أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - تحالف














المزيد.....

تحالف


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 14:08
المحور: كتابات ساخرة
    


"تحالفٌ من 35 دولةٍ إسلامية الغرض منه محاربة الإرهاب"..عبارةٌ عندما تلتقطها أذناك لأول مرة تشعر أن كل ما كان ينقصها -ليكتمل أثرها النفسي المرعب بداخلك- هو تلك الموسيقى التصويرية التي ترافق أي فيلم رعبٍ هزلي الفكرة و التفاصيل و لكنه يمتلك الكثير من المؤثرات السمعية الهزيلة و التي تشعرك بالرعب رغماً عنك..نعم فتلك العبارة تحمل بين طياتها ذات الإحساس دون مبالغة و ربما لو كان حسك الساخر مرتفع قليلاً لتذكرت مسلسلات الأطفال و التي يظهر لنا فيها بطلٌ خارق ينافس الكمال في تفاصيل شخصيته و يمتلك قوى سحريةٍ ما تمكنه من القضاء على جميع الأشرار الذين يقفون أمام قوى الخير التي تسكنه.

و لكن لنتحدث قليلاً عن تلك الأنظمة التي تريد أن تقنعنا باستماتة بأنها هي من سيمثل الخير في هذا الصراع الدموي مع قوى شرٍ أتت من صلبها..فلعل أبشع ما في هذا التحالف أنه تم فيما بين أنظمةٍ تجيد جداً قمع الآخرين فكرياً و دينياً و مذهبياً..فسجون تلك الأنظمة ممتلئةٌ حتى التخمة بجميع أنواع المخالفين لها..فهنا -في هذه الدول- يصبح الاعتقال لكل مخالفٍ لتلك الأنظمة هو أمرٌ يكاد يشبه السنة في قدسيته و ربما يصبح مع الوقت فرض عين عليها لا يسقط أبداً وجوبه إلا بقيامها به باستمراريةٍ لا تتوقف.

فكيف لأنظمةٍ امتهنت تحريم أبسط حقوقنا الإنسانية كالحب لتسجن من تشتهي ممارسة قُبلة في العلن أن تكون قادرةً على منح مجتمعاتها إحساساً حقيقياً بإنسانيتها!!..و كيف لأنظمةٍ ترجم جسداً يشتهي ممارسة تفاصيل حبه لآخر و تجلد جسداً آخر لفكرةٍ صرَّح بها عقلٌ لا تتناسب تفاصيله مع تفاصيل رجلٍ لا يملك إلا لحية يبلغ طولها بضع سنتيمترات أن تكون قادرةً على منح الآخرين حماية من استبداد قد يطالهم!!..فنحن نستوطن مجتمعات تكون فيها النهاية الحتمية لممارسة حرية التفكير إما المشنقة أو مصحة الأمراض العقلية كعاقبة مثالية لممارسة لتلك "الجريمة".

و كيف لأنظمةٍ تقوم على إبادة فكرة التداول السلمي للسلطة من تلافيف عقولنا منذ الطفولة أن تُقاتل من أجلنا بعد أن شوهت -هي دون غيرها- منذ أزلنا حمضنا النووي من أجل أن تصبح عبوديتنا هي عيبنا الجيني الذي منه لا يكون لنا أي خلاص!!..و كيف لأنظمةٍ بُنيت على أركانٍ كأركان عرش الرب في قدسيتها و ثباتها أن تقبل أن تكف عن الربض فوق صدورنا لتزيدنا وهناً على وهن لتمنحنا حرية اختيار أن نكون دون سلطةٍ دينيةٍ متطرفة تحكمنا!!.

حتى صيغة ذلك التحالف كانت انعكاساً لفكرة الخير و الشر المُطلقين دون وجود أي مناطقٍ رمادية قد تقرر شعوب بأكملها التلون بها..فتهمة الإرهاب هي تهمة لن تطال التنظيمات المتشددة الدينية دون سواها بل ستشمل كل من سيطالب بسقوط تلك الأنظمة الديكتاتورية حتى و لو بطريقةٍ ديمقراطية..فأغلب الأنظمة التي تمارس القمع الفكري بل و حتى الديني و المذهبي قررت أخيراً أن ترتدي مسوح الرهبان بالانضمام إلى تحالفٍ يشبه في تفاصيله إلى حدٍ كبير تحالف جورج بوش الابن..ذلك التحالف الذي كان تأسيسه نظرياً هو البداية للبدء بالحرب على الإرهاب و الذي لم ينتج عنه فعلياً إلا إنتاج المزيد منه.

و ربما كان الأجدى بتلك الأنظمة أن لا تتحدث عن مكافحة الإرهاب كفعلٍ متجسد الحضور في مجتمعاتنا قبل أن تحاول التخلص منه كفكرةٍ تنتج ذلك الفعل..فتلك الأفعال الإرهابية لن تتوقف طالما أن المصنع الفكري الذي ينتجها لم يتوقف عن تصدير منتجه في أغلب الدول الإسلامية..فتلك الأنظمة هي من أنتج لنا كل فكرةٍ دينيةٍ متطرفة فقط لتتصرف بعدها أمامنا كما تصرف إخوة يوسف أمام أبيهم يعقوب عليه السلام بإلقاء التهمة على سواهم.

فالإرهاب فكرة و غالباً ما يكون مصدر تلك الفكرة هو هوسٌ ديني -أكثر منه سياسي- يشجع الإرهابي على قتل الآخرين بكل بساطة..و أغلب أفراد تنظيم داعش -كما القاعدة- يؤمنون بأفكارٍ دينية متطرفة جذورها متغلغلة في الفكر الديني لتلك الدولة التي ستقود ظاهرياً تلك الحرب على تلك الأفكار..و هو الأمر الذي يشبه إلى حدٍ كبير دوامة كريتية عصية الفهم أو الحل..دوامة لن يتمكن أي شخص -قريباً على الأقل- من فهم كمية السخرية منا و التي تتغلغل في تفاصيلها..و مع عجزنا عن حل هذه المفارقة و تفكيرنا في حلٍ لها سنجد أننا جميعاً ستمتلأ معتقلاتهم بنا لأننا سنكون أحد تفاصيل حربهم تلك على ذلك الإرهاب.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلهٌ تهاوَى
- بضع ساعات
- أوهام
- عن أركانٍ خمسة!!
- مكعبات
- الطوق و الأسورة
- من دون أي شغف
- نبضةٌ إضافية
- أريد
- حرب
- مغناطيس
- قصة مذهبين
- أفكارٌ هشة
- ختان..اغتصاب و تحرش
- على جناح ذبابة
- تساؤل
- داعشي حتى يثبُت العكس
- أنامل عاهرة
- لائحة اتهام
- الكتابة بمدادٍ من نار


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - تحالف