الجالية.. والسفير..

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1429 - 2006 / 1 / 13 - 09:42
المحور: كتابات ساخرة
    

بعد أن نشرت صحيفة استرالية تصريحات للسفير العراقي في استراليا، دعى فيها ألله أن يرشد الحكومة الإسترالية وإستخباراتها للقضاء على أنصار القائد الإرهابي الزرقاوي المنتشرين في سيدني وعموم استراليا...
سألني صديق عمل إيراني...
- هل حقا ً لديكم سفيرا ً عراقيا ً هنا..؟
فأجبت..
- نعم ولدينا قنصل وموظفين وبناية سفارة كذلك !!.
فصمت الإيراني وحاول الحديث مع الأخرين بشأن ٍ آخر..

لكني أرغمته على سماع ما أردت ُ قوله..
فإضطرب الرجل..وبدأ يحاول التملص تارة واخرى الإعتذار...
وقال جازعا ً..
-:أخي لقد تصورت إن العراقيين ليس لديهم سفارة يراجعون فيها إمورهم الرسمية والشخصية مثل السفر والورث والزواج وكذلك الإستيراد والتصدير،فكلما ذهبت الى سفارة الجمهورية الإسلامية في كانبيرا (سفارتنا )..!!،وجدت نفسي الإيراني الوحيد بين جموع العراقيين هناك..وأغلبهم يتكلمون الفارسية مثلي..
وقبل أن أجيبه..
تسائل الرجل..
- هؤلاء أليس من جاليتك العراقية ( your community ).....!!!

أخذت ُ نفسا ً عميقا ً مع حزمة شتائم تَوجهتْ سرا ً لأجدادي وأمهاتهم...


وقلتُ محشوا ً بهزيمة داخلية ولكن بتفوق كاذب..
- نعم صديقي..لكننا في استراليا لدينا أربعة جاليات مختلفة تماما ً ولا تلتقي إجتماعيا مع بعضها البعض إلا ما ندرّ...بعضها يلتقي مع بعض على إسم العراق..وبعضها لا يلتقي على الإطلاق..وبعضها تحب إيران والعراق معا ً.. لكن في الحقيقة لا لقاء..هنا بين كل الجاليات....

فبادرني بالسؤال صديق عمل أخر من جنوب أفريقيا أصلا ً..:- لكنك قلت لديك سفيرا ًواحدا ً...
وجوابي كان : لأننا أصلا ً من بلد ٍ واحد ٍ..أي جغرافية واحدة..
- وما أنتم الأن..


- نحن..،أين..،هنا أم هناك....
- هنا..في سيدني


فكان جوابي: هنا،نحن أكثر من أربعة جاليات،كلدوأشورية،كردية،مندائية،شيعية وقليل من السنّة والتركمان..
فبادرني الإيراني الصامت..وسفيركم من أية جالية....؟
فأجبته بعصبية
- سفيرنا عراقي...!!

وسأل اخر وأنت من أية جالية..
فكان جوابي الأخير الحزين...المضحك..

- لقد وجدوني في الحفرة مع صدّام..

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل