صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 20:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما جاء النبي يونان ( يونس) مرسلا من الله الى حكام وشعب نينوى منذرا و محذرا من غضب الله عليهم لتماديهم في عبادة الاوثان و فسادهم و فجورهم ، وناشد الجميع بالصوم وطلب الغفران والتوبة لتفادي غضب الله . كذلك جاء النبي ناحوم الى نينوى بعده محذرا ومنذرا حكام الامبراطورية الاشورية الوثنيين ومتنبئا بما سيحل بنينوى وبمن افسد و سفك الدماء و اضطهد الناس الامنين و الشعوب المستعبدة تحت الحكم الاشوري السابق الذي حكم شمال العراق و بلاد الشام من عاصمته القوية نينوى .
وصف النبي ناحوم في العهد القديم من الكتاب المقدس نينوى بمدينة الدماء ، حيث كانت بجيشها القوي مسيطرة على شعوب بلاد الشام و يهوذا جنوب فلسطين ، ومناطق شاسعة من جنوب شرق تركيا . وفرضت الجزية على تلك الشعوب و اذلتها .
كانت نبوءة النبي ناحوم تحكي عما سيحل بنينوى مستقبلا من دمار و خراب و قتل و تشريد و سبي لاهلها ، بسبب طغيان حكامها الاشرار ، و هذه النبوءة تنطبق تماما على ما حل بنينوى الاسيرة تحت طغيان ما يسمى بدولة الخلافة الاسلامية الممتدة من العراق الى الشام ، و اعلنت قيام دولتها الاجرامية على جماجم الناس من نينوى بلسان زعيم الاجرام فيها ابو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة المسلمين على بلاد العراق و الشام . ويأمل ان تبقى دولته وتمتد وتكسر الحدود لتصبح امبراطورية اسلامية ممتدة في مشارق الارض و مغاربها .
تكلم ناحوم في نبوئته الواردة في الكتاب المقدس ، عما سيصيب نينوى و مصير الاشرار حين يغضب الله وينتقم الجبار من القتلة الفاسدين الملتحفين بالدين ستارا لهم ويحملون اسم الله و رسوله شعارا لهم ، ويكبرون باسم الله وهم يذبحون ضحاياهم و اسراهم .
سينتقم الرب من القتلة و الطغاة و ينشر العدل و السلام في مدينة نينوى الخالدة . حيث يقول النبي ناحوم في نبوئته بالكتاب المقدس ما يلي :
[ الرب بطئ في غضبه ، و عظيم العزة ، إنما لا يبرئ الخاطئ البتة .]
[ ينصبّ غضبه كالنار و تنحل تحت وطاته الصخور . الرب صالح ملجأ في يوم الضيق ، ويعرف المعتصمين به ، لكنه بطوفان طامٍ يخفي معالم نينوى وتدرك الظلمة اعداءه ] .
ظهرت دولة الخلافة الاسلامية و انتشر جرادها الاسود في سوريا و امتد الى العراق في غفلة من حراس الوطن ، و استغلال ضروف التشضي السياسي و ضعف القادة و انتشار الرشوة و الفرقة الطائفية بين الشعب الواحد وضعف القوات المسلحة . استغلت داعش تلك الضروف وبالتعاون مع الخونة المحليين و الحكومات الموالية لهم ، رفع ابو بكر البغدادي راية دولة الخلافة من نينوى مدينة الانبياء والمرسلين ، واعلن نفسه خليفة لدولة الخلافة الاسلامية .
عاث زعيم دولة الخرافة الاسلامية مع جنده الاشرار في الارض فسادا ، فدمر البلاد و سبى العباد ، وشاعت شريعة الغاب في محاكمه الشرعية و فتاواه الاجرامية و سمح بقطع الرقاب و تقطيع الايادي و رجم النساء و سبي اليزيديات و قتل رجالهم و تشريد المسيحيين من ديارهم و مدنهم وهدم الكنائس و الاديرة والمساجد ، وحطم قبور و مراقد الانبياء و الصالحين ، وسرق المخطوطات النادرة و حرق الكتب الثمينة ، وفرض اطالة اللحية و تقصير الثياب على الذكور و لبس الخمار للاناث و تحريم خروج المراءة الا مع محرم . دمر الحضارة وحطم المتاحف و سرق الاثار و نهب النفط الخام وباعه بالسوق السوداء لتمويل عصاباته ، باع النساء السبايا في الاسواق و حدد اسعار لهن حسب الاعمار ، نصب محاكم الشريعة الاسلامية التي تحكم بحرق الاحياء و قطع الرقاب بالسكاكين و السيوف ، ورجم النساء ، وصلب الابرياء ، و قطع اجساد البشر المخالفين لهم بالمناشير وهم احياء .
لكن ارادة الله لا تغفل ما يفعله المجرمون .
يقول النبي ناحوم في نبوئته عن نينوى و ما ينطبق على داعش :
[ مع انكم اقوياء و كثيرون ، فانكم تستأصلون و تفنون ]
[ قد اصدر الرب قضاءه بشأنك يا آشور ( حكام نينوى الدواعش ) لن تبقى لك ذرية تحمل اسمك ، واستأصل من هيكل الهتك منحوتاتك و مسبوكاتك ،واجعله قبرك لأنك صرت نجسا ] ناحوم 1 : 14
[ قد زحف عليكِ المهاجم يا نينوى ، فأحرسي الحصن ، و راقبي الطريق ، ... لأن الناهبين سلبوهم و اتلفوا كرومهم ، تروس ابطاله مخضبة بالاحمرار .]
وتنبا النبي ناحوم عن تحرير نينوى من ظلم الطغاة الذين سيحكمونها ( داعش) بقوات مسلحة متحدة الخطط والارادة بقوله :
[ يبرق فولاذ المركبات في يوم تاهبها وتتبختر جيادها ، تتراكض المركبات بعنف في الشوارع و عبر الساحات تمرق كالبرق ومنظرها كالمشاعل المتوهجة ]
هذا وصف واضح عن تقدم القوات العراقية المسلحة بكافة صنوفها القتالية ومركباتها الفولاذية المدرعة والتي تقدح فوهات مدافعها و دباباتها بنيران المشاعل المتوهجة ، لتحرر نينوى ارضا و شعبا من رجس الاشرار و القتلة ممن ينتسبون لدولة الشر الاسلامية .
يقول ناحوم في نبوئته عن المدن التي وقعت و اهلها اسيرة بيد الاشرار :
[ لقد وقعتْ اسيرة واقتيدت الى السبي ، وتمزق اطفالها اشلاء في زاوية كل شارع ، وصفد نبلائها بالاغلال ]
هذا بالضبط ما حدث في نينوى الاسيرة ، وما حل بشعبها الطيب .
وتنبأ النبي ناحوم بما سيحل بجنود (داعش) قائلا :
[ انظري ( يانينوى) الى جنودك مرتعبين كالنساء في وسطك ، صارت ابواب ارضك مفتوحة اما اعداءك ، وشرعت النيران تلتهم مزاليجك ، ... هناك تلتهمك النار ويستاصلك السيف ، فيبيدك الاعداء ( القوات العراقية ) كالجراد ... اصبح رؤوسائك كالجنادب وقادتك كاسراب الجراد المتكومة على سياج في يوم بارد ، ما ان تشرق الشمس ( بدء معركة التحرير) حتى تطير بعيدا الى حيث لا يعلم احد ] .
تحققت نبوئتك يا نبي الله ناحوم ، فقد هب ابطال القوات المسلحة العراقية بكل صنوفهم القتالية من كل حدب و صوب مع الحشد الشعبي و البيشمركة و الحشد العشائري يساندون بعضهم البعض كالبنيان المرصوص ، واحاطوا بكِ يا بنينوى الجريحة ويا مدينة الانبياء و المرسلين ، التي سفك الاشرار بها الدماء ، وفتحت افواه المدافع و الطائرات والصواريخ نيرانها لتعلن بدء انتقام الرب و اعلان غضبه على الاشرار و الانجاس حتى تبيد الجراد الاسود الذي اكل الاخضر و اليابس في غفلة من حراس الوطن النجباء .
تشتت الاشرار في الصحاري و الطرقات ، وانتشرت جثثهم في المدن و الساحات ، واصبحت طعاما للكلاب السائبة . وانتقلوا الى جهنم ليستمتعوا بنكاح الحوريات هناك .
تحققت نبؤاتك يا نبي الله ناحوم ، حين قلت :
[ ويل للمدينة السافكة للدماء الممتلئة كذبا ، المكتضة بالغنائم المنهوبة ، و التي لا تخلوا ابدا من الضحايا ] .
كما تحققت نبؤة ناحوم الان عند بدء جحافل الحق تحرير محافظة نينوى حين قال :
[ ها فرقعة السياط و قعقعة العجلات و جلبة حوافر الخيول ، وصلصلة المركبات ، فرسان واثبة وسيوف لامعة ورماح بارقة ، وكثرة القتلى ، واكوام الجثث لا نهاية لها بها يتعثرون] .
كما وصف النبي ناحوم تصرفات وسلوك الدواعش بنبوئته المتحققة حين قال :
[ لقد استعبدت (داعش) الشعوبَ بعهرها والامم بشعوذتها ، ها انا اقاومك يقول الرب القدير ، فأكشف عاركِ لأطلع الأمم على عورتكِ ، والممالك على خزيكِ ، والوثك بالاوساخ و احقرك و اجعلك عبرة ، وكل من يراك يعرض عنكِ قائلا : " لقد خربّتِ نيوى فمن سينوح عليها ؟ اين اجد لها معزين؟ ]
وختاما اقول من سيعزي داعش واخواتها في الاجرام بعد موتها على يد احرار العراق ؟
لا احد سينوح عليها و على قتلاها ، سيكون مصيرهم في جهنم و بئس المصير .
المجد والخلود لشهداء التحرير .
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