أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فؤاد74 - الحارس - قصة قصيرة -














المزيد.....

الحارس - قصة قصيرة -


سامي فؤاد74

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


جاءني صوته حزينا باكياً يخبرني أن أمه قد ماتت وأنهم يستعدوا لتشييع الجثمان لمثواه الأخير، أخبرته أني قادم وعندما سألني أين أنت ؟ وأخبرته أشار لي بأنه من الأيسر أن ألحق بهم أو قد أسبقهم إلي هناك وأخبرني أين المكان ذهبت إلي هناك كان المكان يشبه مدينة صغيرة سُيجت بأسوار وباب يطل علي شريط سكة حديد يغلف المكان صمت لا يقطعه من حين إلي آخر سوي صوت القطار حيث يزيد الشجون وكأن الاختيار تم بعناية فكل شيء هنا يعني الرحيل ، أمام الباب أنتظر وانظر إلي تلك الحجرات الصغيرة بالداخل التي زينت كل منها قطعة رخام صغيرة نقشت عليها أسماء وتواريخ ونبات الصبار وبعض الشجيرات تقف أمامها كلما داعب فروعها نسمة هواء تراقصت برتابة وبلا حياة أقترب الوقت من الظهيرة وشمسها الحارقة ، استجمعت شجاعتي التي هزمتها مهابة للمكان وليس الخوف وتحركت قليلاً نحو الداخل ، أجده يتحرك نحوي رجل في الستين من عمره يلقي علي السلام وكلمات تحمل التعازي ويخبرني أنه جهز المكان أجبته أنهم علي وشك القدوم . تحركت نحو قطع الرخام أسماء وألقاب وتواريخ هي ملخص حياة الإنسان الذي شيد البروج وركب البحر والجو، الإنسان الذي طمح وطمع أثمن ما تبقي منه اسم منقوش علي قطعة رخام. أدارت الشمس رأسي جلست علي حجر تظلله شجرة وتجاوره زهرة صبار وبعد قليل وجدته يجلس بجواري ظننتهم قدموا وأراد أن ينبهني ألتفت يميناً ويساراً لم أجد أحد سوانا وقبل أن اسأله قال لي حارس القبور قلت له ولكن التقيت بالخارج بـــ .... قال لي بحسم لم يجعلني أكمل جملتي حارس القبور وكاتم أسرار الموتى سألته وهل للموتى أسرار أجاب إن كان للأحياء أسرار فبالحري أن يكون للأموات أسرار لا يبوحوا بها إلا لأصدقائهم وأنا صديقهم أرتعد جسدي للحظات استطرد قائلاً استمع أنهم في انتظار قادم اليوم يسمعوا حكايته وندمه علي ما فعل وعلي ما لم يفعل سألته وهل كلهم أصدقائك فبعضهم يحمل لقب كما يبدو علي اللوحات الرخامية تجعله لا يليق به عفواً أن يصادق حارس قبور أبتسم ساخراً الألقاب والألواح الرخامية صناعة الأحياء أما سكان هذا المكان فيعلموا تماماً أن جميعهم تشاركوا وتقاسموا لقب واحد ، هنا يسكن الرجال والنساء الأطفال والشيوخ والشباب الفقراء والأغنياء ولكن كل هذا وصف تعرفونه في الحياة أما هنا فالكل يعرف أنه ميت فقط ميت وقد تكون هنا الحياة الحقيقية أو بدايتها وفي الخارج الموت أو علي الأقل بدايته شرد قليلاً وكأنه يحاول أن يسمع شيئاً ثم تحرك قليلاً نحو احدي الحجرات وسمعته يتحدث ويشير بيده مما زادني خوفاً ورعباً فكرت أن أذهب فوراً ولم تقوي قدماي علي حملي، عاد قائلاً كان أحدهم يسألني عنك زادتني كلماته رعباً وأجبته وهل أخبرته من انا وهل تعلم من أنا قال لي لا ولكني أخبرته أنك قد تكون أحد المشيعين قلت له نعم أنا فلان صديق أبن المرحومة قال لي أهلاً بك وأنا فلان تذكرت أن هذا الاسم هو اسم قرأته علي أحد اللوحات شعرت أن الأرض تهبط بي وتعلو أختنق ويصم أذني الضجيج أغمض عيناي أكثر وأكثر أسد أذناي لكي لا أسمع دبيب الأقدام وأري قدومهم نحوي ، حتي شعرت بيد ترتب علي كتفي وصوت أعرفه يناديني أفتح عيناي متباطئاً خائفاً أراه أنه أحد أصدقائي وبجواره وقف الرجل الذي قابلته عند قدومي يحمل كوب ماء أعطاه لي هامساً لماذا لم تجلس معي في الخارج هذا المكان لراحتهم هم وليس لراحتك أنت . انتهينا من تشيع الجثمان وذهبنا ولكن لم ينتهي صوت كاتم الأسرار مصحوباً بصوت القطار في أذني.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة ( العابرون )
- رطل لحم
- دعاء - قصة فصيرة -
- يا صديقي
- جمعية أصدقاء الفراعنة
- لقاء ( قصة قصيرة )


المزيد.....




- لن يخطر على بالك.. شرط غريب لحضور أول عرض لفيلم -بوجونيا-
- اهتمام دولي واقليمي بمهرجان طهران للفيلم القصير
- تفاعل واسع مع فيلم -ويبقى الأمل- في الجونة.. توثيق حقيقي لمع ...
- الجامعة العراقية تستضيف الشاعر الإماراتي محمد عبد الله البري ...
- الإمام الحسين: ما سر احتفال المصريين بمولد -ولي النعم- مرتين ...
- المنقذ من الضلال لأبي حامد الغزالي.. سيرة البحث عن إشراق الم ...
- ترامب: ضجيج بناء قاعة الرقص في البيت الأبيض -موسيقى تُطرب أذ ...
- لقطات نادرة بعدسة الأميرة البريطانية أليس... هل هذه أول صورة ...
- -أعتذر عن إزعاجكم-.. إبراهيم عيسى يثير قضية منع عرض فيلم -ال ...
- مخرجا فيلم -لا أرض أخرى- يتحدثان لـCNN عن واقع الحياة تحت ال ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فؤاد74 - الحارس - قصة قصيرة -