أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية














المزيد.....

النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1427 - 2006 / 1 / 11 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1-الاحزاب القومية

في اللغات الغربية تستعمل لفظة " ناشينال " للقوم او الوطن أو الشعب ،" وناشينالتي "أي القومية أو الوطنية أو الشعبية ، فإذا طلب من عراقي أن يبين في إستمارة ما عن قوميته في حقل القومية ، يكتب عراقي ولا يكتب عربي أو كردي أو كلداني أو تركماني ، وهكذا بالنسبة الى المصري والسوري والاردني ، أي المقصود أنه من رعايا الدولة الفلانية ، ويحمل الجواز العراقي أو المصري أو الاردني ، لا ، الجواز العربي أو الكردي أو القبطي ..ألخ لماذا ؟ لأن ليس هناك دولة عربية أو كردية أو قبطية حاليا على الاقل ،.كأن يُسأل من رعايا أية دولة هو ولا يُسأل من أي عنصر هو !

وكذلك نقول يحمل الجواز الامريكي ، ويكتب أمام حقل القومية في الاستمارة : الولايات المتحدة الامريكية أو أمريكي بالرغم أن في الولايات المتحدة مئات العناصر القومية وليس العشرات ، ولكنهم كلهم تجمعهم دولة واحدة وكذلك في العراق أو الاردن و مصر .ولهذا من الخطأ أن نقول العراق العربي أو الاردن العربي أو مصر العربية .

و لا يقصد بهذا صهر القوميات أو إلغائها ، بل بالعكس جمعها في شعب واحد، ، وأنهم خاضعين لقانون واحد ويعيشون في حدود سياسية واحدة ، وبمعنى أوضح انهم متساوون في الحقوق والواجبات ، كشعب واحد ، فمثلا في الدول الديمقراطية الغربية كبريطانيا وفرنسا والسويد
فإن أي حزب قومي معناه أنه حريص أو غيور على دولته وشعبه ، أي كل الشعب وكل الدولة وليس لعنصر من الشعب أو لجزء منه ، وحتى هذا النوع من الاحزاب قد تلاشت ، لماذا ؟ لأن المفروض في كل مواطن أن يكون مخلصا وغيورا على وطنه، إذا لماذا هذه المزايدة على الوطنية ؟؟ هذا التعليل داخل البلد ، أما خارج ذلك البلد ، فإن الحزب القومي الانكليزي معناه عند الفرنسيين أن هذا الحزب القومي ، حزب متعال، أي يعتبر الشعب الانكليزي أرفع وأرقى من غيره من الشعوب ، وبمعنى أنه مغرور بقوميته الانكليزية وليس بتطوره مثلا، وهذه الاحزاب القومية أي الغيورة أو ( الفاشية ) ،حيث أن معنى الفاشستي هو الغيور ، أصبحت مرفوضة في الدول الديمقراطية ، لأنها هي التي أدت الى نشوب الحروب القومية بين الدول الاوروبية ، وظهرت جليا في الحزب النازي الالماني أي القومي الالماني والفاشي الايطالي أي الحزب الوطني الغيور .

هذا في المحيط الدولي فكيف إذا تشكلت هذه الاحزاب داخل وطن واحد أوبلد واحد وتمثل عنصرا من عناصر الشعب الواحد ؟، معناه أن ذ لك العنصر أو تلك الفئة تتعالى على بقية عناصر أو فئات الشعب ، وهذا ما لمسناه في الاحزاب القومية العربية ، وآخرها حزب البعث العربي ، وفعلا طبق بل عمل على تفضيل عنصرا من الشعب وهم العرب على غيرهم من مكوناته الاخرى، ثم تركزت الافضلية الى حزب واحد ثم الى شخص واحد ، وهذا طريق كل الاحزاب العنصرية المتطرفة المستندة على العنصر القومي ، لا الى نشاط إقتصادي أو إجتماعي ، كحزب العمال أو حزب المحافظين أو حزب الفلاحين أو حزب النساء ، أي كل العمال وكل المحافظين وكل الفلاحين وكل النساء ، لا يميز بين عامل كردي أو عربي أو تركماني ، وكذلك بالنسبة للفلاحين والنساء .إن هذه الاحزاب تخدم أو تدافع عن كل فرد في المجتمع لكل الفئات ،
فمثلا الحزب الشيوعي العراقي ، كان يمثل مصالح الطبقة العاملة العراقية إضافة الى مصالح كل الكسبة ، دون أن يخصص الفئة التي ينتمي اليها العمال ، إذا كانوا عمال عرب أو كرد أو تركمان أو كلدان ،أو عاملات . في الوقت الذي رأينا حزب البعث العراقي وكذلك القوميين ، عندما يقدمون طلبا أو عريضة بمطالبهم ، يقولون " نحن العمال العرب في الشركة الفلانية .. أو نحن العمال العرب في العراق" وهكذا ، وعرفنا فيما بعد ماذا كانوا يقصدون بهذا عندما إستولوا على الحكم .

