أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فؤاد74 - قصص قصيرة ( العابرون )














المزيد.....

قصص قصيرة ( العابرون )


سامي فؤاد74

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 22:58
المحور: الادب والفن
    


العابرون
لم يكن هذا المكان وجهتي ولا الطريق طريقي و لكن كان علي أن أكمل سيري فقد أصل إلي مبتغاي بل لعلني أتذكر ماذا أتي بي إلي هنا وإلي اين كنت ذاهب ، طريق متسع طويل لا أري نهياته تتفرع منه حارات مظلمة تارة وتاره أقل إضاءة أختلطت الأصوات كما أختلطت الوجوه بفعل الزحام ضحك العاهرات وصخب السكاري أمتزج مع صوت الباعة وصوت البكاء كآبة الظلام ومرح الأضواء عبث الألوان بين ملابس فاخرة تسير بجوار البالية ويبينهم جلد العرايا ، تشابك الرائحة يزكم أنفي عطر الفاخرين ورائحة الفجور تختلط برائحة الكادحين وأنفاس المرضي صخب الطريق يشب صخب الحياة وصمت الحارات المظلمة يشبه صمت القبور وبين كل هؤلاء لا مجيب ولا مرشد يدلني علي الطريق وكانهم جميعاً مثلي يبحثوا أو بحثوا وأستقر بهم الحال إلي هذا المكان . يقطع الطريق هؤلاء العابرون يسيروا في خطا ثابته وكأنهم مجرد شعاع ضوء ينفذ وسط الأضواء لا يبالي بهم أحد ولا هم يبالوا بأحد كانوا فقط يسيرون بلا صوت وبلا عبث للألوان ولا رائحة تشبه رائحة أحد من المارة والواقفين في هذا المكان أقترب منهم فقد يدلني أحدهم لا يجيبوا بل لا يرنو إلي أياً منهم أتامل وجوههم الشمعية لا علامة لفرح أو أحزان بل حدقت عيونهم في شيء لا أراه أتبع خطاهم قليلاً لعلني أري ما يرون ، لا أري وأقف لا أتبعهم فقط أتأمل في وجوههم وفي وجوة رواد الطريق وتثنيني حيرتي الجديدة هل كنت في الأصل قادم مع هؤلاء العابرون أم أني من ر واد الطريق عن حيرتي الأولي وبحثي عن وجهتي ومبتغاي .


غرفة للإيجار
كان نصيب السيدة حياة من زوجها التاجر الراحل هو منزل فسيح وفتاه تقترب من العشرين وصبي في العاشرة من عمره أما نصيبها من الحياة فهو عمر تجاوز الثلاثين قليلاً ووجه يدب فيه الجمال وقوام معتدل جعلها زوجه لأبن عمها وهي لم تتجاوز السادسة عشر لشهور بسيطة سرعان ما أنتهي بالإنفصال بسلام ويبدو أن أبن العم أجاد تقديرها وتقدير نفسه معترفاً بأنه لن يلبي شغفها وحبها للحياة ثم سرعان ما كانت من نصيب المرحوم الذي مر عام علي وفاته وكما ذكرت لمن حولها الحي أبقي من الميت والرجل ترك مال ولكن لم يترك معاش ثابت يعينها علي تربية الأبناء لذا كان قرار إيجار غرفتي السطح ولأنها تحب الحياة فهي تجيد الإنتقاء فكانت الغرفتين من نصيب موظف شاب قادم من بعيد للعمل في المدينة رأت فيه انه الأحق بشغل الغرفتين الخاليتين ومن يدري فقد يستحق أن يشغل القلب الخالي لم تبالي بمن أعترضوا صراحة بسكن شاب أعزب منزل يحتوي علي أمرأتين يتنافسن في الجمال ولا أزعجها من همسوا فقد كانت تثق أن جميعهم يتمنوا أن يسكنوا الغرفتين تفضحهم عيونهم ورعشة أجسادهم إن ابتسمت في وجه أحدهم ولم يكدر صفوها إلا ما لاحظته من حمرة في وجه أبنتها كلما مر طيف الشاب وسعادة في عيونة كلما رأي أبنتها ، كان عليها إما أن تطرد الشاب وتكسر قلبها الذي شغله أو تستلم لأمومتها ووتركه لأبنتها ولكن بحكمة وعقل كل محبي الحياة رأت أن ابنتها الجميلة الصغيرة لا تستحق شاب فقير مثله فليكن لها هي مقابل فقره ولتكن أبنتها لأحد الأعيان مقابل شبابها وقد كان تزوجت الفتاة وأنكسر قلب الشاب وكانت جابرته وسرعان ما ذهبت همسات وتلميحات المعترضين فالناس بقدر ضجيجهم يأتي يوم ويصمتون وبقدر شغفهم يأتي خبر جديد يثير شغفهم و مر عقدين من الزمان لم ينالا كثيراً من جمالها واعتدال قوامها بل نالا من زوجها ليحصد لقب مرحوم منذ ستة شهور كانت كفيلة أن تعلن أن في منزلها غرفتين للإيجار .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رطل لحم
- دعاء - قصة فصيرة -
- يا صديقي
- جمعية أصدقاء الفراعنة
- لقاء ( قصة قصيرة )


المزيد.....




- الرئيس يستقبل رئيس مكتب الممثلية الكندية لدى فلسطين
- كتاب -عربية القرآن-: منهج جديد لتعليم اللغة العربية عبر النص ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين
- إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة نيستاد العالمية للأدب
- وفاة الممثل المغربي عبد القادر مطاع عن سن ناهزت 85 سنة
- الرئيس الإسرائيلي لنائب ترامب: يجب أن نقدم الأمل للمنطقة ولإ ...
- إسبانيا تصدر طابعًا بريديًا تكريمًا لأول مصارع ثيران عربي في ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين
- إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة نيستاد العالمية للأدب
- لن يخطر على بالك.. شرط غريب لحضور أول عرض لفيلم -بوجونيا-


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فؤاد74 - قصص قصيرة ( العابرون )