أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الأصابع المرفوعة في السجلات المختومة بالقبلة الامريكية















المزيد.....

الأصابع المرفوعة في السجلات المختومة بالقبلة الامريكية


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأصابع المرفوعة في السجلات المختومة بالقبلة الامريكية
تميم منصور

يقول المثل الشعبي " بعد ما ضرطت شدت ليتها " وهذا المثل ينطبق على الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة براك أوباما وكيري ...أوباما الرئيس الأمريكي قرر على ما يبدو التكفير عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني التي ارتكبت خلال توليه رئاسة أمريكا لمدة ثمان سنوات ، فمنذ توليه مقود الإدارة أعلن أنه سيعمل كل ما بوسعه لايجاد حلاً عادلاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، الحل الذي تبناه علناً هو حل الدولتين ، كما أنه سارع لتبني سحب القوات الامريكية من العراق .
بالنسبة للعراق أوفى بوعده وأصدر الأوامر للقوات الامريكية بأن عليها الهروب من العراق ، ليس خجلاً أو أسفاً على الاحتلال ،أو بسبب الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العراقي ، بل لأن الشعب الأمريكي لم يعد يتحمل المزيد من الخسائر من قتلى وجرحى داخل صفوف القوات الامريكية ، فقد بلغ عدد الجنود الذين قتلوا على يد رجال المقاومة العراقية حوالي خمسة آلاف جندي ، إضافة الى عشرات الآلاف من الجرحى نصفهم مشوهون ، ناهيك عن الخسائر المادية الي أرهقت الخزينة الامريكية .
هذا بالنسبة للعراق ، أما بالنسبة لوعوده بإيجاد حلاً عادلاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدامي ، فلم تكن محاولات إدارة أوباما ذات قيمة أو جدية ، اذ لم تتراجع خطوة عن استمرار دعمها لسياسة إسرائيل العدوانية ، بل تركت لها الحبل على الغارب لممارسة سياستها القمعية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ، فزادت من حصارها لمدينة القدس ، وانتهاك حرمة الحرم القدسي الشريف كما امتد استيطانها الى البلدات المحيطة بالقدس ، فأقامت احياءً فوق أراضي هذه البلدات ، واستمرت أيضاً في بناء السور العنصري العازل ، إضافة الى توسيع المستوطنات التي كانت قائمة ، مع إقامة بؤر استيطانية جديدة ، ولا زالت عملية الاستيطان مستمرة ضمن المخططات التي وضعتها حكومة نتنياهو العنصرية .
ثمان سنوات مضت من عمر إدارة أوباما وهي بمثابة الغطاء الدولي والسياسي والعسكري والاقتصادي لسياسة حكومة نتنياهو العدوانية ، كانت الغطاء الذي أعطى المبررات لإسرائيل عندما قامت بالعدوان على غزة مرتين متتاليتين خلال ثلاث سنوات ، العدوان الأول كان في فترة حكومة أولمرت ليفني ، والعدوان الثاني زمن حكومة نتنياهو ، لقد سقط الآلاف من الضحايا ، خاصة من الأطفال في هذين العدوانين ، يكفي أن نذكر أنه قتل في العدوان الثاني عام 2012 حوالي 650 طفل فلسطيني . هذا الدعم غير المحدود لم يقتصر على الغطاء السياسي والمعنوي ، بل رافقه الدعم المالي المتواصل ، إضافة الى الاستمرار بفتح مخازن الأسلحة التابعة للجيش الأمريكي ، وما على قادة جيش الاحتلال سوى اختيار أفضل وأشد أنواع الأسلحة الامريكية تطوراً وفتكاً .
عندما حدث تباين بين إدارة أوباما وبين حكومة نتنياهو حول الملف النووي الإيراني ، توهم الكثيرون من الفلسطينيين بأن هذا التباين سوف يتحول الى خلافات ربما تؤدي الى نوع من القطيعة بين واشنطن وتل أبيب ، لكن هذه الخلافات لم تغيّر من عطف ورضى ودعم الإدارة الامريكية لسياسة حكومة الاحتلال .
حاول نتنياهو استغلال هذا الخلاف للحصول على مكاسب سياسية ودعما عسكرياً من الإدارة الأمريكية ، خاصة بعد التوقيع على الاتفاق الأمريكي الإيراني حول ملف ايران النووي ، وكان لرئيس حكومة الاحتلال ما أراد ، فقد وافق أوباما على تزويد إسرائيل بأحدث الطائرات المعروفة بطائرات الشبح أف 35 ، كما سارع هذا الاوباما الى الإعلان عن تقديم دعم مالي لإسرائيل قيمته 36 مليارد دولار خلال العشر سنوات القادمة .
رغم هذا الدعم الذي لم تحصل عليه أية دولة في العالم ، استمر نتنياهو وحكومته باتباع سياسة افتعال الخلافات بأسلوب " الحردنه " للحصول على المزيد من الدعم والغطاء السياسي ، خاصة فيما يتعلق برفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ، وباستمرار سياسته التوسعية على حساب الأراضي الفلسطينية ، وان سبب هذا الدلع السياسي من قبل نتنياهو وحكومته ، ان الدعم الأمريكي المتواصل لسياسة إسرائيل العدوانية اصبح بالنسبة لغالبية الإسرائيليين واجباً وفرضية وثقافة لا يمكن التراجع عنها ، فإسرائيل أصبحت تؤمن بأن الاحتلال حق من حقوقها ، والاستيطان شرعي لا جدال حوله ، وقد شبه نتنياهو تفكيك أي مستوطنة وعودة سكانها الى الداخل الإسرائيلي نوعاً من الترانسفير .
هذه الثقافة زادت من عدوانية غالبية الإسرائيليين ، وزادت من عدوانية الحكومة وتطرفها ، إلى درجة أن كل انتقاد لسياسة اسرائيل العدوانية يعتبر معاداة للسامية ، وقد اتضح ذلك بعد صدور القرار الأخير من مجلس الأمن الذي يحمل رقم 2334 .
ان الدعم الأمريكي المتواصل ودعم الدول الامبريالية لإسرائيل على امتداد عشرات السنين جعل الإسرائيليين يشعرون بالإشباع السياسي الذي تحول الى جشع ، لذلك لم يتحملوا وقع صدور القرار المذكور من مجلس الأمن ، افتعل نتنياهو ردوداً تدل على الحماقة لما فيها من تحدي لغالبية دول وشعوب العالم ، التحدي الذي أعلن عنه نتنياهو إعلانه الصارخ بأنه يرفض هذا القرار ، وسارع الى ابراز مخطط جديد لبناء 550 وحدة بناء في القدس لوحدها ، أعلن عن ذلك ولسان حاله يقول عن القرار : " بلوه واشربوا ميته " لقد تصرف نتنياهو كأن إسرائيل دولة عظمى ، فأعلن عن المقاطعة و" الحردنه " على الدول الأربعة عشر التي دعمت القرار ، مع أن هذا القرار لم يطالب بإنهاء الاحتلال ـ بل طالب باعتبار الاستيطان عملاً غير شرعي ، مع ذلك يبقى لهذا القرار شقان .
الشق الأول يتعلق بالموقف الأمريكي ، هذا الموقف من القرار يشبه موقف بريطانيا من وعد بلفور ، فبعد أن أكتمل المشروع الصهيوني في فلسطين عام 1947 ، قررت بريطانيا الهروب من فلسطين ، وعرض القضية على الأمم المتحدة ، فحدث ما حدث ، هذا هو الموقف الأمريكي ، فبعد أن كاد المشروع الاستيطاني التوسعي أن يكتمل ، بفضل إدارة أوباما حالت صدور أي قرار من جلس الأمن لا يجيز الاستيطان.
منذ عام 1981 حيث صدر اول قرار من مجلس الأمن يمنع الاستيطان ، قامت الحكومة الامريكية بالدفاع عن سياسة إسرائيل العدوانية بما فيها الاستيطان ، فعلت ذلك حتى يصبح الاستيطان امرأً واقعاً ، اذ يبلغ عدد المستوطنين اليوم حوالي 700 الف مستوطن ، هذا العدد قريب من عدد اليهود الذين تواجدوا في فلسطين عندما عرضت بريطانيا قضية فلسطين على الأمم المتحدة .
ما عرفته أمريكا وتتجاهله حكومة نتنياهو ان القرار الذي اقره مجلس الأمن لم يكن ضد إسرائيل ، بل كان ضد سياستها الاستيطانية ، ولو كان ضد إسرائيل مباشرة لمنعت أمريكا صدوره .
اما الشق الثاني من القرار ، فهو هذا القرار الأجرد والمبتور ، لم يحدد ماذا سيفعل هذا المجلس اذا رفضت حكومة نتنياهو تنفيذ هذا القرار ، كما رفضت القرارات التي سبقته مثل قرار 242 وقرار 338 ، لم يكن هناك أية إشارة عن فرض عقوبات او استعمال القوة في حالة عدم تنفيذ هذا القرار .
قال السيد المسيح " ماذا ينفع الانسان اذا ربح العالم ونسي نفسه " ونحن نقول ماذا يفيد القرار اذا رفعوا الأصابع ، وبعد ذلك تُقطع تلك الأصابع "



