أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - أسأل مجرب ولا تسأل الحكيم !














المزيد.....

أسأل مجرب ولا تسأل الحكيم !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 04:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشروع التسوية الوطنية الذي يقترحه السيد عمار الحكيم بأسم التحالف الوطني الشيعي, الذي بدأوا الترويج له قبل اتفاق اطرافه انفسهم عليه و قبل طرحه على الرأي العام, لا يفي بالغرض ولا يشبع الحاجة الحقيقية لترميم ما لحق بالنسيج المجتمعي العراقي من خراب.
فالمشروع " باين من عنوانه " الموصوف بالوطنية, المتناقض مع طبيعة القوى الداعية اليه و الآليات الطائفية المكوناتية المعتمدة لتنفيذه. والذي يثبت بأن السيد الحكيم ومن يقف وراءه من القوى المتنفذة عصية على التعلم من عوادي الزمن وتجارب الامم والشعوب. فالتحالف يريد ان يسقينا من نفس كأس السم التقسيمي الذي دأب على صبه لنا, بحديثه عن التسوية بين المكونات الطائفية والعرقية وممثليها السياسيين.
بينما التسوية التاريخية الحقيقية التي يجب على الاطراف السياسية الحاكمة ان تعقدها هي مع ابناء شعبنا الذين ذاقوا الويلات من سياسات المحاصصة النهبوية والتدخل الاجنبي وارهاب زمر الذبح على الهوية. والتي يجب ان تتلخص بالاعتراف بالفشل وترك المسؤولية لغيرهم من القادرين على قيادة دفة البلاد نحو شاطيْ الامان والتقدم.
ولأنهم مجتمعين, على يقين بأن اية تسوية منصفة مع هذا الشعب المظلوم سيخرجون من مولدها بلا حمص... خاسرين, فأنهم لجأوا الى طرح مشروعهم التسووي الذي في حقيقته محاولة انقاذ سياسي لاحزابهم بعد ان تعرض ادائهم السياسي خلال ما يقارب الاربع عشرة سنة الى الرفض الشعبي له, وللالتفاف بالتالي على المطلب الشعبي بالتغيير الناجز.
جربهم المواطن العراقي وفقههم حتى بات رافضاً, مقدماً, لكل مشروع او مقترح يخرج من جعبهم حتى بدون حاجة لقراءتها او نقاش ما تتضمنها, لانه فقد الثقة بهم واصبح متيقناً من عدم توافق مشاريعهم مع مصالحه الآنية والمستقبلية.
انهم لازالوا يعملون ويعولون على بقاء التشرذم الشعبي والسلبية الفردية على حالهما وعدم تشكل الارادة الشعبية في حركة اجتماعية موحدة, من خلال رسم صورة سلبية قاتمة عن كل نشاط جماعي اوعمل حزبي نزيه والاساءة له باظهاره بأنه سعي اناني لجني الغنائم, كما هي ممارساتهم الحزبية المستندة على اساس المحسوبية والمنسوبية الطائفية والعشائرية التي ورثوها فكراً وممارسة عن البعث البائد وطبقوها ببدائية مقيتة.
لذا فان هذه القوى تمعن بسياساتها التقسيمية مستغلة مواقعها في السلطة في اقتراح مشاريع قوانين تقوض مدنية الدولة ومظاهر الديمقراطية وتصادر الحريات العامة, واثارة ازمات جديدة وفرض خيارات ماضوية رجعية لمشاكل معاصرة لاتستشرف المستقبل.
النفور الارستقراطي من العامة والنظرة الاستعلائية ازاء الوعي الشعبي هي سبب استبعاد المواطن عن القيام بدوره في حل مشاكله الملحة.
فبأبقاء مناقشات المشروع تجري وراء ابواب مغلقة وبأطر ضيقة من اصحاب الجاه في احزاب المحاصصة وربطها بموافقات الدول الاقليمية, وعدم اطلاع المعني الاول وصاحب المصلحة الحقيقية في كل مبادرة صادقة لتعزيز الوحدة الوطنية الا وهو الشعب العراقي, وأد هذه المساعي قبل ولادتها.
ان اي مشروع تسوية بديل للوضع المتردي الحالي او مصالحة مجتمعية صادقة لايمكن ان ينجحا الا على اساس مدني ديمقراطي يستبعد التمايزات الطائفية والقومية والعشائرية وغيرها من عوامل تفرقة وتمييز بين المواطنين, وان يكون ثمرة نقاش ديمقراطي عام, تشارك به منظمات المجتمع المدني والقوى المدنية الديمقراطية التي لم تتلوث بأدران الطائفية والعرقية والفساد المتشابك معهما وكل من يود نقاش بنودها من المواطنين. لذا فأن قوى المحاصصة, بالنتيجة, غير مؤهلة لأنجاز هكذا عمل سامي, ففاقد الشيء لايعطيه.
والا فأن المحاصصة الطائفية - العرقية باقية تدمر وتتمدد.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقويض مدنية الدولة... مخططات حثيثة !
- هل هي نكتة ؟ تحريم فقهي في قانون بلدي !!!
- أفراح عاشوراء !
- موسم الصفقات السياسية !
- زيارة مسعود البارازاني الى بغداد... ما عدا مما بدا !!!
- الكتلة العابرة للمكونات - مشروع استغفال !
- ائتلاف المحاصصة, راد يكحلها عماها !
- على هامش وقائع استجواب وزر الدفاع في مجلس النواب - استباحة و ...
- مصادرة تاريخية - بابل -, لماذا؟
- مصادرة تاريخية -بابل -, لماذا ؟
- الأصل - عدم اشهار الصيام !
- شرعية وزارة المحاصصة في مأزق قانوني !
- توفير مستلزمات النصر والتظاهر السلمي
- الطغاة على سر سابقيهم !
- حول الدولة الكردية المستقلة
- ليلة عيد العمال العالمي من تحت قبة مجلس النواب
- ارتكاب المحاصصة مع سبق الاصرار والترصد
- مهازل برلمانية ( كتابات ساخرة )
- اعتكاف مقتدى... حيرة اتباعه !
- هتاف - ايران برة برة... - بين غضب البدريين وخجل الصدريين


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - أسأل مجرب ولا تسأل الحكيم !