أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صفق أنت فلسطيني















المزيد.....

صفق أنت فلسطيني


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صفق أنت فلسطيني
( من وحي مؤتمر فتح )
تميم منصور
صفق يا أخي في رام اله ونابلس وطوباس والخليل والقدس وجنين وغزة وفي مخيمات الوحدات والبداوي وجباليا وعين الحلوة واريحا ، صفق فعدد المشردين تجاوز العشرة ملايين ، وعدد مخيمات اللجوء 25 ، وعدد الأسرى والسجناء في سجون الاحتلال وداخل الزنازين أبناء يعرب تجاوز الخمسة عشر الفاً ، وعدد المفقودين تجاوز الثمانية آلاف ، وعدد الفصائل المتنازعة على السلطة 26 فصيلاً .
لماذا لا تصفق وأنت ترى غزة حطمت الحصار بوصول المئات من أعضاء مؤتمر فتح الى رام الله ، صفق فرحاً بزوال حواجز الاحتلال ، فقد حولتها المقاومة الى مضافات لاستقبال الفلسطينيين وهم في طريقهم للاستجمام في فنادق وأماكن اللهو وبيارات ومصانع أبناء شعب الله المختار .
لماذا لا تصفق أيها الفلسطيني على انغام جوقات الهتافات وتراقص ربطات العنق المرتاحة على الصدور ورنين وفرقعات ثلاثة آلاف يد ، تحولت الى كفوف تقذف التصفيق عالياً ، وثلاثين الف أصبع عبرت عن الولاء لإبي أبو مازن قائد الثورة ، كفوف كادت أن تنز دماً لأنها تلاطم مخرز الاحتلال خلال انعقاد مؤتمر الثورة ، مؤتمر فتح في عاصمة فلسطين البديلة .
صفق أخي فالاحتلال أصبح قدرك ، والمستوطنين جيرانك ، والتسول طبعك والترهل عزتك والصمت راحتك والفساد والانقسام رفيق دربك ، صفق فالمقاومة أصبحت عدواً للمقاومة والسعودية وقطر وجامعة أحمد أبو الغيط عنوانك .
لماذا لا تصفق فمؤتمر فتح أنهى كل شيء ، رفع بيارق الانتصار فوق الأقصى والقيامة ، وشق دروب العودة ، وأعاد حركة فتح الى عهدها الثوري المقاوم ، داس المؤتمر فوق كل مسببات الانقسام ، لم يعد بعد اليوم فتحاوي
وحمساوي وجهادي وغزاوي ، اجتمع شمل الأمة الفلسطينية بفعل موجات التصفيق التي انطلقت من قاعة عقد المؤتمر ، انتصرت فلسطين ، كل فلسطين بفوز " جبريل رجوب " ونجاح خطة عباس ومؤيديه في ابعاد معارضيهم من قيادة فتح وقذفهم الى هوامش النسيان ، لأنهم لم يعودوا ثوريين ، بسبب معارضتهم للزعيم ، وقام المسؤولون بتجميل وجه المؤتمر بانتخاب البروغثيين " مروان وزوجته فدوى " .
من واجب كل فلسطيني أن يصفق ، لأن التصفيق يعني النجاح والانتصار ، لأن غياب الف عضو من أعضاء المؤتمر السادس لم يشاركوا في مؤتمر التصفيق والانتصار ، كان التصفيق سيد الموقف ، لأن قضية فلسطين ومأساتها حسمت بفعل الكفوف المتلاطمة ، مواكب العودة في طريقها الى فلسطين ، اللاجئون يحملون حقائب العودة على ظهورهم ، يهتفون وداعاً للشتات واللجوء والتشرد والمهانة ، لم تعد بعد اليوم دولاً عربية حاضنة ، لأن مؤتمر فتح جدد الثورة وجدد انطلاقها .
كتب الكثير عن مؤتمر فتح السابع ، وانتظره غالبية الفلسطينيين على أمل أن يكون مؤتمر الثورة الحقيقي ، لعله يضخ دماء جديدة في الجسد الفلسطيني ، لعله يربط ما بين تاريخ الكفاح والنضال الفلسطيني ، وحاضره البائس ، كانت التوقعات بأن يكون هذا المؤتمر رافعة قادرة على كسر صخرة الصمت والركود الفلسطيني ، أو ازاحتها من طريق الضعف والعجز والجمود والافلاس ، ووضع حد لجميع حالات التردي التي أوصلت الشعب الى الخوف من مستقبله الغامض ، انتظر غالبية الشعب الفلسطيني بان يضع المؤتمر حدا لحالة القلق الممزوج بالخوف والحيرة .
بكل أسف لم يحدث أي شيء يهدىء من روع الفلسطيني ، لم تقترب التوقعات من أي واقع يمكن أن يؤدي الى التغيير ، ما ميز هذا المؤتمر تعداد الضيوف ، لم يكن طابعه أو روحه ثورياً ، يمثل شعباً يرزح تحت الاحتلال ، لم يسمع المؤتمر صيحات المشردين في مخيمات اليرموك والبقعة وعين الحلوة المحاصر ، كان هم القطط السمان من قيادات فتح خلال المؤتمر هو المحافظة على مواقعهم القيادية وتهميش المعارضن لسياسة حق المقاومة بكافة الطرق والوسائل ، والعودة لاستقلالية الإرادة والقرار الفلسطيني .
غابت الوان الثورة عن مناخ وأجواء المؤتمر ، وهناك من رأى به امتداداً لاتفاق أوسلو وتجانساً مع سياسة اللا سلم واللا حرب التي ترضي اسرائيل وامريكا .
