أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - واصف شنون - العراق.. وصناعة العقل














المزيد.....

العراق.. وصناعة العقل


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1404 - 2005 / 12 / 19 - 09:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لايمكن تصور بابا الفاتيكان،أي بابا كان، مهما جهد َ المتخيلون،وهو يدعو الشعب الاميركي لإنتخاب جورج بوش الأبن أو روبرت كيندي أو ريتشارد نيكسون،أو يظهر البابا لينصح الإيطاليين بإنتخاب الأحزاب الفاشية أو الدينية المتطرفة المؤيدة لسلطاته البابوبية أو يعلن تأييده لحكومات المافيا...
والفشل في تخيل البابا المسيحي وهو متلبس بتلك اللقطات الخيالية، يأتي من قداسة موقعه كقائد إنساني أعلى، قائد ديني لمليار من البشر الأتباع، وإنحداره الى مواقع السياسين يحوله الى وليمة لشتائم من هبّ َ ودب َّ، وعندئذ يخسر القداسة والاعتدال الإنساني وكذلك عموميته كرمز للعدالة والإنصاف والحق ووسيط لإبطال الفتن الدموية...
الإمام الشيعي الكوني السيد علي السيستاني، الذي يُصدر تعليماته وإرشاداته الأبوية الدينية من خلال إبنه وتلامذته ووكلائه الكثيرين، تدخل، ليحث الناس على الإنتخاب، وليساهم في فض ّ نزاعات أوشكت أن تبيح دماء الألاف من البشر العراقيين، الأمر الذي زاد من قدسيته وإعتداله ومعرفته بمصلحة الناس العامة...
لكنه وحسب إبنه ووكلائه النصف أميّين برز كمؤيد غير مباشر لقائمة إنتخابية كبرى، ونتيجة لذلك نرى من تجرأ على قدسيته وإعتداله، فالتحدي السياسي لايعترف بالسيستاني على إنه رجل دين متقشف ومعتدل وغير منحاز، لا يتاجر، ولا يسمح بالمتاجرة به....
وما حدث َ إن السيد السيستاني والمحيطين به أصبحوا عقبة، ليس أمام الأميركان والإرهاب والفساد الحكومي العشائري، بل عقبة في تأسيس ديمقراطية شرق أوسطية عربية لاتلتزم الدين والقومية كسلاح في إسكات صوت المواطن العادي الذي يطالب بتوفير الأمن والعمل والماء والكهرباء....
ظهر َ أحد العراقيين من كبار السن وأجاب على السؤال المباشر..
لماذا أنت تنتخب؟
فأجاب العجوز بكل براءة :- إنه واجب ديني...، فالعجوز العراقي يبحث عن الجنّة في أواخر أيامه..قبل أن يتوفاه الباري عزّ وجل ّ..، ولو ألقينا في أذني ّ ذلك الشيخ العجوز سؤال متمرد :- لكن الديمقراطية..لاتنسجم تماما ً مع الدين...الإسلامي على الخصوص...،
فسوف يُجيب الجدّ العجوز :- إذن طز ّ بالديمقراطية....
ومن خلال متابعة تعريفات المرشحين العراقيين لأنفسهم على إحدى الفضائيات..، كرر أحدهم عبارة ( إنشاء ألله )خلال الثلاث دقائق الممنوحة أليه حوالي إثنتي عشر مرة، وكأن ألله (رمز الجلالة الإلهية )هو الذي سوف ينتخب ويعمل ويحقق الرفاه الموعود للمواطن العراقي الذي يعيش واقعا ً تافها ً ومريرا ً..
في الحملات الإنتخابية العراقية لبعض القوائم الكبرى، شاهدنا بكل أسف.. متوقع، سقوط المواطنة..الوطنية العراقية برمّتها، قائمة تُحذر من إنتخاب قائمة لأن صاحبها هو رديف صدّام وشركاء القائمة تلك هم جميعا ً من الملحدين الذين لاذمّة لهم ولا أخلاق،بينما الأخرى تقول هؤلاء جاؤوا من إيران..إبتعدوا عن الفرس المجوس،
فسوف لن تكسبوا سوى معاهد اللّطم والزناجيل..،وقائمة أخرى هي إنفصالية وتنوي الشر ّ بكم وبالعراق...
إن دوامة الشرّ العراقية تتلخص بترسخ الفكر والسلوك الشمولي لدى النخبّ وعموم الأحزاب القديمة والجديدة، وكذلك الأحزاب والتيارات الدينية التي تتبنى شمولية الرأي الواحد بطبيعتها،كون الدين الواحد والمذهب الواحد هو أساسها الفكري والمنهجي في النظر إلى إطر صور الحياة المتنوعة،والأمر معروف للكرد،فلديهم أهدافهم القومية المعلنة والمشروعة كأمة مختلفة عن العرب وباقي العراقيين...
يزدهر في العراق الحالمون الشعراء...(بدر السياب )
ويقلّ ُ فيه الواقعيون العلماء...( على الوردي )
ويصرُّ فيه الناس على التخلّف، كما قال (الجواهري )
والعائلة العراقية هي عائلة ديكتاتورية..كما ( ناظم مالح )...



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ا ستراليا أولا ً...استراليا للجميع
- قطر والعراق وصدّام
- ثقافة محنّطة ...صدّام والقرآن
- البعثي الصغير تأسيس ثقافة الوشاية
- ثقافة دينية قومية ...قتل فقراء الشيعة
- قسوة.. ودشاديش ..وزبالة
- الشوعيّة ....في محاربة الصدّامية
- مسّلمًُون ..وألين جونز ...
- مَوْهبة الخادمْ ...في تجارة نشر الغسيل ..
- كذبة ٌ إسمُّها..العراق الحديث..
- عن النَذ ْل أو مايشبهه
- العقلية العراقية ...مابين الملازم أول نجيب وصورة مي ّ أكرم
- الشيوعي الطيب ..والبعثي الحليف
- ديمقراطية العمامّة ....في دولة جنوب العراق
- صدّام.....أو العراقي في قفص
- بروفسور غربي ..ومحاكمة صدّام
- يموت العراق ويحيا نحن ....إلى الشاعرين سعدي يوسف وكمال سبتي ...
- هل إنتقاد إيران حرام أم حلاّل .. النبي ومسيّلمة... ؟
- العراقي ..ثقافتان ..الخارج والداخل
- في( محو الأميّة ) السياسية العراقية


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - واصف شنون - العراق.. وصناعة العقل