سورية قصة قديمة

رابح عبد القادر فطيمي
كاتب وشاعر
(Rabah Fatimi)

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 23:07
المحور: الصحافة والاعلام
    

من اليوم لاول من شهر مارس 2011 لم يخفي النظام في سوريا أنه لا يتوارى عن استعمال كل وسائل العنف لإنقاذ حكمه الذي ورثه عن ابيه 10 حزيران 2000. وانظام السوري قام على العنف ،ولم يحمي نفسه طيلة 50 سنة الماضية الا بالعنف واحداث الثمنينيات شاهد على المجازر التي ارتكبها النظام .وبشار لاسد وان لم يمارس مسؤولية سياسية قبل وفاة والده ،الا انه يحمل جينيات لأب في احتقار الآخرين وازدرائهم واشعارهم بدونية وتهديدهم ,وعند قدومه للحكم عبر انقلاب على الدستور استعمل ذات السياسة سياسة الترغيب والترهيب تماما من ليس معي فهو ضدي ،ولذلك لم يتخلف الكثير من المثقفين والفنانين والكتاب والصحفيين ورجال الدين من حجز مكان لهم في قطار الدكتور الذي ضاعف العطية وأغدق فيها وكلما تقتربت أكثر علا قدرك ،وتضاعف في تلك السنوات العشر المثقفين الجدد والفنانين الجدد ولأغنياء الجدد وتشبح المجتمع ولم يبقى مكان لرجال .وتمنى الكثير في تلك لأيام الحمراء حكم لأب الذي كان منسجما مع ذاته والمعترف بدكتاتوريته وعلى انه حاكم دكتاتوري ومن اراد غير ذلك فليبحث له عن مكان آخر .الا ان نظام لابن المنفصم الذي يدعي الديمقراطية أمام الكميرات والمحافل الدولية ،وهو الدكتاتوري في الغرف المغلقة ،فذهب به الحال الى عزل كل الدكتاتورين العقلاء ان جاز التسمية ،واستبدلهم بدكتاتورين أغبياء مرضى لا يؤمنون بالإنسان ولا حتى حقه في الحياة ،وذهب به الحال الى عزل كل رجال مما يسمى الحرس القديم ،واستقدام رجال جدد ،والا ماذا نسمي عزل غازي كنعان واستبداله برستم غزالة الرجل الذي لا يحسن الا قمع واقتلاع مخالفيه ولامثلة كثيرة في كل القطاعات الثقافية والسياسية ولاقتصادية وآل مخلوف ليس ببعيد الذي لم يسمع بهم الشعب الا بعد قدوم بشار.فما يحدث في سوريا هو نتيجة طبيعية لمرحلة تعطلت فيها المؤسسات واختزلت في أشخاص ومعهم منتفعين مستفيدين صامتين .غاب العقلاء فارتهنت سوريا وتحولت الى كعكة الكل يريد ان ياخذ نصيبه على حساب الدولة على حساب الشعب على حساب لأخلاق على حساب لأعراف..والجرائم التي حدثت عبر القطر السوري خلال الخمس سنوات الماضية مهي ال حلقة متواصلة من العنف تتكرر في مكان آخر اذا لم يسارع أصحاب النخوة الذين وعدوا الشعب بإنقاذه

#رابح_عبد_القادر_فطيمي (هاشتاغ)       Rabah_Fatimi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل