أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية














المزيد.....

الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 18:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية

نعيم عبد مهلهل

الاثاري صومائيل كريمر الذي عرف عن سومر واثارها مالم يعرفه أحد غيره ، وجد مرة عبارة هي اقدم آهة لحزن البشر وكانت مدونة على لون طين سومري ولشاعر مجهول والعبارة تقول : يوم قُسمت الانصبة على البشر ، كانت حصتي الخيبة والحزن والخذلان .
اتذكر هذه العبارة وانا منذ عام 2003 والى اليوم اجمع تفجيرات الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ، بأحصاء دقيق معتمدا على نشرات الاخبار والجهات الرسمية .
أول انفجارات هذا العام كان بين عمال مسطر الطين والبناء في ساحة الطيران ، فعدت الى الوقائع التي امتلكها بذلك الدفتر الاحصائي فوجدت أن ما قتل من عمال الطين في هذا المكان يساوي 10 اضعاف اسماء الهة وادي الرافدين ، وأن المكان استهدف مسطر العمال في ساحة الطيران وسوق مريدي في مدينة الصدر ومنطقة الكرادة كأكثر المناطق ، ولكن رؤى القساوة في حجمها الجغرافي والطبقي تظهر في ساحة الطيران حيث عمال الطين الذين اتوا من جميع مدن العراق للاسترزاق في هذا المكان ، واضافة انهم الاكثر فقرا بين الامكنة الثلاث ، وقد يكون ضحايا سوق مريدي بذات المستوى من خط الفقر مع عمال مسطر الطين في ساحة الطيران.
ويبدو ان اسم ساحة الطيران أتى متوافقا تماما مع ضحايا الاحزمة والسيارات المفخخة حيث بعد كل انفجار تطير عشرات الاجساد البريئة في الهواء وقد تصل اشلائها الى اسطح العمارات المجاورة فيما ارواح هؤلاء المساكين فأنها ترتدي اجنحة الحمام الابيض وتطير مع دمعتها ونواح الامهات الى السماء العائلية.
في العودة الى العبارة المكتوبة على لوح الطين السومري فأن المقاربة القدرية واضحة في تصور أن من كتب هذه العبارة هو فقير معدم ولأن عمال الطين من اكثر ممن يمتهنون هذا العمل في مدينة أور ، يزداد الاحتمال أن من كتب هذه العبارة اليائسة والمأساوية على اللوح الذي ترجمه لنا كريمر هو من عمال طين.
تداخل رؤوي بين ساحة الطيران وصباح سومري قديم في أور او لكش أو لارسا أو اريدو يضعنا في متخيل التنبؤات التي كانت تسكن البشر لحقيقة الوجود القادم من أن المأساة من خلال ديمومة هذا النصيب ستبقى متلاصقة مع عمال مساطر الطين حتى مع تقدم العلم واجهزة كشف المتفجرات ( السونار ) والجهد الاستخباري والموبايلات الغرامية لرجال الشرطة في السيطرات الامنية .
ربما هناك الواح كثيرة اقتربت في الرؤى مما يحصل الآن ، ومن يقرا في التوراة وما حمله ذهن كهنة بابل سيجد الكثير ممن سيكون لاحقا ، لهذا كلما اتعمق في ذاكرة النقش السومري يتحرر في اعماقي خوف كبير من ان الالهة المتعددة الاسماء والاهواء هي من وضعت نبؤة المصائر بالرغم من انها الهة من حجر ومصنوعة من المخيال البشري ولا تمت بصلة من الخلق الحقيقي الكامن في السماوات العلى :الرب الواحد .
في الاساطير ايضا هناك نبؤات ليومنا هذا ، في قصة الطوفان ، وفي ملحلمة جلجامش . ولكن الاقرب لواقعنا والمتحقق هو تلك المدونات التي تألمت مكسرة بمعاول ارهاب داعش يوم قرر تحطيم كل نبؤة تتحدث عن بطشه وقساوته وهمجيته ، ولأن نبؤة نهاية داعش مكتوبة على الوان الطين ، قرر ان يوقظ خاطرة الانصبة والاسى ويفجر بين حين وحين كل تجمعا لعمال مساطر الطين.
القدرية هي لصيق الازمنة والرابط بينهما نبؤة قديمة تستحدث الان ولكن بثوب وفقه ومبادئ اخرى .وفي النهاية من يدفع الثمن هو ذاته عامل الطين الجالس على رصيف الانتظار في ساحة الطيران.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهايكو المندائي
- كافافيس وجارتنا المندائية
- رواقٌ في المندي المندائي
- الأنكليز وذكريات ديانا سبنسر
- داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري
- عبد الله الصغير الذي سيتكرر كل عام
- الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )
- المندائية في بطاقة التموين
- الأشتياق عبر الذاكرة المندائية
- شيء عن الاحمر المثير
- فالح باشا السعدون .. المتصرف الثاني
- فرقة طيور دجلة أجنحة العراق في غربته
- الثريا المندائية ، زيوا وأنوثة الضوء
- قصة الناصرية مع فيدل كاسترو
- منقبة في حفلِ لأم كلثوم ( أروح لمين )
- الموصل ثلاثية الخوف من المجهول
- شيءٌ عن المندائية العراقية
- داعش ( ماما زمنها جاية )
- صَبةُ النبيُّ يحيى وصبةُ الكونكريتْ
- بعشيقة ترنح بكأسكَ وانتصر...


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية