أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني















المزيد.....

لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5344 - 2016 / 11 / 15 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني
تميم منصور

هدد رياض منصور أحد كبار الدبلوماسيين الفلسطينيين ، وممثل فلسطين في الأم المتحدة ، بأنه في حالة قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها من مدينة تل أبيب الى مدينة القدس ، فأن رد الفلسطينيون ضد أمريكا سيكون قاسياً ، لأن هذه الخطوة من وجهة نظره مخالفة لكل الأعراف الدولية ، وفي نفس الوقت فهي خطوة استفزازية لا يمكن التسليم بها .
أطلق هذا التهديد وهو في حالة غضب ، وعندما سأله الصحفيون عن طبيعة الرد القاسي الذي يلوح به، تلكأ قليلا ثم قال : سوف نجعل أمريكا تشعر بمرارة ردنا ، سوف نتقدم كل يوم بشكوى ضدها احتجاجاً ضدها ، حتى أنها لو أقدمت على استخدام حق النقض الفيتو لمنع أي قرار يمكن أن يصدره مجلس الأمن ، سوف نكرر تقديم الشكوى للإستمرار باستفزاز السلطات الامريكية .
هذا التصريح يؤكد بأن اللجوء الى المنظمات الدولية المحدود من قبل الفلسطينيين ، هو السلاح الوحيد الذي بقي متوفراً بين أيديهم للدفاع عما تبقى من حقوق مشروعة في وطنهم ، مع العلم أن المنظمات الدولية اعتبرت بالنسبة للفلسطينيين خاصة ملجأ الضعفاء ، يرتادونها وهم يسيرون على عكاكيز الخوف والتردد والمهانة والهزيمة ، أن رياض منصور المعروف عنه بسرعة انفعاله ، يدرك وهو يقدم هذه الضريبة الكلامية بأن قيادته في رام الله لا تجرؤ على مناطحة أي قرار أو موقف أمريكي حتى لو كان معادياً للشعب الفلسطيني ، لأن قرون السلطة الفلسطينية قد تحطمت منذ أن انحرفت السلطة عن إرادة الشعب الفلسطيني ، كما أن هذه السلطة لا تزال تتنفس من رئات الفتات الذي تقدمه أمريكا لرجالاتها ، وأن أسطول السيارات الجديدة التي ظهرت في الأيام الأخيرة متكدسة في إحدى الموانىء الإسرائيلية وقدرت بالمئات ، جميعها أرسلتها أمريكا مكرمة لأبي مازن وأعوانه ، كجائزة لهم على موقفهم العدوان السعودي على اليمن وانضمامهم الى الجوقات العربية المعادية لإيران ، هذا ما أقرت به وسائل الاعلام الإسرائيلية وغير الإسرائيلية .
أن موقف السفير رياض منصور الحاد ، يؤكد أيضاً بأن القيادة الفلسطينية كغيرها من القيادات العربية ، كانت تنتظر فوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات الامريكية الأخيرة برئاسة هيلاري كلنتون بدلاً من مرشح الحزب الجمهوري ترامب ، لكنهم جميعاً أصيبوا بخيبة أمل من نتيجة الانتخابات ، والدليل على ذلك ، أن المستشار الاستراتيجي للرئيس محمود عباس ويدعى " حسام زملوط " صرح عشية اجراء الانتخابات ، بأن الفلسطينيين ينتظرون فوز أوباما من جديد يعني " كلنتون " لأن عهد أوباما مميز بالنسبة للفلسطينيين حسب ادعائه ، أن هذه الشهادة التي لا يستحقها أوباما وحزبه ما هي الا نفاقاً وجزءاً من الهزيمة لدى القيادة الفلسطينية المستمرة في خداع الشعب .
هل نسي هذا " الزملوط " الذي لا يعرف أي نوع من أنواع العمل الاستراتيجي ، أن آخر ما قدمه أوباما لحكومة الاحتلال هو المزيد من طائرات " أف 35 " وانه وافق على تقديم أكبر دعم مالي للإحتلال قُدر ب37 مليارد دولار ، خلال العشر سنوات القادمة ، هذا الدعم المالي وحده كاف لتثبيت الاحتلال الى يوم يبعثون ، وكاف لبناء الف مستوطنة جديدة ، قال أوباما بعد أن أعلن عن مكرمته لإسرائيل بانه يعيش بضمير مرتاح لأنه قدم ما لم يقدمه أي رئيس امريكي سابق .
أن هذا الانجذاب والهوى من قبل العديد من القيادات الفلسطينية لامريكا ، يؤكد بأن الاحتلال لا يشمل الأرض الفلسطينية ، بل ان الانسان الفلسطيني أيضاً محتل ـ في مناطق احتلها الرعب ، ومناطق احتلها الجوع ومناطق احتلها اليأس ، وأنه لم يعد يؤمن بأن الحرية لا تُعطى بل تؤخذ ، وأن من كان عبداً لنفسه أو لغيره لا يستطيع توفي الحرية للآخرين .
