحولت الشعارات تدريجيا الى طابوهات يصعب حتى على الكثير من المسؤولين تجاوزها فكيف بالمواطن البسيط. قبل أن تُكْتْبْ تلك الشعارات التي تحولت الى دستور موازي يحمل أقوال (الزعيم )في السياسية والثقافة وحتى في الحرية والديمقراطية والدين والرياضة ،تحول هذا الزعيم ابن الفلاح الحامل الشهادة العامة والمتخرج من الكلية العسكرية برتبة ظابط فجأة الى فيلسوف . وتلك الشعارات والتي تعد بالمئات تكتب وترسم بالبند العريض على سائر جدران البلاد ومؤسساتها التعليمية ،والمهنية ، كان قد شربها المواطن بروحه ونشأ عليها منذ نشأته الأولى ومن بداية تعليمه لأول تلقاها فتحولت الى جزء من شخصه تفجرت في عروقه ككرموسوم وراثي .أنت إذاً في واقع دراماتيكي تراجيدي ،كابوس يهدد فكرك وروحك ،لا تفارقك صورة "الزعيم ،تغلغلت في روحك في فكرك وَلَّدَتْ بكل ارهاصاتها مشاعر متضاربة من الحذر الخوف الحب ولكره الانتقام الصمت ،الحزن ، الكل عَبَّرَ علنها بطريقته الا أنّ التعبير البارز هو الصمت ،والحذر لا تتحدث أكثر من حاجتك خوف أن تفلت بكلمة "هيك ولا هيك" مقولة "طالع نازل في الحكي لها معاني كثيرة " صورة الزعيم تلاحقك فيي كل زاوية في مكتبك ، متجرك أو حتى في مركبك وهي ترمز الى دلالة ذات أهمية الولاء . معنى أن تكون سجين طول الوقت في عملك و بيتك وفي الشارع في أفراحك وأتراحك مدامك تراقب كلماتك فأنت فعلا سجين صحيح أنّ الشعب تعود على تلك الحياة وغرق في اللحظة وقايض الحرية بتلك الشعارات .الاّ أن الفطرة السليمة تحافظ على نقائها وفي لحظة من الزمن تزودك بما لم تزودك به عقود زمنية .هل ربما هذه اللحظة هي التي فجرت الوضع بعد أربعة عقود.من التهميش والغاء المواطن ومصادرة فكره ورأيه وقتل روحه وطموحه ،والتجريف الثقافي والسياسي وحتى الديني ومعاداة كل مثقف وسياسي ومعاقبته نفسيا وماديا وتخوينه والتحريض عليه وتشويهه صورته كالخيانة والعمالة للجهات لأجنبية ،الاّ أنّ هؤلاء الأشخاص ذوي التعليم العالي والذين تميزوا بشجاعتهم في مقارعة الدكتاتورية والموت الأدبي والمعنوي هم قلّة ومفصولين عن المواطن وتلك النخبة كانت لا تزال في مرحلة الاحتشام لم يتعرف عليها المواطن بعد فهي في مرحلة متأخرة وفي بداية الإستنكار وليس الهجوم و البركة العفنة من الفساد والظلم والتهميش ومصادرة الدولة ،بالإضافة عمل النظام على تشويههم وسجنهم واستبدالهم بأشباه مثقفين وفنانين لخدمة مشروعه التضليلي وتزيف وعي المواطن ..ونجح ولذلك فرض سيطرته كل هذه المدة من كل لاضطرابات السياسية.طيلة لأربعون سنة لم يستطع السوري المثقف والمعارض السياسي أن يفرض على النظام تأسيس حزب سياسي أوصحيفة أو قناة تلفزيونية أو حتى دورية أسبوعية أو شهرية حتى تُوصِلْ وجهة نظره لرأي العام الداخلي والخارجي،محاولة واحدة طيلة لأربعون سنة الماضية في تجربة تأسيس صحيفة الدومري في عام الالفين على يد الفنان التشكيلي علي فرزات التجربة لم تتجاوز شهر وسارع النظام الى توقيفها .بمعنى آخر العمل السياسي والثقافي كان معدومين .الكل مرتبط بحزب البعث وحزب البعث بدوره مرتبط بجهات اعلى والجهات الأعلى مرتبطة بجهات اعلى الى الحلقة الأخيرة والأضيق وهي المتحكمة في البلاد ،النشاط الوحيد المسموح به ربما انشاء جمعيات للإسترزاق والتأيد لما يقوم به النظام من (انجازات ) وبخاصة (المقاومة ).أما وان تخرج من هذا الإطار فانت ملعون وسيلعنك المجتمع وتتحول الى معزول ويقوم عليك لأزلام في كل وسائل لإعلام فانت الصائل ،والخائن والمرتد العميل لأمريكا واسرائيل.كان من الضروري في ضل تلك الأوضاع .يتبع






#رابح_عبد_القادر_فطيمي (هاشتاغ)       Rabah_Fatimi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فالنبدأ أو نزول
- الصمت الغير مبرر
- ترشيد لإنفاق بعد شد لأحزمة
- الطنجرة البخارية إنفجرت
- حين نفتخر بخيانتنا
- خطاب بشار استمرار لنهج القديم
- إفلاس المعارضة السورية
- الجزائر وضرورة الطفرة
- الحصاد المر ونضج المواطن الجزائري
- الدولة المدنية حلم هل يتحقق؟
- إيران من حركة حماس الى الحوثي الهدف واحد لا للمصالحة
- بين الثكلى والنائحة سوريا الى أين؟
- دمشق أقوى من مصطفى بدر الدين
- أقول ثور يقولي احلبوه فقط في سوريا
- الدولة أم لإرهاب؟
- لإرهاب أم الديمقراطية؟
- ستة سنوات من الحرب كافية ان تعلم السوري
- بين النكبة الفلسطينية والنكبة السورية
- الجزائر والمستقبل لأفضل
- سورية قصة قديمة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رابح عبد القادر فطيمي - خربشات سورية /1