القوافل وطول الطريق

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 11:31
المحور: الادب والفن
    

القوافل وطول الطريق
1
كلّ حبّات رمل الطريق
اقيم بها متحفاً
ومعرض للزائرين
دسّ اجدادنا تحته
مقاليد ما انجزوا من كنوز
تغطّي الرماد الضباب
خلال المسار الطويل
2
رأيت الاساطين
كلّ التماثيل مغروسة
تحت كدس الرمال
واضراس نمر ابن آدم
تغور بلحم الضحيّة
بين هجمة ( قابيل) واللغة الهمجيّة
3
شدني الخوف
لملمت كلّ الحروف
رأيت على المنضدة
كلّما يدهش العقل
يخلب لبّ الزمان
لما بارك الله
هذا العراق الذبيح
مهشّم يا سيّدي لوحه
فوق رمل لنسيان كلّ العصور
بأبعادها البابليّة
وأحلامها السومريّة
3
قرأت كتاب الدهور
فوق تلك الجذور
بقايا رموز
تدور عليها
شموس السنين
ومرايا التواريخ مورقة باليقين
4
لياليك عشواء يا سيّدي
وغياب النهار
وقد مرّ ذاك القطار
وبعد القطار القطار
والمحطّة تكتظّ بالهالكين
وبالمحبطين
وبالمنهكين
قوافل تلو قوافل
ظلام هي الامّ دون مشاعل
مثل عمياء تدرج عند السواحل
يضرب السيل أطرافها
وعرّافها
كان يبحر في الليلة المظلمة
بعيداً عن الشاطئين
فلا الأفق يزرع فيه الامل
ولا من منار
مصابيحه نضب الزيت فيها
وموج تصاعد من تحته الموج
يلطم ما تحته
بسنابك خيل
تجاوز ما خلّفته (البسوس)
بقطع الرؤوس
5
قبل ان يحتفي الحَبّ في السنبلة
قبل ان تتدلّى العذوق
من التمر في النخلة الحاملة
نذرت نفسها خيمة
ومطعم للسابلة
والتواريخ مرّت
تحت ظلّك يا سيّدي يا عراق
منذ خمسة آلاف عام
وبغداد صارت
تباع بسوق النخاسة
ومن بيديه الزمام
وقلاع الحراسة
صار يمتد شرقاً وغرباً
بيمين النجاسة
وقد فقدوا طهر تيجانهم
والكياسة
..,..,..,..,..,

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل