أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرقي














المزيد.....

نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرقي


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدارسون والمتعقبون لتصرفات بنيامين نتنياهو عاجزون حتى الآن عن وضعه في قالب سياسي أو قالباً من قوالب العنصرية التي عرفتها البشرية، هناك من يرى أنه أحد تلاميذ مناحيم بيغن الذي كان في حقبة من الزمن والتاريخ السياسي في إسرائيل يتصدر وجه اليمين المتطرف والعنصرية في إسرائيل، وهناك من يرى به امتداداً لرحبعام زئيفي مخترع نظرية الترانسفير بحق عرب الداخل الفلسطيني.
هذا لا يعني أنه ليس توأماً في أفكاره ومبادئه ومواقفه لرؤوس اليمين الفاشي المعروفين وفي مقدمتهم ارئيل شارون وليبرمان وآخرون.
حقيقة أنه امتداد لكل هؤلاء فقد اختمرت أفكارهم في ذهنه بعد أن عمّدها بالفكر الديني خاصةً جوانبه التاريخية ، فتحول إلى مركب سياسي متطرف يحمل مزايا خاصة قل ما نجدها في رئيس وزراء أُخر في كافة أنحاء المعمورة.
بالتأكيد أن هوسه وحقده المتواصل ضد المواطنين العرب خاصةً داخل حدود الدولة استقاه من مناحيم بيغن الذي يعتبره معلمه الأول والذي لا يخطئ كما وصفه ،فكل الدلائل تشير أنه لا زال متأثراً من موقف مناحيم بيغن عندما طالب بن غوريون في سنوات الخمسين بتهديد الحكومة المصرية في عهد جمال عبد الناصر، أنها إذا أقدمت على تنفيذ حكم الإعدام بحق الخلية الجاسوسية التي نظمها الموساد من يهود مصر في سنوات الخمسين وكانت مكلفة بمهاجمة المؤسسات الأمريكية في القاهرة للإيقاع بين حكومة الثورة في مصر وبين حكومة الولايات المتحدة، إذا تم تنفيذ الإعدام بحق أعضاء هذه الخلية فإن السلطات الإسرائيلية سوف تقوم بإعدام عدداً من المواطنين العرب داخل الخط الأخضر، لكن بن غوريون رفض هذا الطلب ومما هو جدير بالذكر أن إقامة هذه الخلية التي تم القاء القبض عليها عرفت أيضاً بفضيحة (لافون) في حينه.
كما ذكرنا رفضت حكومة بن غوريون هذا التوجه من قبل مناحيم بيغن وقد حاول الاعلام الإسرائيلي طمس هذا الخبر ولم يذكر هذه الحادثة فيما بعد سوى مؤرخ واحد يدعى (شموئيل دوتان) وذكر هذا المؤرخ أن الواجب الأخلاقي كان يفرض على بيغن أن يقدم اعتذاره للمواطنين العرب لكنه لم يفعل ذلك.
لا نريد أن نقلل من مساحة الوجه اليميني المتطرف لمناحيم بيغن لكنه لم يناصب العداء الفكري والسياسي للمواطنين العرب بصورة مفضوحة ومتواصلة مثلما يفعل اليوم تلميذه نتنياهو، كان بيغن جزءاً من سياسة ومخطط ممنهج وضعته كافة القيادات الصهيونية ، يرى بالمواطنين العرب غرباء في وطنهم، يرى بهم قوة استهلاكية ضعيفة عاجزة ،واليوم قام نتنياهو بالخروج من هذه الدائرة لأنه يرى بهم جسماً سياسياً معارضاً لسياسته فقط، انه يعتبرهم نداً له وطرفاً معادياً لكل مكونات الدولة ويرى بهم غرباء وكابوساً يطوق رقبته.
لا أحد يعرف حتى الآن أين هي حدود موقفه منهم، ولا أحد يعرف حدود غيرته وحقده ضد مواطنين تواجدوا في وطنهم قبله وقبل اجداده وقبل جميع سكان دولته، إن أسلوب تعامله معهم يشير إلى أنه أخذ يعتبرهم رهائن أو أسرى للمقايضة بهم في وقت من الأوقات ،أو دروعاً بشرية يحتمي بهم وقت الضرورة.
من يقرأ صفحات التاريخ أو من يطلع على قواميس الفكر البشري والإنساني لم يجد مسؤولاً في العصر الحديث باستثناء الأنظمة الفاشية والنازية يتعامل ويتصرف مع خُمس سكان الدولة مثلما يتعامل هذا الصهيوني، إنه لا يريد أن يؤمن أو يعترف بأنهم جبال وصخور وجذور هذا الوطن، انهم ملح الأرض وتراثها وتاريخها وجغرافيتها البشرية، أجدادهم ترابها ومقدساتهم عطرها من مساجد وكنائس وتكايا.
يتعامل معهم بمزاجية غريبة ليس له ثوابت سياسية سوى المزيد من ملاحقتهم حتى أصبحت هذه الملاحقة خليط من مزاجه الغريزي وفكره الصهيوني والديني معاً، كل يوم يفجر فضيحة جديدة تكشف عن نفسيته المريضة اتجاههم، هناك من شبّه استنجاده واستغاثته بعلوج اليمين لإنقاذ الدولة من المواطنين العرب بالصرخة التي وجهها في يوم من الأيام أحد رموز الصهيونية الاستيطانية (يوسف ترمبلدور) عندما وجه نداءه إلى يهود أوروبا الشرقية ويهود العالم بالهجرة إلى فلسطين في مطلع القرن العشرين، التوجه في كلتا الحالتين يحمل روح العنصرية لكن صرخة نتنياهو أكثر خطورة عندما دعا مواطنيه بالتوجه إلى الصناديق كما يفعل المواطنين العرب فهو يرى ببطاقات الاقتراع التي يحملها المواطنون العرب قنابل تدميرية وليست جزءاً من عمل دستوري ومسيرة حضارية ، بعد أن حقق مآربه لم يخجل من نفسه عندما لجأ لأسلوب المراوغة والخداع والكذب والاعتذار الكاذب.
لكن المواطنين العرب لم يردعهم نداء واستغاثة نتنياهو، استمروا بمسيرتهم وحققوا ما صَبوا إليه وهو ميلاد القائمة المشتركة التي كانت ولا تزال مخرزاً في عيون أحزاب اليمين الفاشي.
تركوا نتنياهو يجتر كلماته التي زادتهم قوة واصراراً وتحدٍ لكل مشاريعه وأحلامه.
لم يمضِ وقت طويل على الفزعة التي افتعلها نتنياهو في يوم الانتخابات وإذا به يفتح صفحة جديدة يقارن فيها بين المواطنين العرب وبين المستوطنين رُسل الصهيونية وأدواتهم الاحتلالية للأراضي الفلسطينية إنهم امتداد للاستعمار القديم والحديث.
اولاً هذه المقارنة بين من يعيشون في وطنهم منذ آلاف السنين وبين شراذم من علوج المستعمرين جاءوا من اصقاع الدنيا تحت مظلة اليهودية الدينية الغيبية هو كفرٌ وخطيئة ودعارة سياسية واجتماعية ، وهذا التنوع من الدعارة لا يُصدر إلا عن زعيم مثل بنيامين نتنياهو وأركان حزبه وحكومته، لقد حاول أن يضع العالم أمام واقع جديد وهو أن طرد المستوطنين من الأراضي التي استولوا عليها بالقوة تعتبر تطهيراً عرقياً ، وهذا أخطر شيء تتعرض له القضية الفلسطينية، لكن ردود الفعل الداخلية والعالمية على هذا النوع من الانحراف السياسي التي ابتدعها نتنياهو كان لطمةً قطعت أحلامه في الحاضر والمستقبل، حتى أن الرئيس الأمريكي أوباما وسكرتير الأمم المتحدة بان كي مون رفضا هذه الدعارة السياسية.



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اسحاق رابين الى الكابتن نضال
- لسنا جسراً للسلام الذي يحلم به الاحتلال والسلطة في رام الله
- هل نحن أمام مشروع مارشال جديد في غزة ؟؟؟ ..
- الطائفة المسيحية ستفشل مشروع ساعر بيكو
- عندما ينزلق الأزهر ويقع في شباك النفاق
- الجبناء وحدهم لا يغضبون
- العدوان على غزة كان بمثابة الغربال الذي اسقط زوان العنصرية
- ديمقراطية الانياب الدموية في وسائل الاعلام الصهيونية
- ثورات مصنوعة من خيوط واهية سريعة التمزق
- كذبة اسمها العروبة
- بين تموز لبنان وتموز غزة السفاح واحد
- صراع المصالح فوق الجسد الفلسطيني
- ماركات احتلالية خاصة بالصهيونية
- النقد البناء كسكين الجراح الذي يجرح ليشفي
- لكل زمن وموقف دايتون جديد
- قلة الشغل تعلم مفكر النيتو التطريز
- عندما يبكي السجان دموع النفاق
- في انتظار طيور سنونو جديدة قادمة الى اسرائيل
- بين أنصار المخلوع وانصار المعزول حبل من مسد
- النقد هو الجانب الآخر للحقيقة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرقي