أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض محمد سعيد - الانتظار .. الزمن الصعب















المزيد.....

الانتظار .. الزمن الصعب


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 23:02
المحور: كتابات ساخرة
    


العراق و شعب العراق اصبحنا في زمن الانتظار ، لا يوجد خطط لأنقاذ العراق .. لا ثروات لا ميزانية لا واردات لا انتاج محلي لا زراعة لا خدمات ، ولم يغب عن ذاكرتنا بعد التهديد الذي وجَّهه جيمس بيكر، وزير الخارجية الأميركي في عهد بوش الأب لطارق عزيز وزير الخارجية العراقي في العام 1990، قائلاً: (سنعيد العراق إلى عصر ما قبل الصناعة). وما وعد به بوش الأب فقد ترجمه بوش الإبن إلى واقع. ونحن نستذكر ذلك، ونراقب ما يجري الآن، لنجد أن المؤثر الخارجي الذي يقوم بتوجيه ألاحداث في العراق اخذ يعيد العراق تدريجيا الى مرحلة البداوة ، التي كان حينها يحمل البائس العربي ابن هذه الارض ، يحمل متاعه وأرزاقه وعائلته من مكان إلى آخر، ينصب فيها خيامه بعيداً عن خطر القبائل الأخرى وبحثا عن الامان . وهل مشاهد المهجرين العراقيين اليوم تختلف عن ذلك الحال او حال الفلسطيني والليبي والسوري إنها نسخة طبق الأصل عن حالات البداوة مع بعض التمييز بالشكل والمكان.
اصبح وعد وتهديد جيمس بيكر واقعا ونقل العراق الى زمن ما قبل الصناعة ، وامتدت اثاره بما يسمى الربيع العربي الى اغلب دول المنطقة (لبنان ، سوريا ، ليبيا ، تونس). والكارثة اننا ليس لدينا ما ينقذ العراق ، لا خطط ولا كوادر ولا خبرات بشرية ولا حلول منطقية ، دمرو البنى التحتية والموارد المالية والبشرية ، ولا خطوات مادية للاصلاح بعد خراب النفوس والاخلاق ، فقدنا الامل ولا حتى بالشعوذات او الخواتم السحرية او المارد في الفانوس السحري الذي يخرج من القمقم كما يقول الفيلسوف الازعر ليحقق لنا المعجزات .. نحن في زمن الانتظار الذي غابت فيه المباديء والمثل واصبح كل ما يدعو الى القومية و الوطنية جريمة .. نحن في زمن الانتظار مسلوبي الارادة وبلا قدرة على المواجهة. اصبحت قوة الشعب على اهله فقط وليس في مواجهة الاجرام و العدوان ، واصبح القتل على المذهب والهوية بأمر و بيد عصابات الفاسدين ، لقد قتلو في النفوس معنى الشهامة و الفروسية ، ماتت النفس الابية بالتجويع والضلم واصبحنا في زمن فوضى الحرية .. انه زمن الانتظار الذي يقتل فيه الرجال ، انه زمن جفت فيه الرجولة و الشجاعة و الشرف .. وللاسف هذا الوطن مقسوم له ان ينهش بيد اهله .. وها هو العراق يقف على حافة الهاوية.
دعواتنا الى الله ان لا يسقط العراق السقوط الكبير الذي لا نهضه له الا بمعجزات الهية , لقد فقد العراق ركائزه الاساسية وفقد قوته عندما فقد:
1- السيادة الوطنية ، وكلنا نعلم من يقود العراق الان .
2- اللحمة الوطنية ووحدة الوطن والارض بعد ان لونوا اراضيه ومحافظاته بالوان مذهبية دينية وما هي بدينية.
3- فقد العراق الثروة فبعد ان فقد السيادة فقد الارض التي هي جزء منا ومن كياننا ووجودنا وشرفنا في ارضنا وعرضنا ، باع اهل العراق الفاسدون الارض في خور عبدالله وغلقو منفذنا البحري الى العالم . باعو ثروات الوطن المكنوزة وهي في باطن الارض لسنوات طويلة قادمة.
4- فقد العراق اهله ، فبعد ان فقد العراقيون السيادة فقدو بعدها الامن والمواطنة والاخلاص للوطن والشعور بالمسؤلية نتيجة الخوف والقلق والجوع ، ثم فقدو الارض نزوحا او هجرة ، وبهذا فقد الوطن اهله ، واتجه الشباب نحو الكسب باي طريقة حتى لوكانت غير شرعية . فقد العراق الشباب و هم عمود البناء للمستقبل فقد اصبحت تطلعاتهم وعيونهم نحو المكاسب الشخصية والانانية والهجرة ، وبفقدان الشباب فالوطن يفقد قوته وهيبته و يسقط وينهار.