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل عقيم وحمى الاتهامات
- الربيع العربي أدخل اسرائيل العصر الذهبي
- صفق أنت فلسطيني
- فيدل كاسترو البصمة التي أوجعت امريكا
- بين فكي كماشة بلفور والتقسيم يعيش الشعب الفلسطيني
- لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني
- مقاييس التكريم محاطة بالجماجم
- بين الهيئة العربية العليا والقائمة المشتركة
- موعد مع الغدر في ليلة المجزرة
- عروبة الحرم القدسي الشريف ليس رهينة لقرارات اليونسكو وغيرها ...
- حقائق التاريخ تدين الوزير - بينيت -
- حمامة بيرس للسلام في قفص التساؤلات
- عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة أسقط البندقية وكسر غصن الزي ...
- نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرق ...
- من اسحاق رابين الى الكابتن نضال
- لسنا جسراً للسلام الذي يحلم به الاحتلال والسلطة في رام الله
- هل نحن أمام مشروع مارشال جديد في غزة ؟؟؟ ..
- الطائفة المسيحية ستفشل مشروع ساعر بيكو
- عندما ينزلق الأزهر ويقع في شباك النفاق
- الجبناء وحدهم لا يغضبون


المزيد.....




- -الحرّيفة- عائدون بـ -الريمونتادا-
- صحفي أمريكي -يضحي- بيده اليسرى لأطفال غزة (فيديو)
- قصة الرئيس المصري الذي اغتيل في ذكرى انتصاره
- مراجعة عام من الحرب: أهداف نتنياهو بين النجاح والفشل
- توتر يسبق ذكرى 7 أكتوبر.. زعماء غربيون ينددون بـ -الكراهية- ...
- روسيا تعتزم إطلاق الصاروخ رقم 2000 من طراز R-7 بحلول نهاية ا ...
- أسباب الأكزيما وطرق علاجها
- مصر.. بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل النووي بالضبعة في ذكرى نصر ...
- الكويت.. إحالة كل من روّج أخبار منع دخول المويزري للبلاد إلى ...
- مستشار أوكرني سابق يحذر زيلينسكي من -تمرد مسلح- بعد الانسحاب ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الأصابع المرفوعة في السجلات المختومة بالقبلة الامريكية