اذا كانت هذه هي حركة فتح بروحها الجماعية الاستسلامية المراوغة فهي لم تعد تمثل أية حركة ثورية ، ولم تعد تمثل طموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني ، انها وريثة حزب الدفاع الذي قاده في يوم من الأيام راغب النشاشيبي ، فقد عارض هذا الحزب ثورة الشعب الفلسطيني عام 1936- 1939 ، وقاتل الثوار هذا ما يفعله اليوم رجال السلطة الذين تم تدريبهم في الأردن من قبل دايتون لقتل روح أية عمل ثوري مقاوم للاحتلال .
الشعب الفلسطيني لم ينتصر في هذا المؤتمر ، العكس هو الصحيح فأن الشعب كان اكثر الخاسرين ، لأن حركة فتح بقيت وستبقى المهيمنة ، المسيطرة على كل المؤسسات ، هي التي تقمع المظاهرات المعادية للاحتلال ، وتقمع كل المقاومين وتتعاون مع سلطات الاحتلال للقضاء عليهم .
الجهة التي انتصرت في هذا المؤتمر هو محمود عباس وجماعته واعوانه ، انتصروا ليس بفضل الزخم الوطني الثوري والدماء الجديدة التي سالت في عروق الشعب ، انتصروا لأنهم نجحوا في ابعاد غالبية المعارضين لهم ، ازاحوهم من مواقع المشاركة باتخاذ القرارات ، انتصروا لأن معظمهم حافظوا على مناصبهم ، سواء كان الأمر في اللجنة المركزية أو في المجلس الثوري ، الذي هو بمثابة برلمان الحركة .
وقد اعترف محمود العلول الذي لم يكن بحالة ودية مع عباس ، قال : لم يطرأ أي تغيير على القضايا الجوهرية التي تهم الشعب الفلسطيني ، وأضاف بأن استقلالية القرار الفلسطيني لا زالت مهددة ، واعترف العلول بأن التدخل الخارجي هو الذي وقف وراء نجاح العديد من كوادر وقيادات حركة فتح.
أما جمال الطيراوي ، فقد قاطع المؤتمر بسبب ابعاد الآلاف من الكوادر والقيادات النضالية الوطنية والتاريخية من المشاركة بصنع القرار ، اعترف عضو آخر حافظ على منصبه في اللجنة المركزية رغم الدسائس ضده ، رفض ذكر اسمه ، قال :المصالح الشخصية تغلبت على مصلحة وحدة الحركة ، واتهم اللجنة التحضيرية وقيادة الحركة بالمسؤولية الكاملة عن كل التداعيات السلبية ، مشيراً الى أنه كانت هناك عملية اقصاء لقيادات فتحاوية هامة .
وردت تسريبات سمعت فيها محادثات وحوارات بين عدد من المسؤولين في حركة فتح ، توحي بترتيب التصويت فيما بينهم ، من أجل الدفع بمرشحين واقصاء آخرين ، وذلك بطلب من عباس ، دارت هذه الحوارات بين كل من عضو المجلس الثوري " احمد نصر " وأبن عمومته أياد نصر ، بمشاركة رفعت أبو الساهر مدير الأمن الوقائي لمحافظات غزة الجنوبية السابق ، اتفق هؤلاء مع جبريل الرجوب للإطاحة بعضوي اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي وفهمي الزعارير ارضاءا لعباس .
لقد كشف المؤتمر ان فتح تشهد انقساماً حاداً ، وفجوة واسعة ، بين جيلين وعقليتين مختلفين ، ليس هناك أي تجديد في رفع حركة فتح التنظيمية لأن القيادة المتنفذة هي التي اعتادت التحكم بمصير المؤتمر .
هل علم الذين حضروا المؤتمر وصفقوا أن تصفيقهم وصل الى مسامع المستوطنين الذين يسكنون على عتبات بيوتهم .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدل كاسترو البصمة التي أوجعت امريكا
- بين فكي كماشة بلفور والتقسيم يعيش الشعب الفلسطيني
- لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني
- مقاييس التكريم محاطة بالجماجم
- بين الهيئة العربية العليا والقائمة المشتركة
- موعد مع الغدر في ليلة المجزرة
- عروبة الحرم القدسي الشريف ليس رهينة لقرارات اليونسكو وغيرها ...
- حقائق التاريخ تدين الوزير - بينيت -
- حمامة بيرس للسلام في قفص التساؤلات
- عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة أسقط البندقية وكسر غصن الزي ...
- نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرق ...
- من اسحاق رابين الى الكابتن نضال
- لسنا جسراً للسلام الذي يحلم به الاحتلال والسلطة في رام الله
- هل نحن أمام مشروع مارشال جديد في غزة ؟؟؟ ..
- الطائفة المسيحية ستفشل مشروع ساعر بيكو
- عندما ينزلق الأزهر ويقع في شباك النفاق
- الجبناء وحدهم لا يغضبون
- العدوان على غزة كان بمثابة الغربال الذي اسقط زوان العنصرية
- ديمقراطية الانياب الدموية في وسائل الاعلام الصهيونية
- ثورات مصنوعة من خيوط واهية سريعة التمزق


المزيد.....




- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
- كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
- غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
- إسرائيل تنفذ ضربات على أهداف في إيران
- -أكسيوس-: ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صفق أنت فلسطيني