أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فؤاد74 - حواديت














المزيد.....

حواديت


سامي فؤاد74

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 03:18
المحور: الادب والفن
    


الباشا
كانت الأمسية في الحي تشبه كل أمسياته حديث النسوة بين الشرفات ، ضجيج الأطفال وصوت لعبهم حركة المارة ذهاباً وإيابا صوت حجر النرد علي مائدة المقهى وهدير المياه في الشيشة وكأنها سيمفونية مكتوبة تعزف كل ليلة إلا هذه الليلة التي اخترقت فيها تلك السيارة طرقات الحي وتوقفت أمام المقهى وترجل منها الباشا وتابعيه إلي الداخل وبالتأكيد هو باشا مختلف عن بقية من يطلق عليهم باشاوات في الحي نعم فلقب باشا قديماً أُطلق علي ذوي الأملاك والسادة المقربين للحاكم أما الآن فكثير من الحرفيين يناديهم روادهم بالباشا ، وأحيانا يستخدمها شباب الحي في مداعبة سريعة لفتاة تمر في الحي وكثيراً ما استخدم اللقب في مخاطبة شخص نسينا اسمه أو علق بلساننا فجأة ، تقدم الباشا وهو شاب صغير السن تلألأت أكتافه بعلامات تشير إلي رتبته نحو رواد المقهى يسألهم عن هويتهم ويبدو أن نظرات الدهشة في عيونهم لغرابة الزيارة وندرتها في الحي لم تخفي نظره أخري أستشعرها الباشا وقرر أن لا تقف براءة وجهة الظاهرة وصغر حجمه أمام طموحه في إخافتهم فأقترب منه ولطمه لطمه قوية دوى صداها في أركان المكان وفي نفوسهم،تلقاها باكياً فهو طفل كبير السن والحجم يعرفه كل أهالي الحي ويحبوه ويشفقوا عليه ، كتم الكثيرين غيظهم وتمنوا أن يصرخوا في وجهه " حرام عليك " أنت بلا قلب ، قرأها في عيونهم وسمعها وهم يرددوها بداخلهم وكان هذا ما يريده ، تكرر الأمر كثيراً حتى اعتادت طرقات الحي علي تلك السيارة واعتاد وجهه علي لطمه الباشا ، ولم تعد تبكيه بل تتبعها نظرات غامضة بها مرارة لم تشاهد في عينيه من قبل ، وكثرت الأقاويل في الحي بل ورددت النساء بأنها لن تمر مرور الكرام علي الباشا فإنه في حكم الصالحين لأنه لا يصنع شر وعلي الباشا أن يرضيه قبل أن تأتيه ويلات السماء، أعتاد الناس صوت السيارة وزيارة الباشا وسؤالهم وتفتيشهم في بعض الأحيان ، لكن ظلت لطمه كل زيارة تثير دهشتهم وحنقهم عليه حتى كان يوم توجه نحوه الباشا ولطمه اللطمه المعتادة فلكمة لكمة أطاحت به أرضاً وجري سريعاً واختفي عن الحي هو والباشا ، أما السيارة فتأتي ولكن بباشا جديد .
......................................................................................................................
السيدة و
خلف مكتب خشبي متهالك وغرفة مزدحمة تجلس السيدة "و " وهذا ليس اسمها .حنان هو اسمها الحقيقي أيام الرشاقة والأمل أيام الجامعة والأحلام العريضة قبل أن يترهل جسدها وتخنقها زحمة الأيام ومشاكل الحياة ومطالب الأبناء ومشاجرة الصباح مع الزوج ، الزحام يحيل هدوء النفس إلي العدوانية ومشاكل الحياة تضاعف سنوات العمر وتجعل الشيب مبكراً من يصدق أن الفتاة الجميلة التي كان وجهها يشرق دائماً بابتسامة تسلب معها العقول ، وصوت هادئ جميل يشبه تغريد عصفور بين الأغصان تتحول إلي السيدة "و " فما أن يشتد الزحام أمامها حتى تبدأ في ترديد نغمتها المحفوظة بصوت لا يخلو من الحدة ووجه عابس ،الورق ناقص توقيع و إقرار ودمغات ..وا ... ثم تصمت ولا أحد يعلم هل أصبحت الـــــ و لازمة في حديثها أم تستخدمها من باب الاحتياط للمرة القادمة حتى مع زوجها الذي كثيراً ما لمحت في عينيه سؤال عن أنوثتها وجمالها ومزقتها نظراته الجائعة للنساء في التلفاز وكثيراً ما رددت في وجهه وفي داخلها أن هؤلاء مهنتهن الأنوثة أما أنا فأعمل نهاراً وأعتني بدروس الأولاد والغسيل والطعام ........... وا





#سامي_فؤاد74 (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحارس - قصة قصيرة -
- قصص قصيرة ( العابرون )
- رطل لحم
- دعاء - قصة فصيرة -
- يا صديقي
- جمعية أصدقاء الفراعنة
- لقاء ( قصة قصيرة )


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فؤاد74 - حواديت