أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - الدين والفكر الديني 3














المزيد.....

الدين والفكر الديني 3


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين والفكر الديني ( 3 )
وأعتقد أن عدم تفريقنا بين الدين والفكر الديني أفضى بنا إلى القضايا والأزمات التالية:
1- هذا الكم الهائل من الفتاوى والكتب الدينية التي ورثناها ليست كلها على سوية واحدة، لذلك صار الانتقاء من التراث حسب حاجة الشخص وغرضه، أكان غرضا مبرأ أو غرضا خبيثا، ولو قرأت فقه المذاهب الأربعة للجريري لوجدت مثل هذا الاختلاف في المسألة الواحدة، وحينما يتبنى أحد أو جماعة رأيا ويتبنى أخر الرأي المخالف فهنا يحدث الخلاف لأن كل واحد سيرى رأيه مقدسا لا يجوز الشك به، لأنه يرى في قول الإمام أو الشيخ الذي سمع منه دينا, وبالتالي صار رأي الشيخ الذي يحمله دينا مقدسا.
2- وهذا راجع إلى أن تراثنا لم يتم غربلته وتنقيته من الشواذ, ونفي ما لا يتفق مع العصر لأنه يكون مؤذيا ملطخا لوجه الإسلام، لذلك من الواجب أن نقوم بمراجعة هذا التراث، لأنه فكر ديني وليس دينا، ونقول بجرأة أن هذا خطأٌ يجب إزالته وهذا صواب يجب الأخذ به، إنه مشروع كان يجب أن يتم من قبل قرن أو يزيد.
3- إن عجزنا عن غربلة تراثنا راجع أننا لا نملك رؤية للمستقبل، متفقة مع الوضع الراهن، هذه الرؤية يكون الطريق إليها واضحا بقدر ما تكون هي واضحة، ولكن للآسف فإن شعار ( لا يصلح أمر هذا الدين إلا بما صلح به أوله ) جعلنا نرتد إلى هدف نراه على بعد الف وخمس مائة سنة، لأن تراثنا يتكلم عن تلك الفترة ، ونحن بحاجة لفكر ديني يتكلم عن استشراف للمستقبل ولو لبعد عشر سنوات.
4- إن الحاملين لواء الدفاع عن الإسلام يحملون نزرا يسيرا من حضارتنا، ومن الواضح أنهم لا يدافعون عن الدين إنما يدافعون عن معلومات بسيطة يمتلكونها، ويخشون ضياعها، ويظنون أن الحرص عليها هو الحرص على الدين ذاته.
5- إن عدم تفريقنا بين الدين والفكر الديني جعلنا لا نفرق بين بناء الدولة والحضارة وبين الحفاظ على الدين، فالدين موكول حفظه لله, أما الفكر عامة والفكر الديني هو الذي يبني لنا مجتمعاتنا ودولنا وحضارتنا وإنسانيتنا، ولكننا بسبب عدم تفريقنا بين الدين والفكر الديني، لم نحافظ على نقاء الدين ولم نبن دولا ومجتمعات قوية.
6- إننا لم نتعلم أدب الحوار، نسمع بتأمل لرأي غيرنا، ونتفهم وجهة نظره، ونناقشه مناقشة هادئة، ولكن ما هو حاصل أن نرفع في وجهه من يخالفنا الرأي في موضوع ديني، تُهماً مسبقة الإعداد بأنه كافر أو شيوعي أو علماني أو زنديق أو جاهل أو سفيه، وهذا الدفاع الغوغائي هو سبب تحجر فكرنا، وتخلفنا الذي نعيشه، وناتج عن عدم تفريقنا بين الدين والفكر الديني.
7- إن قولنا (أجمع علماء الأمة...) قول غوغائي لأن ذلك لا يدل على صحة الرأي الذي نستشهد به وصوابه وكذلك( يقول فلان...) ففلان ليس معصوما عن الخطأ، أو (ورد في صحيح البخاري...) فصحيح البخاري ليس قرآنا مقدسا، فالبخاري إنسان وهو ابن عصره، ككل الأئمة والمجتهدين، وكتابه لا يمكن أن يكون مبرَّأً، فإن قواعد الاستشهاد هذه تقود حتما إلى الخطأ، لأننا نستشهد بفكر ديني.
8- إننا الآن نعيش مرحلة اجترار للماضي، الذي تم اجتراره سابقا مرات عديدة ولم يُغنِ شيئا في عصور الانحطاط ، فبناء فكر وحضارة جديدة لا يكون باستحضار الماضي أو الرجوع إليه ، إنما باستيلاد الأفكار والمبادئ الحية الصالحة للإنبات، ويجب أن نعلم أننا لا نبني دينا لأنه مبني أصلا، إننا نبني دولة وحضارة، بحاجة لأفكار جديدة، وأن هذا ليس بالأمر السهل، بحيث يقوم به أصحاب المظهريات الدينية.
9- إن الحركات الدينية التي نبتت بين ظهرانينا لم تكن طبيعية، بل أنشأتها دول ومولت نشاطها، بمعنى أن القائمين عليها موظفون، وليسوا رجال نهضة وإصلاح يحملون فكرا حضاريا وأهدافا واضحة عليا، بل يتسوّلون أفكارا لم يتأكدوا من صحتها ولا ملاءمتها للعصر الحديث، فمزاحمة السعودية لمصر على زعامة العالم العربي والإسلامي، دفعت لنا بالتيارات السلفية، لتواجه التيارات القومية، بالأممية الإسلامية، فراحوا يغرقوننا بحواشي الدين ، على انه لبَّ الدين وجوهره.
10- خلاصة القول أن الدين يجب أن يكون ثابتا، أما الفكر الديني فيجب أن يكون ناميا، وعلاقة الدين بالفكر الديني علاقة الأرومة بالفسائل التي تنمو عليها، وتكون قوة الفسائل وكثرتها دليلا على حيوية الأرومة، وان اجتثاث الضعيف واليابس من هذه الفسائل سيسمح بإنبات غيرها أكثر نضارة.
11- إن هذا الرأي هو الشرط الأول لكل بحث في الثقافة الإسلامية كما هو الشرط الأول في كل بحث يتناول العلوم الإنسانية، إن التسليم بأي علم إنساني بأنه تام, ما هو إلا قطع قمته النامية، والحكم بقتل هذا العلم وإماتته أو اعتباره ميتا.
إن منهجية بحثنا في هذا الكتاب حول الدولة الإسلامية قائم على هذا المنهج الذي يرى كل شيء قابل للمراجعة والمناقشة، وبالتالي بناء أفكار جديدة وتوجه جديد. والفكر الديني



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والفكر الديني ( 2 )
- الدين والفكر الديني ( 1 )
- مفاهيم خاطئة في تلاوة القرآن وقراءته
- تقارب
- سيناريوهات عذاب القبر
- هل أقر الله بالسحر أم نفاه
- هل قوة الدولة من قوة دينها؟
- سكيولوجيا الحروب
- قصة قصيرة - وقفة
- مصطلح الأنتصار( 2 ) تبعات الاعتقاد بان النصر من عند الله
- مصطلح النصر في العقيدة الإسلامية( 1)l
- قصة قصيرة / خذوني معكم
- ذكرى
- ما يمنع احتفال المسلمين بميلاد المسيح
- ملاك الشعر
- هل المعجزة ضرورية للإيمان؟
- من أين نبعت فكرة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم؟
- أين الإعجاز في القرآن الكريم
- رحلة
- الحافلة/ قصة أدب غرائبي


المزيد.....




- عالم دين سني يطالب الأمة بالإستشهاد بطريقة الامام الحسين (ع) ...
- خبيرة دولية: الحوار بين الأديان أصبح أداة لتلميع صورة الأنظم ...
- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا: الجزيرة صوت ال ...
- الاحتلال يبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
- دمشق.. انطلاق مجالس سماع -موطأ الإمام مالك- بالجامع الأموي
- مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية ش ...
- الهباش يدين اقتحام رئيس مجلس النواب الأميركي المسجد الإبراهي ...
- إسرائيل تبعد مفتي القدس والديار الفلسطينية عن المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يصدر قرارا بإبعاد مفتي القدس 6 أشهر عن المسجد الأقص ...
- سلطات الاحتلال تبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى 6 أشهر


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - الدين والفكر الديني 3