ثقافة دينية قومية ...قتل فقراء الشيعة

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يتوهم الغربيون وخاصة الجناح الأميركي منهم ،بتوصيف تنظيم القاعدة على إنه شبكة إرهابية متكونة من أفراد مسلمين غلبهم التطرف الديني وبالتالي يمكن القضاء عليهم عسكريا ً .

القاعدة هي أيدولوجية إسلامية سلفية ،بنيت على نصوص مقدسة كاملة الوضوح والإشارات إلهية وبشرية على حد سواء ،لذلك نراها وقد إخترقت عقول الدكاترة والدبلوماسيين والفنانين والأطباء والتكنلوجيين ..فيما إستهوت الطلاب والمراهقين والضائعين والعاطلين والمراهقين ..المسلمين ..وخاصة النسخة الأصلية من المسلمين ...العرب ....أصحاب لسان كل المقدسات الإسلامية .

كل أرض يحكمها الإسلام الشعبي أو الرسمي هي مشروع لقاعدة ينطلق منها الجهاد القاتل المخيف ..، الذي لا يميز بين الذباب والبوذيين أو بين أبي الحكم (أبو جهل )المشرك وأي شيعي ...أو سنّي لايطيع العصبيّة .

يقول عبدالناصر بن بركة وهو استرالي من أصل جزائري موقوف الأن بتهم تتعلق بالإعداد لتنفيذ تفجيرات في مدن استراليا الكبرى سيدني وملبورن :-
" المسلم لايتسامح مع غير المسلم ،وعليه واجبا ً إقامة شريعة ألله في أي مكان يعيش فيه ،وبكل الطرق وعلى رأسها الشهادة في سبيل الدين ".
بن بركة لدية سبعة أطفال وزوجة حامل في الطفل الثامن ،وهو يعتاش مع عائلته الكبيرة و منذ 1990 على منحة العاطلين عن العمل الحكومية .

بينما يعترف شاب مسلم استرالي إلى الصحافة ،إنه قام بمنع أخيه الصغير ذي العشرين عاما المولود في استراليا ويعمل كهربائيا ً والمعتقل حاليا بتهمة الارهاب من الذهاب الى العراق لكي يقوم بفعل الشهادة..أي الإنتحار الإسلامي القاعدي ..

يتندر بعض الغربيين بالقول ،للحيوانات طريقة ذبح إسلامية عنيفة تؤذيها،وكذلك أصبح للبشر طريقة إسلامية للموت ولكن أكثر عنفا ً...!!!.

لحد اللحظة ومن خلال إطلاعي على غالبية الفضائيات العربية الرسمية مثلا ً( قناة فلسطين ،ليبيا ،اليمن ،قطر ، أبو ظبي ،سوريا ،السودان ..) أو الإستماع لبعض محطات الراديو الإسلامية العربية التي تبث هنا في استراليا ،أو محاواراتي مع بعض العرب الاستراليين ..،فإنهم جميعا ً لايستطيعون إلصاق نعت الإرهابي أو الظالم أو المجرم أو المشبوه الشاذ ّ بالشخص الذي يدخل الى جامع شيعي فقير (حسينية ) في بلدة نائية وبعد قياسه إحداثيات الوقوف في وسط المصلّين حيث يمكن حين يشاء ألله ويقوم بالشهادة أن يبعث بأكبر عدد منهم إلى الجحيم فيما يتم إستقباله في الجنّة من قبل كل حاشية ألله من الأنبياء والصديقين والصحابة والخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين والعثمانيين والمماليك جميعهم ماعدا أبي تراب ...!!.

وهذا ليس مأخذا ً على جهات عربية إعلامية ،حكومية ،رسمية ،إسلامية أو شخصيات محدّدة ...،فالقومية العربية والتعصب للهوية الإسلامية أصبحا جزئين مكملين وهامّين لأيدولوجية الجهاد القاتل ذي الكراهية العالية لمن غير المسلم أو المسلم المترنح حسب القاعدة الفكرية للشيخ السعودي بن لادن وأعوانه ومموليهم .

تسويغ قتل الشيعي الفقير البائس في العراق بتهمة التعاون مع الأميركان ،يلتقي مع قتل اليهودي البريء....بتهمة الصهيونية ....وقتل المسيحي الذي لم يسمع بصلاح الدين وريتشارد قلب الأسد .. بتهمة الصليبية .....

إنها لثقافة متحدة قوية المنبت والإدعاء ..دينية إسلامية كارهة للدنيا وقومية عربية متعصبة تتنفس أمجاد مضحكة وتأكل وتشرب من النفط والهبات....

بعد يومين من كارثة اميركا في الحادي عشر من أيلول 2001 ،إستمر التلفزيون الاسترالي بعرض الفاجعة وخاصة لحظة إصتدام الطائرة بالمبنى ،وكلما تم عرض ذلك المشهد وشاهده ،زياد الطويل وهو استرالي عربي مسلم ثري ،حتى يقفز وهو يصفق بيديه ،ويصفرّ بفمه ،ويشتّم الناس بأصابعه حسب الطريقة الاسترالية .

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل