أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فؤاد74 - حارة















المزيد.....

حارة


سامي فؤاد74

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 19:00
المحور: الادب والفن
    


أن يري الكون الفسيح مساحة بسيطة تكاد تخنقة أن يشعر بالوحدة وسط زحام الشارع ويد أباه تتأبط يده أن يتحول سؤاله التقليدي الذي طالما سأله لأمه عندما سماع خبر موت أحد لماذا نموت ؟ إلي سؤال يتردد في ذهنه لما نحيا؟كان يتحرك في الشارع وكأنه جماد أو شجره ثابته تتحرك كما يتخيلها الناظر لها من قطار أو سيارة مسرعة آخيراً وصلا للحارة التي طالما زارها مع امه قبل أن تفارق الحياة واليوم يأيتها مع أباه وكأنه محكوم عليه وهذا وقت ومكان التنفيذ ولما لا فقد حٌكم عليه بالفراق مرة ثانية وسيتركه أباه هنا ويسافر في مكان كان بالكاد يتحمله لحظات قليلة عندما كان يزوره مع أمه وكانت سلواه أنه يتركها مع قريبتها ويتجول في الحارة أو يرقبها من الشرفة، بالمنزل جدران ذات ألوان باهتة وأريكة يحتلها عجوز لا ينقطع سعاله وأمرأة ممتلئة القوام قليلاً وعيناه التائتهان بين الجدران والمرأةوالعجوز والصورة قديمة علي الحائط تجمع فتاتين واحدة منهن أمه بينهن رجل يبدو أنه العجوز وأخرين لا يعرفهم فالأم والمرأة بينهن صلة قرابة قد تكون بعيدة وصداقة وطيدة قد يكون سببها عدم وجود أقرباء سواهم في تلك المدينة . قطع صمته وشرودة صوت المرأة مشددة أنها بغيرحاجة لتوصيه فهو أبن الحبيبة وتبعتها بقول حبيبتي وبكائها، قبله الأب وطمأنه فقط تستقر الأمور وأتي أخذك لتكون معي تحجرت الدموع في عين الفتي هل أختار الأب الهروب من آلامه وآحزانه وتري هل حقاً سيعود سريعاً أم سينشغل عنه بأمرأة و أبناء أخرين ،عاد العجوز لسعاله وربتت المرأة علي كتفه تفضل لتري غرفتك ، حمل حقيبته وسار ورائها فتحت المرأة الحقيقة وأخرجت له ملابس أخري ظل ثابتاً وسرعان ما ذهب ليفتح الشرفة ويطل برأسه كعصفور يتطلع للحرية بعيداً عن قفصه ولو ذهب ، وعاد ليسأل نفسه كيف سيعيش بين تلك الجدران ووجه المرأة التي لم يراها يوماً تبتسم وصوت سعال العجوز نعم كانت أمه تحبها فهي قريبتهاوكم بررت له عبوس وجهها بتأخرها حتي الأن عن الزواج رغم أنها تصغر أمه بسنوات قليلة وكان الفتي ذوسنوات العمر القليلة يرد علي أمه بأنه العكس هو ما حدث عبوس وجهها تسبب في عدم زواجها فتضحك الأم ثم تعلن له خوفها عليه لأن حديثه أكبر من سنه وجسده يسبق عمره بسنوات ، بل كثيراً ما طلبت منه ألا يناديها بأمي أمام الغرباءكانت تخاف ولكنها تركته غلبته الدموع وأهتز جسده كثيرا حتي رأته وشاركته البكاء بعد محاولاتها البائسة للمواساة، ومرت أيام عديدة وبدء يعتاد الحياة قليلاً في المنزل ويشاركها في أعداد الطعام واعمال المنزل والحقيقة فقد دبت روح جديدة في المنزل بوجودة أم هو فقد شعر أنه فقد روحه منذ فقد أمه بالموت وفقد أباه بالغياب وكله فقدان ،وبمرور بضعة أيام وسؤال الحارة عن فتي الشرفة إلي مواطن في الحارة تجبره أحداهن مستشهده به في رأي إثناء حوارها مع أخري أو يناديه آخر للجلوس معهم في المقهي الصغير ملتفين حول مولانا وهو يدندن علي عوده بصوت أجش يشبه صوت بكاء الناي حتي وهو يغني أغاني باسمة ثم ينهي أغانيه دائماً بكلمات ينطقها بحسرة قائلاً " كل مرة لما اوعدك التقيك توعد وتخلف واما اقابلك واجي اعاتبك التقيك تسبق وتحلف ان دة كان غصب عنك..... "ليرد عليه احدهم ساخراً وهي صحيح وعدتك كام مرة يا مولاناوخدعتك ليرد مولانا ساخراً طول عمر الست والدتك مالهاش كلمة ، لتضج المقهي من الضحك والمدهش أن أول الضاحكين من سبه مولانا ، بدأ الفتي يتخلص من ضجره وأنس وحشته الأولي معارفه في الحارة وصداقته مع مولانا الذي أستشعر مع الوقت انه كاتم أسرار الحارة وحامل مفاتيح كل أبوابهاإضافة إلي القراءة وخاصة الروايات ، ولو أن هناك رغبةجديدة بدأت تؤرقة إنه رغبةفتي في عمر الزهور يسكن جسد رجل وقد تكون حكايات مولانا عن بعض نساء الحارة وأسرارهن ورواياته عن نفسه هي من أشعلت رغباته الكامنة، وتلك الزائرة الجديدة في الحارة التي شغلت أهتمام النساء والرجال ثم صارت تثير غيرتهن وخوفهن علي الرجال ، حتي شريكته في المنزل نبهته أن يحترس من تلك الجارة الجديدة التي أصبحت مسار حوار النسوة وحلم الرجال وللحقيقة فقد كانت الفتاة تشبة الحياة في إقبالها بل كانت نظراتها تشبةغواية الشجرة المحرمة حتي ولو كان ثمن قطف ثمارها الخروج من الجنة،وعندما سألته المرأة التي يسكن دارها عن الفتاة ولمست بحاسة الأنثي أن كلماته لا تخلو من إهتمام وإعجاب شعرت لأول مرة بشئ سرعان ما كذبته وعادت لتسأله لتخفي شعور ورغبه لا تليق لها ،هل علمتك الروايات التي تقرأها الإنشغال بأي فتاة جميلة وأجابها الفتي علمتني الروايات أن الجمال لا يحتكره أحد فكل إنسان به جمال إن أدركه وأظهره للناس سيراه الناس جميلاً ، وكأي أنثي لم تترد وهي تسأله ساخرة بحسب كلامك أكون جميلة فرد مسرعاً نعم ، قد تكون ابتسامة لوجهك جمال مختفي خلف تجهمك وعبوسك ، وقد يكون جسدك الجميل أختفي وراء ألوان ملابسك ، لأول مرة تسمع مثل هذه الكلمات وهو لأول مرة يواجها بمثل هذه الجرأة وسرعان ما أعتذر تاركاً أياها مع أوجاعها لأول مرة تشعر أنها بحاجة إلي رجل ، رجل ينظر اليها يلمسها يشعر بها تٌري هل أضعت حياتي حقاً وراء وجهي المتجهم وتلك الجدران وحقاً كيف كان سيأتي رجل وانا خلف هذه القضبان وإن خرجت منها خرجت كالجندي الذي يترك موقعه متأبطاً سلاحه ، لم يقطع شرودها وعواصف أفكارها سوي سعال أباها الذي شعرت لأول مرة أنها تضيق به، تغيرت أحوال الحارة كثيراً حتي مولانا توقف عن حكاياته ويبدو أنه أنشغل بالحكاية الجديدة وسمع صراخ النساء خلف النوافذ وصبهن اللعنات علي الفتاة ، ولأول مرة يري الفتي المرأة تقف أمام المرآة بل تدور أمامها وتجذب ملابسها حتي تضيق علي جسدها وتضحك وكأن قد أصابتها البلاها حتي عاد ذات ليلة ليرتطم به في حجرته جسد آخر يتلسمه بلهفة لم يدر الفتي لمن الجسد هل للفتاة أم للمرأة التي يسكن دارها . هل هذه الفتاة هي الثمرة التي أكلها أجدادنا أم هي الشيطان الذي أغواهم والقي بهم في الأرض يصارعوا رغباتهم ، لا يهم من هي الثمرة أم الشيطان الفتاة أم العانس العابسة؟ كل ما يهمه الأن هو انه بحاجة لتلك اللمسات .مرت ليلة وليالي حتي كان صباح التقته المرأة وهو يهم بالخروج من غرفته سعيدة ضاحكة وأزالت ضحكاتها خجله من لقاء عيونهم وشكه في من تكون شريكة فراشة ولكن سرعان ما عاد شكه عندماعلم أن سر سعادتها هو مغادرة الفتاة للحارة ومرت أيام وأيام وحكايات وحكايات عن الفتاة واختفائها حتي كان هذا الصباح الذي استيقظ فيه علي صوت جديد غير سعال العجوز وضجيج المارة في الحارة صوت بكاء طفل تجمع حوله سكان الحارة أمسك مولانا بيده وسأله طفل ولد فأجابه الفتي نعم ، طلب منه مولانا أن يقربه من الفتي وتحسس وجه بيده ثم قال له صفه لي فصرخ الفتي أنه إنسان يشبهك ويشبهني ويشبة كل سكان الحارة رجالها ونسائها حتي العجوز الذي كنت أظنه لا يفعل شيء سوي السعال يشبه .










#سامي_فؤاد74 (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسيني النجار - مائه رجل والف عام -
- حواديت
- الحارس - قصة قصيرة -
- قصص قصيرة ( العابرون )
- رطل لحم
- دعاء - قصة فصيرة -
- يا صديقي
- جمعية أصدقاء الفراعنة
- لقاء ( قصة قصيرة )


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فؤاد74 - حارة