كيف ولماذا تشكل الاحزاب القومية:؟
تشكل الاحزاب القومية لسببين أو غرضين ، إما للدفاع عن النفس إذا شعرت أحدى القوميات أو الفئات من الشعب أنها مهمشة أو مظلومة في بلد تشكل فئة قليلة فيه ، وأن هناك تمييزا واضحا وتفرقة مقصودة ، الامر الذي يشعرها بنوع من الاهانة والذل ، كما كان العرب وغير العرب في الامبراطورية العثمانية حيث حاولت الاخيرة تتريك العرب وبقية الفئات غير التركية ومحاربة لغاتهم، كما هو الحال الآن مع الاكراد في تركيا وسوريا وايران ، ففي هذه الحالة من حق بل من واجب تلك الفئة من الشعب أن تطالب بمساواتها مع الكل أو تمتعها بحكم ذاتي إذا كانت تجمعهم أرض واحدة عن طريق تشكيل حزب قومي يسعى الى الحصول على حقوقهم .
أما إذا إستقلت هذه الفئة أو القومية عن الدولة الام وكانت تشكل الاكثرية بالنسبة الى فئات أخرى داخلها ، وإستمرت في حزبها القومي ، فليس يدل ذلك إلا أن هذه الاحزاب تريد سلوك نفس الطريق الذي سلكته الامبراطورية التي إنسلخت منها ، وهذا ما جرى فعلا في العراق ولايزال يجري في كثير من الدول العربية مثل مصر سابقا وسوريا حاليا والسعودية وغيرهم إما بصورة خفية او مكشوفة ، فالانسان غير العربي يعتبر المواطن من الدرجة الثانية ، تلميحا أو تصريحا .وبالتالي تتحول هذه الاحزاب الى أحزاب عدوانية تسلطية إستعلائية ، بعد أن كانت أحزاب قومية تحررية.
كما تشكلت أحزاب قومية كردية تحررية عندما شعر الاكراد بأنهم مهمشين من قبل القومية الكبيرة في العراق أي العرب ، ونرجو ألا يسلكوا نفس سلوك القوميين العرب بعد على حصلوا أو أصبحوا ، أي الاكراد ، في دست الحكم ، تجاه الفئات الاخرى في كردستان العراق .

أما إذا كان البلد يسوده نظام ديمقراطي ، تتساوى فيه جميع فئات الشعب أي عناصره ، في الحقوق والواجبات كبيرها وصغيرها فليس هناك من موجب أن تُشكل أحزاب قومية ، وإذا حاول أحدهم فلم يجد له من مؤدين ، لأن الحزب القومي يطالب عادة مساواة قومه أو فئته بالغير ، فإذا كانت هناك مساواة ، أي حكم ديمقراطي فلم يكن هناك مبررا لتلك الاحزاب القومية .

[يتبع ]



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساومات السياسية ...مساومات على الصمت المتبادل..‍‍
- المساومات السياسية ...خروج على الديمقراطية
- لنتعلم منهم كيف يطبقون الديمقراطية..!!
- الكيانات السياسية ... وتشكيل الحكومة الجديدة
- الاحلام في زمن صدّام...كلام في المنام
- !!يقسمون.ويعرفون....ثم ويحرفون
- وفروا الارزاق..قبل توزيع الاوراق..!!
- الصحافة في الزمن الصعب... حوار مع نكره
- هذه - الروبوتات- البشرية كيف نفككها ..!
- كسر الحاجز الصعب..!
- بين ..بيل غيتس.. والجعفري..!!
- الى عمرو موسى ومساعديه..الشبكة ممزقة والطُعم فاسد !!!..
- لولا النار والشيطان.. لما إحتل الجعفري هذا المكان..!!
- الى السيدالرئيس ..مام جلال ،..ثمّ إغسل يديك مثل ما فعل -بيلا ...
- !! لنا ..الدنيا ولكم الآخرة
- قصيدة :أطفال العراق في العيد
- قصيدة: شعب العراق إنهض!!
- [2].....الدستور الشريعة
- الدستور..والشريعة
- قصيدة - أسفي على عراقِ


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية