التصميم الذكي

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5302 - 2016 / 10 / 2 - 17:58
المحور: الطب , والعلوم
    

ينقسم العالم المثقف اليوم بين فكرتين متناقضتين حول منشأ الكون و الحياة .
الفكرة القديمة وهي تنادي بخلق الكون من قبل خالق مقتدر هو من اوجد الكون بكل ما فيه من عناصر كيميائية و مجرات و شموس و نجوم وكواكب ، و هو الرب الذي خلق الاحياء بكل اشكالها البشرية والحيوانية والنباتية بقدرته الفائقة التي لا يفهم سر خلقها بشر مهما اوتي من العلم و العقل و الحكمة . لأن الخالق الذي خلق العقل لا يمكن ان يكون للمخلوق عقلا افضل منه واكثر علما من الخالق
والفكرة الاخرى ينادي بها الملحدون و ناكروا وجود الخالق ، من ان الكون و الحياة خلقت بالصدفة وهي من اوجدت ذاتها و لايقدمون تفسيرا منطقيا كيف ان يخلق شئ من لا شئ و كيف تتكون المادة و الحياة من العدم .
لو تعمقنا قليلا في عجائب المخلوقات سنجد العجب العجاب في طبيعة التصميم الذكي لكل جزء من اجزاء المخلوق ، وهذه الخليقة لا يمكن بل من المستحيل ان تكون قد اوجدت نفسها بنفسها او من لا شئ ثم تطورت نحو الاحسن ، ولا ندري لماذا التطور يكون دائما نحو الاحسن وليس الاسوأ ان كان التطور يتم بلا عقل و لا ادارة ذكية توجهه .
هل يمكن ان يفسر لنا الملحدون و اصحاب التطور كيف تم جمع الاجزاء المعقدة للعين ؟ من عدسة وسائل زجاجي و شبكية و اعصاب و اجفان ورموش ودموع ، كل تلك الاجزاء تخدم العين والرؤية وتحافظ على سلامة هذا العضو الضروري لأستمرار الحياة .
التطور ليس له عقل يرشده لما يفيد وما يضر ، و لا يستطيع ان يجمع في العين غدد الدمع و قنواتها ، و الرموش ذات الحركة السريعة لحماية العين من المؤثرات الخارجية . كل ذلك لا يمكن له ان يوجد من غير خالق قدير ومصمم ذكي بقدرة تفوق عقل البشر .
هل الطبيعة اوجدت ال ( دي ان أي ) و وضعت فيه كل الصفات الوراثية وقابلية نقل الصفات من جيل الى جيل لتحافظ على النوع من الانقراض .
كل خلية في شريط ال ( دي أن اي ) تحتوي على معلومات دقيقة يمكن ان تشغل 30 مجلدا من الكتب الضخمة اذا ما تم نقلها الى لغة مكتوبة بحروف .
من اي اين جاءت كل تلك المعلومات ، وكيف تم تصغيرها و الاحتفاظ بها في اصغر بقعة داخل الخلية لتنتقل من الاباء الى الابناء .
ان كانت نظرية التطور و مخترعها داروين يقر بأن الانتخاب الطبيعي و التطور هي عملية عشوائية غبر موجهة بلا هدف و لا رقابة ، فكيف نشأت خلايا ال دي أن اي و احتفظت بمعلوماتها المعقدة في خلايا لا ترى الا بأقوى المجاهر الالكترونية ؟
لنرى عجائب الخالق في مخلوقاته و نحكم .
- لو كان حجم القمر أكبر مما هو عليه لكان البحر هائجا بامواجه و لا يهدا أبدا .
- لو كان القمر أقرب من وضعه الحالي لجذب المياه بمد عارم و اغرق اليابسة في طوفان عالمي .
- لو كانت الأرض أقرب الى الشمس قليلا ، لتبخرت كل مياه البحار والمحيطات و مات كل الاحياء عليها ، وان كانت الأرض ابعد قليلا عما هي عليه الان ، لحدث انجماد على الأرض و لا تسنح الفرصة للحياة بالبقاء عليها .
- لو كانت نسبة الاوكسجين في الهواء اقل من نسبة 21% لما وجدت كائنات حية على الارض .
