أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب حسن محمد - المشهد الشعري السوري7 قصيدة النثر -يستودع الإياب- لعلي سفر














المزيد.....

المشهد الشعري السوري7 قصيدة النثر -يستودع الإياب- لعلي سفر


أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1428 - 2006 / 1 / 12 - 05:22
المحور: الادب والفن
    


ترتكز تجربة الشاعر علي سفر على الذهنية والغرائبية
بشكل تبدو معه النصوص كلوحات تجريدية عصية على التفسير الأولي
فهي مكونة من مجموعة من الوحدات التي تسود فيما بينها علاقات دلالية غامضة،
وتنتفي من لغتها الوظائف المعهودة بحيث يسود المناخ الغرائبي السوريالي الذي لا يوحي بمعنى محدد،
ولا بفكرة قابلة للحصر،يبدو ذلك كله بإرادة وإصرار مسبقين من الشاعر
بدءً من لوحة الغلاف التي اختارها للفنان بسام الخوري بتداخلاتها ورموزها،
وانتهاءً بعناوين النصوص التي تبدو سابحة في ملكوت الإبهام :
وقت الحديد،طراغوذيا،مجاذبات الصدى،أرخبيل الكلام،وجيب البحر..الخ
ويبدو أن الشاعر يراهن على الاختلاف،ولذلك يحاول إيجاد تركيب مختلفة عن الكتابات النثرية الأخرى:
"تعيدين انسحاب البلاغة فلا ينهار الضوء
لامثلث يديك
لا كوابيسك المبكرة
لا القمقم المنذور في عرض المحيط
لا الدمية المدبلجة الملاذ على حواف الحكاية".....ص20
ونلاحظ هنا أن تراكيب مثل:مثلث يديك،دمية مدبلجة الملاذ...
تعد من التراكيب العصية على التلقي،حتى في القراءات الثانية والثالثة،
فيما نجد عبارات أخرى قوامها الانزياح الدلالي وقابلة للتأويل بصيغ متعددة
مثل:انسحاب البلاغة،انهيار الضوء....
ومن أجل ذلك تلهث الجمل في أماكن أخرى لهاثاُ محموماً
وتتواصل سلسلة العبارات الغامضة إلى أعالي التعب،مما يزيد من صعوبة تلقي النص:
"قوس ردع الغواية حب الموالد العجيبة
في غير المواقيت..
انجعال موت مغاير لدهره سهولةَ السرد
ثم خروج الرغبة كبساط مزين بالريح إلى حيث المدن المتاحة
وانفضاض الداكن سراً يلمه التراب في الرحيل
إثر موج أضاع أثر الوصول كانتقاص جملة مغايرة...!!"......ص21
ويسعى الشاعر من خلال كل هذا إلى خصوصية قاموسية تسمح للقارئ بتمييز نصوصه عما سواها من نصوص شعراء جيله،
كما تسعى النصوص هنا إلى استفزاز القارئ بكل ما تختزنه من غموض،
ولكن دون أن توصد الباب أمام أمل صغير باستعادة معنى ما:
"بين"جيرون" وانحناءة التفصيل
نزول طرح غامض..
صور طرقات ينحسر فيها العمر
ممارسة الصوت آلامه مخافة سماح القبور بالإياب
هنا: تتقلب قمامة الوقت
لوثةً أخرى
تشاؤها الأحجيات"............ص47
مجموعة"يستودع الإياب" تمثل قمة النهج السوريالي عند الشاعر علي سفر،
لكن هذا لا ينطبق بشكل تام على مجموعته الأخيرة"اصطياد الجملة الضالة"
والتي خفت فيها نبرة اللغة الغرائبية إلى درجة لافتة،
دون أن يضيع أثر الخصوصية التي جاهد الشاعر في مجموعاته الأربع لبنائها بالشكل الذي يرتئيه خياله الشعري.
ـــــــــــــــــــــــــ
الكتاب:يستودع الإياب
شعر علي سفر
دار الشموس دمشق 2001



#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الشعري السوري6 قصيدة النثر مجاز غوتنبرغ لمحمد عفيف ا ...
- قبل البلاد
- المشهد الشعري السوري5 قصيدة النثر -رتوش ما بعد العاصفة-لمحمد ...
- المشهد الشعري السوري 4 قصيدة النثر ..أينما ذهبت لطه خليل
- المشهد الشعري السوري3 قصيدة النثر عويل رسول الممالك لإبراهي ...
- قديس العتبات
- المشهد الشعري السوري2 مجموعات نثرية..سيرة بئر لمحمد المطرود
- غسان تويني..معادلة الرجولة الخارقة
- الإرهاب وشعبولا ونظرية المؤامرة
- الإرهاب ونظرية المؤامرة
- هم أخوتي
- من مدونات الأبكم
- كيف تصبح بوقاً
- المشهد الشعري السوري 1
- دمعة مالحة كالفناء
- في الطريق إلى خيانة ناصعة
- عاهل السديم
- الديمقراطية كلمة لا محل لها من الإعراب
- الأنفال جريمة بلا عقاب
- قل ما تريد


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب حسن محمد - المشهد الشعري السوري7 قصيدة النثر -يستودع الإياب- لعلي سفر