أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - واصف شنون - الجنوب الشهيد..ونسائه














المزيد.....

الجنوب الشهيد..ونسائه


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 11:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم أتجاوز السادسة ....حتى شاهدت أول جثة لقتيل جيء بها من حرب بارزان وبارزان هي تسمية للمرحوم مصطفى البارزاني كانت الأمهات الجنوبيات يطلقنها عليه أثناء حروبه مع الدولة المركزية العربية في العراق
في ذلك الحين كان لايطلق على الجنود الذين يموتون في الحروب الحكومية المزمنة على الأكراد صفة شهداء ،بل موتى في خدمة الواجب والعلم ،وكما هو معروف فإن غالبية جنود وضباط الصف في الجيش العراقي البائد هم من جنوب العراق ،من أولاد الريف ذي الطين والقصب الذين تحرمهم الدولة من التعليم وفرص العمل استمرارا ً منها في النهج العثماني السابق ثم العروبي اللاحق،وحين هدأ ت ماكنة القتل المصوبة تجاه الشمال في أوائل السبعينيات وأواسطها ،توجهت الأدارة الحكومية العراقية الى داخل العراق لتفترس أول ما تفترس النخبة من المنافسين في الحكم والسلطة ثم أبناء الجنوب من مواطنيها الضعفاء ...،فصرنا نسمع بالشيوعي الخائن وحزب الدعوة العميل ،ثم بدأ مسلسل القتل والدمار والتخريب والشهداء في الحروب المتلاحقة مع شرق البلاد و جنوبه ،وحتى اللحظة ...بعد الكشف عن مقابر لنساء واطفال ورجال ...جميعهم من وسط وجنوب العراق .
من الملفت إن العرب أطلقوا إسم بلاد السواد على جنوب العراق ...لكثرة نخيله وبساتينه حسب مايقوله التأريخ ،
ولم يطلقوا تلك التسمية على نسائه المجللات بالسواد ،السواد يجلل الجنوب ونسائه ليس بسبب المذهب الشيعي اللاطم المقهور فقط،بل لأن الجنوب ونسائه و رجالهن أزواج وأباء وأشقاء وأبناء ومنذ دهور هم حطب الدولة العراقية وحكوماتها وأحزابها وتياراتها السياسية ...،الجنوبيات يدفعن بالمشاحيف في عمق الهور لصيد سمكة أو طائر لسد لسد رمق الأطفال الجياع،والحكومة تُيبس المياه وترسل الطائرات لقصفهن وحرق الطبيعة معهن ،لأن رجالهن رفضوا أن يكونوا (شهداء )فأصبحوا عملاء وخونة لايستحقون المياه والثياب والسمك والبط البري .
ولايستطيع جنوبي واحد أن يعلن محبته لأبيه أكثر من ذوبانه الشديد مع إمه ذات الملابس السوداء إن كان شابا ً يافعا ً أو كهلا ً تتقدم به الأعوام ، وبغض النظر إن كانت الأم عالية التعليم أو قليلته ،فالجنوبية العراقية تتقدم على نساء الأرض في الوفاء والصبر والصمود .
وما يجري في العراق الأن هو إظهار بائس للمرأة الجنوبية ،كونها تتدثر بالسواد الديني المزيف ،أو كونها أم أو إبنة أو زوجة لشهيد مسلوبة الإرادة تستعطي الهبات من الحكومة ومؤسساتها لتربية الصغار، والشروط هي إطاعة الدين والقيام بواجباته الشرعية،أي السبات داخل المنازل والعزلة وعدم الإحتكاك بغرائب الدنيا وسوق العمل ،فالجنوبيات الحاصلات على شهادات علمية قبل عشرين عاما ً يفوق عددهن بنسب محزنة وتثير الاستنكار لنسبهن الأن .
ما يمثل نساء الجنوب في برلمان العراق الحالي ،هن نسوة (شهداء )مسلوبات الإرادة بأحزاب ذويهن الرجال ،فسوادهن لا يشبه سواد الجنوب ،وكلامهن لايشبه كلام أمهاتنا الجنوبيات ،كما إن ليس بواحدة منهن ترتقي لكي تقلد شيرين أبادي ....



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق.. وصناعة العقل
- ا ستراليا أولا ً...استراليا للجميع
- قطر والعراق وصدّام
- ثقافة محنّطة ...صدّام والقرآن
- البعثي الصغير تأسيس ثقافة الوشاية
- ثقافة دينية قومية ...قتل فقراء الشيعة
- قسوة.. ودشاديش ..وزبالة
- الشوعيّة ....في محاربة الصدّامية
- مسّلمًُون ..وألين جونز ...
- مَوْهبة الخادمْ ...في تجارة نشر الغسيل ..
- كذبة ٌ إسمُّها..العراق الحديث..
- عن النَذ ْل أو مايشبهه
- العقلية العراقية ...مابين الملازم أول نجيب وصورة مي ّ أكرم
- الشيوعي الطيب ..والبعثي الحليف
- ديمقراطية العمامّة ....في دولة جنوب العراق
- صدّام.....أو العراقي في قفص
- بروفسور غربي ..ومحاكمة صدّام
- يموت العراق ويحيا نحن ....إلى الشاعرين سعدي يوسف وكمال سبتي ...
- هل إنتقاد إيران حرام أم حلاّل .. النبي ومسيّلمة... ؟
- العراقي ..ثقافتان ..الخارج والداخل


المزيد.....




- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - واصف شنون - الجنوب الشهيد..ونسائه