- يقول العالم الفلكي روبرت جاسترو : لقد صمم الكون بطريقة دقيقة جدا ، فإن كان اي شئ في الكون مختلف بنسبة واحد الى تريليون ، لما وجدت الحياة على الأرض .
ان كل الضروف مصممة لتجعل الحياة ملائمة للبقاء ليتمكن الانسان من العيش على الارض مع الحيوانات و النباتات .
- الفيزيائي الكبير فردريك هويل يقول : كلما بحثتُ اكثر و دققت اكثر في دراساتي العلمية ، كلما زدتُ يقينا ان الله هو من خلق الكون وكل ما فيه .
- الكثير من العلماء آمنوا اليوم بالله ، ليس لأنهم قرؤا الكتاب المقدس ، بل لأنهم نظروا الى الكون ، واقتنعوا ان ما يشاهدوه من ادلة علمية تثبت ان وراء كل ذلك مصمم ذكي و خالق عظيم هو الله .
اجريت دراسات على حشرة النحل ، اثبتت عجائب و قدرة الله موضوعة في هذه الحشرة الصغيرة . انها حشرة ذكية ، يحتوي راسها على جهاز للملاحة ليرشدها الى الطريق في الذهاب و العودة الى خليتها مهما ابتعدت عنها مئات الكيلومترا لديها بوصلة لمعرفة الاتجاهات ، ولديها متحسسات لمعرفة مسارات الافق ، ولديها عينان مركبتان كل عين فيها 700 عدسة للرؤية .
سؤال نوجهه الى الملحدين و التطوريين ، هل كل هذه الامور الدقيقة تكونت بالصدفة و التطور العشوائي ، ام انها دليل على وجود خالق ومصصم ذكي ؟
مزمور النبي داؤود يقول : " السماء تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه "
لا حاجة لنا لرؤية الله بالعين لنؤمن بوجوده ، يكفي ان نشاهد مخلوقاته و عجائب صنعته لنؤمن بوجوده . الكهرباء و الخطوط المغناطيسية والجاذبية لا ترى بالعين لكن نشعر بوجودها من آثارها التي تخلفها ، وكلنا يؤمن بوجودها .
يكفي ان تنظر الى السماء في ليلة صافية و تشاهد القمر و النجوم و لضوء الصادر منها قبل ملايين السنين لتمجد الله خالقها .
الكون كله مصمم بدقة من اجل ان يكون مناسبا لوجود الحياة على الارض .
الملحدون الذين ينكرون وجود الله لاينظرون الى كل هذه المخلوقات العجيبة و التصميم الذكي لها ، بل يقولون ان كان الله موجودا ، فلماذا سمح بوجود الشر وارتكاب الجرائم و حدوث الزلازل و الفيضانات و الامراض ، ولماذا يموت الاطفال بالامراض و هم ابرياء ولم يرتكبوا الشر ؟
يقولون كيف تفسرون وجود الله مع وجود الشر ؟
الجواب هو ، لماذا نلوم الله على وجود الشر بيننا ، بينما نحن البشر مسؤولين عن خلق الشر بيننا ، الجرائم و الحروب و القتل كلها صناعة بشرية و لا دخل للخالق بها . الشر هو غياب الخير كما ان الظلام هو بسبب غياب النور .
اما الفيضانات والزلازل والبراكين فهذه ظواهر طبيعية موجودة في كل كواكب الكون .
يري الملحدون والتطوريون ان الايمان بالغيب وبالخلق شئ غير مؤكد بينما التطور هو حقيقة ملموسة . بينما المنطق يقول ان التطور هو الوهم بعينه ن فكيف وجدت الحياة من العدم على الارض من غير خالق و مصمم صنع الخلية الاولى . ونحن نعرف علميا ان الحياة تنتقل بالوراثة من الاباء الى الابناء فكيف وجدت الحياة على الارض لأول مرة ومن اوجدها ؟ هم لا يملكون دليلا واحدا سوى التخيلات ، بينما المؤمنون يملكون ملايين الادلة على الخلق و دقتها و وابداع التصميم و جودة الانتاج وكلها ادلة على وجود الخالق .

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل