أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - لا تصالح














المزيد.....

لا تصالح


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 21:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تبدأ العقلية الدينية في التسلسل إلى حياتنا نرحب بها كما بمعتنقيها فذلك العضو الرابض بداخل البعض منا و الذي يُدعى بالحس الإنساني يحرضنا على القيام بذلك لكي نشعر بأننا نستحق الحصول على تلك العدالة الاجتماعية التي نطالب بها أبداً..و لكننا هنا نكون قد بدأنا في السير نحو هلاكنا بإصرار بطلٍ إغريقي تنبأت له العرافات بمصيره و لكنه ظل مصراً على المضي قُدماً نحو الطريق إليه..كيف تبدو ملامح ذلك الطريق الملعون؟؟..حسناً سأخبرك ببعضها لعلك إليه تهتدي فتتجنبه رغم صعوبة ذلك الأمر.

أولاً ستقابل في بداية ذلك الطريق ثورة تبدأ على حكم حاكم أفنى العباد و البلاد خلال سنوات حكمه القمعية و التي لا ترغب في إن تنتهي قبل أن تنتهي..و عندما تقترب من مِرجل تلك الثورة و المنتصب شامخاً في بداية ذلك الطريق ستجد لِحىً كثيرة و جلابيب قصيرة تدعوك لنبذ الاختلاف من أجل انتزاع مؤخرة ذلك الحاكم من على كرسي الحكم و التي طال التصاقها به..حينها ستحدثك نفسك الأمارة بالسوء دوماً بأن الوقت قد حان بالفعل لنبذ خلافات الماضي من أجل غايةٍ أسمى ألا و هي الحرية و لن ألومك كثيراً لكونك قد فعلت.

و بعد أن تسير في ذلك الطريق قليلاً ستقابل العلامة الثانية فيه و هي نسب تلك الثورة تدريجياً لفراش القرآن الكريم و السنة المطهرة..نعم لقد نجحت تلك الثورة و لكنها فعلت فقط بسبب تضحيات من آمنوا بأن الخلاص من أي حاكمٍ مستبد يكمن في تمسك و إتباع من ثاروا عليه بقرآن الرب و سنة نبيه..إذاً فمن أولى بها منهم لكي تنسب إليهم!!..حينها ستقع في حيرةٍ شديدةٍ من أمرك لأنك لا تريد أن تشق صف وحدتكم بعد اتفاقٍ حدث كمعجزةٍ في زمنٍ كف فيه الرب عن إمطارنا فيه حتى بأشباه المعجزات..لهذا ستوافق شبه مرغم على نسب تلك الثورة إلى فراشهم فقط لتجد بأن طريقك قد بدأ في رسم أكثر ملامحه تسلقاً -كما بشاعةً- لعينيَّ أوديب اللتين تملكهما.

و بعد حين ستصل إلى ما بعد منتصف ذلك الطريق..فأي ثورة لابد أن يكون حولها بعض المتربصين بها و الذين ينتظرون لحظات الشقاق بين رفاق الأمس لكي ينقضوا عليها مغتصبين..نعم إنها أصداء نظرية المؤامرة العتيدة ما ستجعلك تبدأ في ملاحظة بأن كل شيء قد بدأ في الانسلال من بين أصابعك كقطرات مطر في أيلول..و حينها أيضاً ستدرك بأن تلك الثورة -التي كنت أنت من بدأ في التأسيس لقواعدها من أجل تطبيق مبادئك الحمقاء- قد بدأت ملامحها في التغير و كأنها خضعت لعملية تجميلٍ فاشلةٍ جداً..فالقانون المدني الذي كنت تحلم بأن تسود عدالته على أرضك بدأ بالتلاشي في مقابل تأسيس منظومةٍ قانونية تستمد جُلَّ أفكارها من كتب تراثٍ ديني أكلت العثة معظم أوراقها..و بعد التدقيق في الوجوه الكثيرة التي باتت تحيط بك ستكتشف بأن كل ركنٍ من أركان الدولة أصبح لهم فيه اليد الطُّولى..حينها ستصرخ معترضاً بأنهم نقضوا العهد!!..و لكن لن توجد حينها أي فائدةٍ من عويلك هذا لأن أي اعتراضٍ منك سيواجه بالتهميش حيناً و بالقسوة كثيراً..فكل من يرفض أن تسود شريعة الرب على أرضه يجب قتله..فالردة هي أكثر التهم جهوزية لديهم و أكثر التهم إثارةً للرعب بينكم.

و هنا ستكون قد وصلت لما قبل نهاية ذلك الطريق الملعون..حينها ستكون قد تحولت من مؤسس نظام كان سيقوم في لحظةٍ ما على مفاهيم الحرية و العدالة و المساواة بين الجميع بغض النظر عن مذاهبهم الدينية المختلفة أو حتى مذاهبهم الجنسية المتباينة إلى متطفلٍ على الثورة و خاٍئن قيد التنفيذ..نعم أنت ذلك الخائن الذي سيتم إلصاق تلك التهمة به بمجرد أن يفتح فمه ليعترض و حينها لن يكون لشكل ذلك الاعتراض أو حتى لمضمونه أي قيمة..فإن اعترضت بفعلٍ فستعتقل و إن اعترضت بكلمة فستعتقل و إن اعترضت حتى بفكرةٍ كانت تتجول بخجلٍ كما بخوف في تجاويف عقلك فلا تغادر حتى بوابته ستعتقل..نعم إنه عصر محاكم التفتيش و لكن بنكهةٍ إسلامية هذه المرة..و يالها من نكهة!!.

حينها ستكون أخيراً قد وصلت لنهاية طريقك الإغريقي الذي حذرتك سلفاً من المُضي قُدماً فيه و حينها أيضاً سيكون أمامك غالباً خيارين لا ثالث يقف معهما..فإما أن تتحدث مع الآخرين مروجاً لعظمة هذا النظام متجاهلاً لحقيقة أنه بدأ متسولاً و انتهى متجبراً و إما أن تصمت كثيراً لأن وقت الحديث قد ولى و اندثر..لهذا و قبل أن تصل إلى نهاية ذلك الطريق لتقف أمام هذه المعضلة الأخلاقية أنصحك إن قابلتهم في بدايته و وجدتهم يمدون لك أيديهم بالصلح بأن "لا تصالح".



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براءة
- خلافة
- فلنجلد زين كثيراً!!
- مثلي مثلك
- طابورٌ خامس
- 24 ساعة
- تحالف
- إلهٌ تهاوَى
- بضع ساعات
- أوهام
- عن أركانٍ خمسة!!
- مكعبات
- الطوق و الأسورة
- من دون أي شغف
- نبضةٌ إضافية
- أريد
- حرب
- مغناطيس
- قصة مذهبين
- أفكارٌ هشة


المزيد.....




- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة على نايل سات وعرب سات 2025 ...
- عشية انتخاب بابا جديد.. مسيحيون عراقيون يريدون منه عدم نسيان ...
- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - لا تصالح