ركائزالعراق ضعفت .. وكأنه يسير بقدميه نحو حتفه ومع الاسف نهايته ستكون بيد اهله ، وهذا هو ديدن العداء و العدوان وهدفهم الخبيث في ان ينخر العراق من الداخل ، وما يزيدنا ألما ان الشباب والقيادات واغلب مكونات النظام والحكومة والدولة في العراق والذين هم محرك الحياة في الوطن ، منشغلين في الفساد بانانيتهم وغارقين حتى اذنيهم لا يسمعون صراخ الاستنجاد من اخوانهم من ابناء جلدتهم ، فقدو السمع وفقدو الاحساس والشعور بالمسؤلية و المواطنة .. فبعد ان كان العراقي يقف بواعز داخلي امام العلم العراقي ليستمع وهو يؤدي التحية الى الشعار الجمهوري الوطني وقد اغرورقت عيناه بالدموع حبا وفخرا بالوطن . نجده اليوم في عالم اخر لا يفقه معنى المواطنة وعيونهم متجهة نحو المكاسب السريعة بالنهب والسرقة ويسعون للهجرة والبحث عن متع الحياة.
رحم الله الشاعر المصري سيد حجاب عندما نظم قصيدته بالشعر الحلبنتيشي في المشعلقات على غرار المعلقات في الشعر الجاهلي وقد سميت بالحلبنتيشي بسبب الشعر الممزوج العامية والفصحى وبين الجد والهزل السياسي ، وقد قال سيد حجاب في القصيدة وصف مطابق لما نعيشه اليوم في العراق قبل ان تعيشه مصر وهي قصيدة مناقضة لقصيدة شوقي المعروفة سلو قلبي غداة سلى وتابا لعل على الجمال له عتابا وفيما يلي بعض ابيات قصيدة الشاعر سيد حجاب (مع موائمة عراقية) :
سلو قلبي وقولو لي الجوابا
لماذا حالنا اضحى هبابا
لقد زاد الفساد وساد فينا
فلم ينفع بوليس او نيابا
وكنا خير خلق الله صرنا
في ذيل القائمة وفي غاية الخيابا
قفلنا الباب احبطنا الشباب
فادمن او تطرف او تغابى
ارى جناتنا اضحت خرابا
وارى احلامنا طارت سرابا
وصرنا نعبد الدولار حتى نقول له
انت ماما وانت بابا
وملياراتنا هربت سويسرا
ونشحذ بالمعممين وبالخواجات الذيابا
زمان يطحن الناس الغلابا
ويحيى اللص محترما مهابا
فكن لصا اذا او عش حمارا
وكل مش اذن او كل كبابا
ودس على الناس او تنداسا
حتى تصير لنعل جزمتهم ترابا
هذه ليست الدنيا انها غابة
وقد ابدع سيد حجاب في هذه القصيدة وكانت كلماته تصف واقع الحال العراقي والمصري والعربي . ومع هذا فقد قال السلف السابق ونحن ايضا نقول في دواخلنا ونعلم علم اليقين ان الدنيا لو خليت قلبت و نقول نعم ان بذرات الخير موجودة في الشعب العراقي لكن الطوفان اقوى وقد اغرق كل شيء ، ليس لنا الا الانتظار واملنا في الشباب ان يعي لحال الوطن وينهض ليقطع جذور الفساد ويشعل نور الامل . ولا نعلم بعدها ما تخبئه لنا الاقدار . ليس بيدنا بعد ضعفنا الا ان نسأل الله ان يغمض عيوننا قبل ان نرى سقوط وطننا العزيز. ونقول للتاريخ ونعترف و نقولها بصدق وألم وحزن ، ان حال العراق وشعبه اليوم هو نتاج حصاد ما زرعه الاولون ، وما حاكه الفاسدون ، وما كمن به لنا الحاقدون . ولا حول ولا قوة الا بالله.



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شر البلية ما يضحك
- الاسلام السياسي
- ثلاث حبات ذرة
- رؤيا واقعية ... كين اوكييف
- من صنع الحضارة ؟
- بين القدوة و الانقياد
- توافق الأزمة
- افراح وقحة
- وللشجاعة فنون
- الجوكر ولعبة السياسة
- نحن و فارك
- إسلامهم
- الاسلام و المسلمين
- الحمار على التل
- الحمار و التل
- اليوم والزمن الاخر
- يا ريت
- صبرا على المنايا
- العرب والحضارة اليوم
- هل نريد الحياة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض محمد سعيد - الانتظار .. الزمن الصعب