أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - قضايا الحسبة والإرهاب














المزيد.....

قضايا الحسبة والإرهاب


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وأنا طفلة كنت أرى وجه الله فى أحلامى كوجه أمى شديد العدل، وكوجه أبى شديد الرحمة لكن زميلتى فاطمة أحمد فى المدرسة كانت ترى وجه الله فى أحلامها كوجه أبيها شديد القسوة وكوجه عمها شديد الظلم، واكتشفت وأنا طفلة إن وجه الله يتراءى لزملائى وزميلاتى كوجه الأب أساسا، وكوجه الأم أحيانا، والمشكلة أن الله لا يرى بعين الأطفال ولا الكبار وما من وسيلة لرؤيته إلا فى النوم، وبالوجوه التى نراها لأقرب الناس لنا.


كانت هذه السطور(فى إحدى رواياتي) سببا لتقديمى للمحاكمة تعرضت لسبع قضايا حسبة بسبب أعمالى الأدبية الخيالية آخرها القضية لسحب الجنسية المصرية منى قرأت عنها وأنا بمؤتمر بالخارج فأمضيت ثلاث سنوات متصلة بعيدا عن بيتى وأسرتى ثم عدت للوطن بعد أن نلت البراءة بسبب الأستاذ “خالد علي” الذى تدخل فى القضية متضامنا متطوعا، وقدم للمحكمة مذكرته الهامة دفاعا عن حرية الرأي، ومنها هذه الفقرة: “فإذا كان من حق الطاعن إسقاط الجنسية المصرية عن مواطنة مصرية لاختلافه فى الرأى معها فإنه من حق الخصم المتدخل أن يرفض هذا الإجراء، ويدافع عن حق المطعون ضدها فى التمتع بجنسيتها ليس لأنه يتفق مع أفكارها فحسب، ولكنه يعتبرها من أهم مفكرى مصر القادرين على إثارة نقاش وجدل حول حقوق وحريات أبناء هذا الوطن، ويرى أن الدفاع عن حرية نوال السعداوى فى طرح أفكارها دون ملاحقتها بالعقاب هو أول الطريق للدفاع عن حقوقه وحرياته ، فنحن لسنا فى حاجة لحماية الآراء التى نتفق عليها فقط، ولكننا فى أمس الحاجة لحماية الأفكار التى نختلف عليها أيضا فبدونها يفقد الاتفاق معناه.

كما أن التاريخ أنبأنا بأن الفكرة التى نتفق عليها اليوم قد نختلف عليها غدا كما أن الأفكار التى تبدو غريبة على تقاليد مجتمع ما اليوم من الممكن أن تصبح هى الأفكار السائدة فى نفس المجتمع يوما ما، إن حرية الرأى والتعبير هى إحدى أهم الحريات والحقوق، وبدونها نفقد قدرتنا على نقد أنفسنا ونقد الآخرين أو تطوير المجتمع وتحديثه فهى إحدى الحريات التى يتمتع بها الإنسان لكونه إنسانا كما أن المتدخل هو مواطن مصرى يحمل هموم بلاده وينادى بالإصلاح، ولا إصلاح بدون الاعتراف بحق المواطن فى التعبير عن ذاته حتى ولو كان رأيه مخالفا للرأى السائد فى المجتمع أو مثيرا للجدل والنقاش”.

ومنذ شهرين تطوع الاستاذ “أحمد مقلد” لتقديم بلاغ للنائب العام ضد الأشخاص الذين أهدروا دمى وحرضوا على قتلى بسبب ندوة علمية تحدثت فيها كطبيبة عن مخاطر عمليات الختان، ومن مذكرته للنائب العام هذه الفقرة “إننا نلجأ للقانون الذى نحترمه رغم أن من أجرموا فى حقنا يشيعون أنهم على علاقة وطيدة بالسلطة وأن أحدا لن يمسهم كما أن أحدهم لديه حصانة برلمانية شرعت فى الأساس كى تحمى حقوق الشعب فأساء استخدامها، وتمترس خلفها سامحا لنفسه ولبرنامجه التليفزيونى أن يكون منبرا لنشر الكره والحقد والسب والقذف بل والتهديد بالقتل، والإيذاء البدنى ونرجو اتخاذ اللازم ضد المبلغ عنهم لا سيما وأن جرائمهم اتسمت بالعلنية كونها كانت فى قناة فضائية أى فى وسيلة مرئية ومسموعة يشاهدها الآلاف من الناس” وقد تطوع عدد من المحامين للدفاع عنى فى قضايا الحسبة السابقة منهم الأساتذة عادل أمين ونبيل الهلالى ونجاد البرعى وحمدى الأسيوطي.

وكلها حول أسئلة الأطفال المثيرة للجدل والنقاش، وهى دليل الذكاء الفطرى الذى يتم تدميره بسبب الإرهاب العقلى بالبيوت والمدارس يرضع الأطفال العنف من أول تجربة مؤلمة للتفرقة يتربى الولد على السيطرة على أخته، واحترام أبيه أكثر من أمه، وفى المدرسة يتعرض الأطفال للإهانة والظلم بسبب الفقر أو الدين أو الجنس، وكنت أقاوم الظلم بالتمرد على المدرسين، وأحلم بالليل أنى حرقتهم كما يحرق الله الظالمين، وكان يمكن أن أصبح إرهابية وأحرق المدرسة بالنار لولا أمى قالت لى: ما فيش نار يا نوال لا يمكن ربنا يحرق الناس أكتبى ودافعى عن العدل بدلا من حرق المدرسة هكذا حولت طاقة الغضب منذ طفولتى الى طاقة للكتابة والدفاع عن العدل.

لو أردتم القضاء على الإرهاب من جذوره فاقضوا على جميع أنواع التفرقة بين الأطفال، وبدلا من حصص الأديان وتحفيظ الآيات علموا الجدل والعدل للأطفال، وللكبار أيضا.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشرة الحياء الهشة .. يا أنت ؟
- الفدائيون وهدى عبد الناصر
- سقوط العرش المصنوع بالقش
- ثقب فى جدار العقل
- ضباب الرؤية وضوء الماضى
- كُحل ثقيل.. عقل خفيف.. والضحك
- الصخرة العاتية تتحدى أى دستور
- لكنهم لم يعثروا عليها أبدا
- رقة الشاعرة وحاملة الأثقال
- نكهة الشاى الأخضر بالنعناع
- تجاربنا الشخصية جدا تغير العالم
- ولم تسقط طائرة لندن
- ذكريات عن تعدد الزوجات
- ذكريات مع توفيق الحكيم
- أتكون الطفلة ملحدة؟
- فاطمة الميرنيسى
- كتابك غير حياتى
- امرأة تكتب مصيرها بيدها
- وتظل النخبة المختارة تصفق
- لا يكفى أن تكون امرأة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - قضايا الحسبة والإرهاب