أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - عواقب التغيير














المزيد.....

عواقب التغيير


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عواقب التغيير
د. جاسم الصفار
16/01/2017
بضعة ايام تفصلنا عن الاجراءات الرسمية لتنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة الامريكية بعد فوز لم تتوقعه ولم تكن تتمناه النخب السياسية منذ ثمانينات القرن الماضي، وهي نفس الفترة التي تصادف تبوء النخبة المؤدلجة، لمقاليد السلطة في الولايات المتحدة الامريكية. وربما ليس مصادفة ان غريم امريكا في ذلك الوقت، الاتحاد السوفيتي، كان قد بدأ عده العكسي للتخلي عن ايديولوجية السلطة او السلطة العقائدية.
الايديولوجيا في الحالتين هي فكر السلطة وفلسفتها، وان كان الامر مفهوما بالنسبة للاتحاد السوفيتي بفكره البلشفي، فانها بالنسبة لامريكا، الانتصار في الحرب الباردة التي خاضتها مع المنظومة الاشتراكية السوفيتية بكل ابعادها واوجهها والتأسيس لعالم يقاد من قطب واحد بحكومة كونية تنظم كل المعادلات السياسية في صغير الدول وكبيرها، وفي يديها الثواب والعقاب.
وفي الحالتين تأسيس ايديولوجي يبصق على المبادئ التي تأسس عليها، ففي الاتحاد السوفيتي لم يعد هنالك، منذ ولادة الدولة السوفيتية، اي انسجام مع الايديولوجيا الماركسية التي تأسس عليها نظام السوفييتات البلشفي. لا بل تعارض مع تلك الايديولوجيا في مجال حقوق الانسان والحريات الشخصية والبيروقراطية الخانقة. أما عند الطرف الاخر فان الولايات المتحدة الامريكية اسست لنظام يهيمن على العالم ويقمع الحريات الديمقراطية والطموحات الوطنية عند شعوب العالم التي تدور في الفلك الجيوسياسي الامريكي، الذي اتسع ليشمل العالم كله بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
الفترة منذ ثمانينات القرن الماضي كانت واضحة في تأسيسها، ليس فقط لنظام عالمي جديد، بل ولقواعد واخلاقيات ومبادئ كلا الدولتين العظيمتين. روسيا تعود الى نهجها القيصري الوطني البراغماتي وامريكا تخلع بزة الجنتلمان الليبرالي الواقعي وتلبس خوذة العسكر بقناع الليبرالية المتجبرة والمحافظين الجدد.
وبوصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى سدة السلطة في الولايات المتحدة الامريكية يكون، برأي العديد من المحللين السياسيين الروس والغربيين، جزء مهم من قواعد ومبادئ السياسة التي اختطتها امريكا لنفسها منذ اكثر من ربع قرن تناوب على السلطة فيها كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مهدد بالانقراض.
وهذا ما يفسر حالة الهلع التي تمر بها النخب السياسية الامريكية وردات فعلهم الهجومية وغير المستكينة. وما الاجراءات العدائية التي اتخذها اوباما تجاه روسيا الا تعبيرا عن ارادة وهوى تلك النخب في سعي محموم لترسيخ واقع جديد في العلاقات الروسية الامريكية لا يقوى الرئيس المنتخب الجديد على تجاوزه الا بصعوبة. علما بأن الموقف من روسيا يعتبر حجر الزاوية في السياسة الامريكية منذ رونالد ريغن وحتى الرئيس اوباما.
ومن المتوقع ان يبقى موقف النخب السياسية الامريكية من بين الجمهوريين والديمقراطيين، مقاوما للتغيير حتى بعد تنصيب ترامب وسيتركز جهدها في فترة حكم الاخير على محورين، أولهما تخريب العلاقات الروسية الامريكية التي يعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتحسينها، وثانيهما، منع ترامب من تحقيق اي انجازات، في المجال الاقتصادي خاصةُ، ترسخ سياسة جديدة لامريكا تختلف عما اعتادت عليه منذ ثمانينات القرن المنصرم. وليس من المستبعد، لجوء اعداء التغيير، ان تحقق فعلا، الى اساليب اخرى منها سحب الثقة او حتى التصفية الجسدية للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
والتغيير في قواعد ومبادئ الرئيس القادم لامريكا، ليس فقط في سياستها من روسيا، مع اهميتها، الا انها تشمل المنطق والطروحات السياسية من وقائع اخرى في العالم، فترامب هو اول مرشح امريكي للرئاسة ينتقد ،في خطبه الانتخابية، التصرف الامريكي في يوغسلافيا، ويصف "بالعدوان" الذي يصل الى حد الجريمة، ما ارتكبته السياسة الامريكية في العراق وليبيا.
وتجدر الاشارة الى ان الرئيس القادم دونالد ترامب، هو الشخص الاكثر كفائة في مجال الادارة المالية والاقتصادية، كونه من النخبة المالية والاقتصادية الامريكية، ألامر الذي قد يجعل من الانتعاش الاقتصادي الامريكي مسعى رئيسي له، ان تحقق، سيكون ورقته الرابحة الاساسية في وجه منتقديه والمتآمرين عليه من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
واخيرا فاننا امام مرحلة جديدة في تاريخ السياسة الامريكية المعاصرة، يحل فيها ممثلو الاقتصاد والمال المتعاملون مع الواقع الحقيقي للدولة الامريكية، محل السياسيين الايديولوجيين الذين يخططون في عالم افتراضي يتجاوز الواقع ويترسخ على حسابه. ولا شك بأن من عواقب التغييرالامريكي، ان تحقق، تغييرا في السياسة الروسية وسياسات العديد من دول العالم، يكون همها الاساسي الانتعاش الاقتصادي.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوبا بعد فيديل كاسترو
- اشتراطات نجاح التغيير في السياسة الامريكية
- بداية معركة الحسم في حلب
- تكهنات في متغيرات العلاقة الامريكية الاوربية
- الديمقراطية بين جدلية المضمون والاليات
- انتصار للديمقراطية ام الانعطاف نحو الاستبداد
- موضوعتان وافتراض واحد
- الوعي والثورة
- الوعي والثورة (الجزء الثاني)
- دواعي الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا
- دروس ثورة منتصرة
- افكار حوارية في الثورة والتحالفات السياسية
- الخاسرون في حرب النفط
- افكار في موضوع المصالح الوطنية
- حكم الخرافة والبديل المغامر
- قراءة لنتائج زيارة الرئيس الفرنسي الى موسكو
- خيارات الرد الروسي
- ملاحظات في السياسة الاعلامية للمثقفين الوطنيين
- فرضيات تحتاج للتحقق بشأن كارثة الطائرة الروسية
- ملاحظات على هامش ندوة -الثقافة الجديدة- بشأن دور المثقف في ا ...


المزيد.....




- قائد الجيش الإيراني يتوعد أمريكا بـ-رد قوي- بعد ضرباتها على ...
- رسم بياني يوضح تفاصيل عملية -مطرقة منتصف الليل-
- بعد الضربات الأمريكية إسرائيل لا تسعى لـ-حرب استنزاف- مع إير ...
- ترامب يؤكد تدمير المواقع النووية الإيرانية ويجتمع مع فريقه ا ...
- مركز أصفهان لمعالجة اليورانيوم منشأة إيرانية تعرضت لقصف إسرا ...
- عاجل.. الجيش الإسرائيلي: عطلنا القدرة التشغيلة لستة مطارات ع ...
- العربدة الصهيو-امبريالية تتصاعد ولا حلّ إلا في أن تواجهها ال ...
- منظومة الامتحانات عنوان لفشل المنظومة التّربويّة
- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - عواقب التغيير