ليس الفلسطينيون وحدهم من انتظر خروج الدخان الأبيض من مقرات مرشحة الحزب الديمقراطي كلنتون ، فبعد الإعلان عن النتائج ، اعلن الحداد في البلاط السعودي وبقية القصور والابراج في مشيخات الخليج ، ما يهمنا من كل هؤلاء هم الفلسطينيون ، لأن طاعة الأنظمة العربية لعواصم القوى الامبريالية ، له مردود يخدم هذه الأنظمة ، يقدم لها الأسلحة لحماية نفسها من غضب شعوبها ، أما بالنسبة للفلسطينيين فأن انصياعهم لمطالب هذه القوى لا مبرر ولا مردوداً ايجابياً ، لأن هذه القوى معنية دائماً المحافظة على أمن إسرائيل ، ومعنية أكثر بالاستمرار بتكبيل أيادي الشعب الفلسطيني ، كي يستمر الاحتلال بدون خسائر ومواجهة .
لا يمكن أن ينال الشعب الفلسطيني حريته ما دام لا يسيطر على استقلالية قراراته ، والتاريخ يشهد بأن الشعب الفلسطيني قدم أعز ما يملك من شهداء ، وعانى من مرارة الاحتلال ، لأنه فرط و لازال يُفرط باستقلالية قراره ، مما حول القضية الى كرة تتلقفها الأنظمة العربية ، وكل نظام يريد أن يضعها في سلته أو في المرمى البعيد عن مرمى الشعب الفلسطيني .
لقد قدم الشعب الفلسطيني في سبيل السيطرة على زمام المبادرة للوصول الى غاياته أغلى ما يملك ، وكان الرئيس عرفات أحد هؤلاء الشهداء ، حيث تم اغتياله في المقاطعة من قبل إسرائيل وبعض ومساعديه الذين اشتركوا في المؤامرة للتخلص منه ، لأنه رفض الموافقة على " كامب ديفيد 2000 التي عقدت في منتجع كامب ديفيد في 11/ تموز عام 2000" وحضرها الرئيس السابق كلنتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ايهود براك ،دامت القمة أسبوعين وباءت بالفشل ، وقد اتهم الرئيس عرفات بافشالها"
هناك شبهات كثيرة حول مشاركة المقربين من عرفات بتصفيته ، بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية ، وقد أكد هذه الحقيقة أخيراً " جلعاد شارون " نجل ارئيل شارون في كتابه الأخير الذي نشره تحت عنوان " شارون قصة حياة قائد " ، ورد في هذا الكتاب نص المقابلة التي أجراها محمود عباس مع شمعون بيرس في شهر أكتوبر عام 2002 ، واستمرت ثلاث ساعات ، كان بيرس وقتها وزيراًً للخارجية ، أعلن شارون بعد المقابلة بأنه يوافق على ما قاله عباس بأن عرفات هو المسؤول عن افشال عملية السلام ، كما طالب عباس في هذه المقابلة وقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية الى ما بعد رحيل عرفات وتسلمه السلطة من بعده .
بعد رحيل عرفات تبدل كل شيء فقد سارت القيادة التي خلفته على نهج السادات ، حينما أدارت ظهر المجن لانجازات وسياسة جمال عبد الناصر ، وتنكر للدور الذي قدمه الاتحاد السوفيتي لمصر بعد هزيمة عام 1967 وقبلها ، هذا ما فعله عباس وقيادته ، فقد فرط بكل إنجازات الثورة ومواقفها وسياستها ، وأعاد القرار الفلسطيني الى جامعة الدول العربية كما فعل المفتي الحاج أمين الحسيني ، وضحى بكل كوادر الثورة والمحاربين واستبدلهم بمرتزقة أشرفت أمريكا على اعدادهم في الأردن وفي اريحا ، هذه السياسة أوصلت الفلسطينيين الى طريق مسدود .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاييس التكريم محاطة بالجماجم
- بين الهيئة العربية العليا والقائمة المشتركة
- موعد مع الغدر في ليلة المجزرة
- عروبة الحرم القدسي الشريف ليس رهينة لقرارات اليونسكو وغيرها ...
- حقائق التاريخ تدين الوزير - بينيت -
- حمامة بيرس للسلام في قفص التساؤلات
- عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة أسقط البندقية وكسر غصن الزي ...
- نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرق ...
- من اسحاق رابين الى الكابتن نضال
- لسنا جسراً للسلام الذي يحلم به الاحتلال والسلطة في رام الله
- هل نحن أمام مشروع مارشال جديد في غزة ؟؟؟ ..
- الطائفة المسيحية ستفشل مشروع ساعر بيكو
- عندما ينزلق الأزهر ويقع في شباك النفاق
- الجبناء وحدهم لا يغضبون
- العدوان على غزة كان بمثابة الغربال الذي اسقط زوان العنصرية
- ديمقراطية الانياب الدموية في وسائل الاعلام الصهيونية
- ثورات مصنوعة من خيوط واهية سريعة التمزق
- كذبة اسمها العروبة
- بين تموز لبنان وتموز غزة السفاح واحد
- صراع المصالح فوق الجسد الفلسطيني


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني