تسلسل تكون العناصر الكيميائية بعد الانفجار العظيم

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5293 - 2016 / 9 / 23 - 13:13
المحور: الطب , والعلوم
    

في لحظات الانفجار العظيم اتحدت البروتونات مع الالكترونات مكونة ذرات الهيدروجين . فملأ الفضاء الكوني ، يحتوي الهيدروجين على بروتون واحد فقط في النواة والكترون واحد خارجها ، ولا تحتوي النواة على اي نيترون .
ان عدد الالكترونات لكل ذرة مستقرة يكون مساويا لعدد البروتونات في النواة دائما .

بعد دقائق من الانفجار الكبير وبفعل الحرارة الهائلة اندمجت النيترونات الوفيرة الموجودة في الكون بعد الانفجار مع البروتونات فتشكلت ذرات عناصر الهيليوم ونواة كل ذرة منه تحتوي على ( 2 بروتون + 2 نيترون).
وبفعل الحرارة الهائلة المتوفرة اندمج بروتون اضافي في نواة ذرة الهيليوم فنتج عنصر جديد هو الليثيوم ، فاصبحت نواته تحتوي على ( 3 بروتون + 2 نيترون ) ، ان هذه النواة غير مستقرة ، حيث ان الليثيوم المستقر تحتوي نواته على 3 او 4 نيترونات . فتندمج نواتين من انوية الليثيوم لتكوّن نظير عنصر البيريليوم- 8 الذي يحتوي نواته على ( 4 بروتون + 4 نيترون ) .
وهذه ايضا غير مستقرة وتتحلل فور تكونها ، ان النظير المستقر للبيريلوم في الطبيعة تحمل نواته 5 نيترونات وليس اربعة .
ويستمر مسلسل الاندماج النووي للعناصر الجديدة ، فيتحول البيريليوم الى عنصر الكربون الذي تحتوي نواته على ( 6 بروتون + 6 نيترون) .

فكر العلماء باحتمالية ان يكون الكربون قد نتج من تفاعلات مباشرة لذرات الهيدروجين دون المرور بالعناصر الأخرى كالهيليوم والليثيوم والبيريليوم ، وهذا يستلزم تصادم ثلاث انوية تندمج معا لتكون ذرة كربون واحدة . وبعد دراسات معمقة قام بها عالم الفلك الانجليزي فريد هويل رسم سيناريو جديد لتكون الكربون عن طريق عملية الرنين ، فاستنتج ان نواة الكربون لابد ان لها حالة استثارة اعلى بقليل من (الكتل - الطاقة) المنطلقة المجتمعة لأنوية الهيليوم الثلاث ، وقتها يمكن لنظام الهيليوم - البيريليوم ان يتناغم مع هذه (الكتلة- الطاقة) اذا تم تعويض هذا النقص البسيط من الطاقة الحركية للجسيمات المتدافعة داخل النجم المتقد سيكون تأثير هذا الرنين اطالة عمر نواة البيريليوم غير المستقرة ، وهذا يعطي فرصة جيدة للاصطدام بها . وبذلك تكون الفرصة مواتية لتكوين ذرات الكربون بسرعة اكبر .
وقد اجريت تجارب في امريكا ضمن مشروع مانهاتن لأنتاج وتصنيع القنبلة الذكرية الامريكية بأشراف الدكتور الفريد هويل بالمشاركة مع الفيزيائيين الامريكان ، فاثبتت التجربة صحة نظرية هويل .
اذا من الممكن انتاج الكربون من اندماج ثلاث نويات من الهيليوم مرورا بعنصر البيريليوم .
ومن التفاعلات النووية لنويات الكربون ينتج الاوكسجين ثم عنصر النيون ثم المغنيسيوم وهكذا يستمر مسلسل انتاج العناصر الكيميائية حسب الجدول الدوري وصولا الى الحديد .
كل العناصر المذكورة اعلاه هي العناصر الكيميائية التي تحتاجها الحياة للظهور والاستمرار .
العجيب المسكوت عنه هو تدخل قدرة الخالق في ايجاد الفرصة الملائمة لخلق الحياة ولحدوث رنين الكربون بالتفاعل بين القوة النووية الشديدة والقوة الكهرومغناطيسية . اذا كانت القوة الشديدة اقوى او اضعف بقدر يصل الى 1% كانت الطاقات التي تربط النواة سستتغير ولم يكن الرنين ليحدث يشكل متوافق ، وربما كان الكون وقتها خاليا من الحياة .
فهل عامل الصدفة الاستثنائية بمقدار 1% هو من تحكّم بايجاد الحياة ؟ ام تدخل ارادة الله الخالق هي من خلقت واوجدت الحياة بعد ان جمع الله عناصرها ومستلزماتها من عناصر كيميائية وتفاعلات نووية مدبرة بنظام عجيب .

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات