أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - 24 ساعة














المزيد.....

24 ساعة


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


نعم و أعلم إنها ليلة رأس السنة و نعم ما زلت أعلم كيف نعاني في عالمنا العربي من آثار هذه الليلة بسبب التوق الذي يسكننا لأي سخونةٍ قد تعتري أجسادنا و لو للحظاتٍ معدودة..و لأني كما تلك الأغلبية التي يسكنها ذات ذلك التوق فسيكون آخر ما سأكتبه لهذا العام -كما كان العام الماضي- عنكِ و لكِ و عن أمورٍ لا أكترث بها أو لم أعد أكترث بها أو جعلتني لا أكترث بها..فقد تختلف الطريقة التي أكتب بها تلك العبارة و لكني سأصل دوماً عبرها لنتيجةٍ واحدة و هي أني لم أعد أكترث.

فعندما نبدأ بالانجذاب نحو ذلك الآخر يبدأ ذلك الجزء العقلاني بداخلنا بالعمل و الاكتراث كثيراً لمعطيات تلك العلاقة التي نغرق في تفاصيلها ليبدأ في حساب نسبة التوافق بيننا و بين ذلك الآخر..البعض يعمل بالطبع على تشغيل ذلك الجزء بأقصى طاقته و البعض الآخر لا يصبح قادراً على فعل ذلك فراراً من فكرة الألم التي سترافق حتماً أي قرارٍ سيكون ربما مُجبراً على اتخاذه أو القيام به نتيجةً لنسبة توافق منخفضة..و في حالتنا -و لا أستطيع أن أخفي عليك تلك الحقيقة- كانت و ما زالت تلك النسبة منخفضةٌ و لكني بطريقةٍ ما لا أكترث!!.

و لكن فلنتناسى كل تلك العبارات الغير مفهومة و التي تصدر مني الآن لأسبابٍ حتماً تعلمين بعضها و ليس آخرها التوق إلى ما يفعله حضوركِ بجسدي..و لأضع كل شيء جانباً لأضع قائمة بالأمور التي أعدكِ بأني لن أكترث لها بعد أن تمر هذه الأربع و عشرون ساعة..بالطبع سأحاول أن أحافظ على معدل لا اكتراثي مرتفع القامة في العام المقبل و لكني على الأغلب لن أقاتل حتى أفعل..فلقد خلقتني أناملك من جديد و نفخت فيَّ من روحها التي لا تكترث إلا بأمرٍ واحد ألا و هو تواجدي الدائم في محرابها.

و من أول تلك الأمور التي لها لن أكون من المكترثين هي حقيقة أن هناك من سبقني إلى جسدك..نعم لن أكترث لذلك الأمر بعد الآن..فلن أكترث لأن هناك من التصق بكِ يوماً ما أو لأن هناك من تلمَّست يداه طريقها إلى كل تلك التفاصيل التي تمتلكين و التي تثير جنوني بطريقةٍ لا أجيد معها أن أمتهن التعقل..لن أكترث لأني أصبحت على يقينٍ بأنه و إن كان هناك من سبقني إليكِ ففي نهاية الأمر لن يكون هناك من تتدثرين به سواي..فلماذا أكترث لقطعٍ بالية لن تقيكِ من ألمٍ تخشين اقترابه أو تُطفئ ألماً قد يلمُّ بكِ!!.

أيضاً لن أكترث لاختلافاتنا الدينية أو حتى المذهبية..فلن أكترث لربٍ منحه الآخرون ديناً أو حتى مذهباً ما لكي لا يحيد عنه هو و لا أحد من أتباعه..فبعد أن قمت بعقد مقارنةٍ بسيطة بينكما وجدت بأني لا أكترث "حقيقةً" لما يظنه بي هو أو حتى أتباعه و لكني أكترث جداً لما ترغبين في أن تفعليه بي..و أكترث أكثر لحقيقة أني سأثور على أي إلهٍ منظومةٍ دينية أو حتى مذهبية قد تسعى لإخراجي من ملتك لتمنحني فأسأً علاه الصدأ لكي أحطم صنمك الذي يسكنني لأكف عن كوني له من العاكفين.

لن أكترث إن لم يبدأ يومي بطقسٍ ديني ما قد تبعدني طهارته المزعومة عن نجاسةٍ يصفون بها ما بيننا و لن أبدأ يومي أيضاً بأن أقترب من سواكِ متعبدةً..و لكن سيكون جُلَّ اهتمامي أن أبدأ بممارسة تلك الطقوس التي تعلمتها منكِ في لحظات وحيٍ تجيدين كثيراً الادعاء بأنها لم تتوقف و بأن حاملها إليكِ عنكِ لم ينصرف يوماً..و خلافاً لأي رسول و لكل رسول لن تحتاجي لأن تتدثري بغطاءٍ ما عندما يحل ميقات وحيك بل ستتدثرين بي وحدي دون غيري.

و أخيراً لن أكترث لعقلٍ يحاول أن يحيد بقدميَّ بعيداً عن صراطك مُحذراً إيَّاي منه و منكِ..بل سأسير فوقه باتساعه الذي لا يشاركني فيه أحد من العالمين و لن أكترث لوحدتي فيه فتلك الوحدة سيؤنسها وجودك..و لن أصبح مثلهم فأسير مُجبرةً على صراطٍ مزدحمٍ ضيق يتساقط البشر من فوقه للوصول إلى جنة ربٍ صراطه لا يبقي على أحدٍ من عُشاقه و لا يذر.

أتعلمين لا أعلم حقاً لم راهنتني على أني لن أستطيع الكتابة عنكِ قبل أن ينتهي العام ب 24 ساعة و خلال 24 ساعة و كأن الكلمات التي أتهجَّد بها إليكِ لا تسكنني منذ الأزل!!..فتلك الكلمات هي كالقرآن مسطورةٌ بداخلي و محفوظةٌ كما كانت بداخله و لكن من دون تواترٍ قد يُبترها فيصيبها بخللٍ ما..و كل ما يتطلبه الأمر مني لأسردها هو أن أغمض عينيَّ لأستمتع بالإصغاء لتلك الكلمات التي تُوحى إليَّ في محرابك و لا يستطيع أن يصادرها مني أيَّاً منهم.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف
- إلهٌ تهاوَى
- بضع ساعات
- أوهام
- عن أركانٍ خمسة!!
- مكعبات
- الطوق و الأسورة
- من دون أي شغف
- نبضةٌ إضافية
- أريد
- حرب
- مغناطيس
- قصة مذهبين
- أفكارٌ هشة
- ختان..اغتصاب و تحرش
- على جناح ذبابة
- تساؤل
- داعشي حتى يثبُت العكس
- أنامل عاهرة
- لائحة اتهام


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - 24 ساعة